الأقسام الرئيسية

مصر الخاسر الأكبر الاستبداد السياسي وراء هجرة العقول العربية للخارج

. . ليست هناك تعليقات:

محيط - وكالات



العالم الأمريكي المصري الأصل فاروق الباز

القاهرة: قالت منظمة العمل العربية في تقرير اصدرته امس ان العلماء يشكلون نصف المهاجرين الي الدول الغربية في حين اكد تقرير المنظمة حول هذا الموضوع ان الاستبداد السياسي والتدخل الحكومي في شؤون الجامعات بالدول العربية وانعدام حرية البحث العلمي الدافع الأساسي للهجرة.

وعبارة هجرة العقول أو كما يحلو للبعض ان يسميها بـ الأدمغة، ابتدعها البريطانيون لوصف خسارتهم من العلماء والمهندسين والأطباء بسبب الهجرة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تعرف منظمة اليونسكو هجرة العقول بأنها "نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد، ناحية الدول المتقدمة أو ما يعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا، لأن هجرة العقول هي فعلا نقل مباشر لأحد أهم عناصر الإنتاج وهو العنصر البشري".

وجاء في دراسة لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية صدرت في مايو/ايار 2004 أن الدول الغربية الرأسمالية، استقطبت ما لا يقل عن 450 ألف من العقول العربية، وأن الوطن العربي يسهم بـ31% من هجرة الكفاءات من الدول النامية إلى الغرب الرأسمالي بنحو 50% من الأطباء و23 من المهندسين و5% من العلماء من العالم الثالث.

وأكدت مذكرة وزعتها منظمة العمل العربية أن السنوات العشر الماضية شهدت زيادة في عدد العلماء العرب المهاجرين للعمل في أوربا خصوصا علماء الطب والهندسة والعلوم. وقالت دراسة أعدها فريق من باحثي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء إن أكثر من 2600 مصري يعملون في مناصب علمية مرموقة في بلدان جاءت أمريكا في مقدمتها حيث يعمل بها 844 عالما مصريا بينما جاءت ألمانيا في المركز الثاني بـ340 عالما وكندا في المركز الثالث بـ 196 عالما واسبانيا في الرابع بـ 142 عالما وفرنسا في الخامس بـ132 .

مخاوف عربية

وسبق أن حذر تقرير أصدرته الجامعة العربية في فبراير/ شباط 2001 من أن العالم العربي خسر مائتي مليار دولار بسبب هجرة الكفاءات العلمية والعقول العربية للدول الأجنبية، ودعا للسعي لاستعادة هذه العقول خصوصا في ضوء التفوق التكنولوجي الإسرائيلي وتحول الصراع العربي الإسرائيلي تدريجيا إلي صراع تفوق تكنولوجي.

وأشار التقرير إلى أن الدول الغربية هي المستفيد الأكبر من احتضان أكثر من 450 ألف عربي من حملة الشهادات والمؤهلات العليا، حيث تستخدم قدراتهم في دعم مشروعاتها التكنولوجية، وطالب التقرير الدول العربية باتخاذ إجراءات عاجلة في مواجهة هذه الظاهرة التي تستغلها إسرائيل لتكريس نظريتها الأمنية باعتبارها أكثر تفوقا على العرب تكنولوجيا وبالتالي عسكريا واقتصاديا حيث تشكل تجارة الالكترونيات الحجم الأكبر من الموارد الصهيونية.

ولفت التقرير إلي أن اليونسكو نبهت في تقريرها العلمي الأخير إلى هذا التدني العلمي العربي مقابل إسرائيل ودول العالم الأخرى، حيث أشار التقرير إلى تدني نصيب الدول العربية من براءات الاختراع التكنولوجي على مستوى العالم، فيما بلغ نصيب أوروبا من هذه البراءات 47.4 وأمريكا الشمالية 33.4 في المائة واليابان والدول الصناعية الجديدة 16 في المائة.

مصر الخاسر الأكبر من هجرة الكفاءات



العالم الأمريكي المصري الاصل احمد زويل

تشير الاحصاءات الي ان مصر قدمت 60% من العلماء العرب والمهندسين الي الولايات المتحدة . ونقلت جريدة "الزمان" اللندنية عن الدكتور عبد السلام نوير مدرس العلوم السياسية بجامعة أسيوط قوله في دراسة حديثة له: "إن مصر هي الخاسر الأعظم من هجرة هذه الكفاءات في مختلف المهن وتتمثل هذه الخسارة في أن عددا من هؤلاء يعملون في أهم التخصصات الحرجة والاستراتيجية مثل الجراحات الدقيقة والعلاج بالاشعاع والهندسة الالكترونية والنووية وعلوم الليزر وتكنولوجيا الأنسجة.

ولفتت دراسة نوير الانتباه الي القنوات الرئيسية لهجرة الكفاءات العربية للبلدان الغربية وهم الطلاب في الجامعات الغربية لاسيما المبعوثون الذين ترسلهم الجامعات والمراكز البحثية ولا يعود هؤلاء الي بلدانهم الأصلية مؤكدا أن مصر تعد من أكثر الدول معاناة من هذه المشكلة حيث قدر عدد من تخلف من مبعوثيها في العودة اليها منذ بداية الستينات وحتي مطلع عام 1975 بحوالي 940 مبعوثا بنسبة 12% من مجموع المبعوثين خلال تلك الفترة وتركز معظمهم في أمريكا وكندا وفرنسا وبريطانيا وخلال الفترة من 70 الي 1980 لم يعد لمصر 70% من مبعوثيها في أمريكا.

من جانبها، أشارت الدكتورة ماجدة صالح - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - الي أسباب هجرة الكفاءات المصرية التي تتحكم فيها بصورة أساسية العوامل الجاذبة وأولها التشريعات والقوانين والامتيازات الاقتصادية وسياسات دول العالم الصناعي في اجتذاب المهارات من مختلف الدول في اطار من التخطيط الواعي وعلي أساس انتقائي وهي المهارات التي غالبا ما تبقي في الخارج لأسباب متعددة.

ومن أشهر العلماء المصريين الذين حازوا على ثقة وتقدير العالم كله الدكتور فاروق الباز ويشغل حاليا منصب مدير أبحاث الفضاء في بوسطن بالولايات المتحدة والدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء والحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ، والدكتور محمد صلاح الدين زكي أكبر جراح زراعة القلب في العالم والولايات المتحدة الأمريكية والدكتور فوزي اسطفانوس أكبر خبير تخدير بأمريكا والدكتور جمال الدين أحمد إبراهيم خبير السموم في المحاكم الأمريكية والدكتور محمد شقير خبير الزلازل وتقوية التربة بالولايات المتحدة، ود. ماجد أبو غربة المتخصص في كيمياء المنتجات الطبيعية.

كما تضم القائمة، د. أسامة عبد المحسن قنديل الخبير في هندسة هوائيات ميكانيكا المواقع بالولايات المتحدة، ود. إسماعيل السيد مبارك أستاذ الهندسة الإنشائية بأمريكا أيضا، ود. علي حامد أستاذ وراثة الجينات بالولايات المتحدة، ود. إسماعيل سراج الدين خبير العلوم السياسية ويعمل في مركز اتخاذ القرار الأمريكي بجامعة هوبكنز، إضافة لمئات آخرين يعملون في جامعتي كاليفورنيا وهارفارد بالولايات المتحدة والتي يوجد فيها وحدها أكثر من 318 ألف كفاءة متميزة.

أسباب هجرة العقول العربية

حدد الاتحاد البرلماني العربي في مؤتمره العاشر بالخرطوم بتاريخ 11 فبراير/ شباط 2002 خمسة أسباب لظهور وتفاقم ظاهرة هجرة العقول العربية وهي:

1ـ ضعف وانعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم، إما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملا يناسب اختصاصاتهم في بلدانهم (الجراحات الدقيقة، الطب، الهندسة، الالكترونية وعلوم الليزر).
2ـ ضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات.
3ـ انعدام التوازن في النظام التعليمي، أو فقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية.
4ـ عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي والإشكاليات التي تعتري التجارب الديمقراطية العربية والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم، أو تضطرهم إلى الهجرة، سعيا وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استقرارا.

والى جانب هذه الأسباب الأساسية، يمكن أن توجد عوامل أخرى موضوعية أو ذاتية تدفع أصحاب الخبرات إلى الهجرة كالبيروقراطية الإدارية وأنظمة الخدمة المدنية، وبعض التشريعات والتعهدات والكفالات المالية التي تربك أصحاب الخبرات، إلى جانب أسباب عائلية أو شخصية فردية.

ويرى مراقبون ان تدهور نظم التعليم في الوطن العربي قد نخرها سوس "التسييس والدمعجة" فكانت النتيجة أن تقريرا نشر في سبتمبر/ ايلول 2005 يضم أفضل 500 جامعة في العالم لم يتضمن ولو جامعة عربية واحدة، علما بأن حظ الولايات الأمريكية من القائمة المذكورة بلغ 190 جامعة.

وفي تقرير رسمي حول "العمالة العربية المهاجرة" أعده المدير العام لمؤسسة العمل العربية الدكتور ابراهيم قويدر أوضح فيه وجود أسباب مشتركة وراء الهجرات العلمية بدءا من اشكال القهر والحرمان من الحقوق السياسية وكبت الحريات أو أسباب عامة منها عدم توافر امكانات البحث العلمي في الدول التي تتم الهجرة منها أو الامكانات المادية من معامل ومختبرات وتمويل وفرق عمل بحثية متكاملة.

ويؤكد تقرير مركز دراسات الدول النامية بجامعة القاهرة الصادر في 2006 أن الاستبداد السياسي ونظم التعليم الفاشلة وراء هجرة العقول وان عدد الكفاءات المصرية المهاجرة للخارج بلغ 824 ألفا حتي عام 2003 ويكشف هذا الرقم الخطير المأساة التي تواجهها مصر والكارثة المحدقة بتطورها نتيجة هجرة عقولها المتميزة للخارج حيث أن عددها الكبير في أهم التخصصات الحيوية والاستراتيجية.

مقال سابق

موقع محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer