دعا نجل الرئيس الليبي سيف الاسلام القذافي في خطاب على التلفزيون الرسمي الليبي الى اجراء عدد من الاصلاحات لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا محذرا من تحول الاحتجاجات الى حرب اهلية ومن خطر تقسيم البلاد الى عدة ولايات.
واضاف ان ليبيا ليست مثل مصر وتونس فهي مجتمع قبلي مسلح مما سيؤدي الى سقوط مئات القتلى و"ستسيل أنهار من الدماء".
واقر سيف الاسلام بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد وخص بالذكر بنغازي والبيضاء في شرق ليبيا مشيرا الى ان المتظاهرين "احتلوا معسكرات وسيطروا على اسلحة"
واضاف "الان في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من المخازن".
ودعا سيف الاسلام الى ما اسماه مبادرة تاريخية وطنية تتضمن الدعوة لاقامة المؤتمر الشعبي العام لاجراء حوار وطني للنظر في الدستور.
فضلا عن اقرار مجموعة من القوانين التي كان متفقا على اصدارها كقانون الصحافة والمجتمع المدني وقانون العقوبات الجديد ووصفها بأنها قوانين حضارية تلغي العديد من القيود والعقوبات السابقة "السخيفة" حسب تعبيره.
كما دعا ايضا الى اعادة العمل بنظام الحكم المحلي.
"القذافي يقود المعركة"
وتحدث سيف الاسلام عن مخطط لتقسيم ليبيا وتحويلها الى دويلات وامارات حسب تعبيره واضاف ان "هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك
مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت امارة اسلامية في البيضاء".
واتهم الجماعات الاسلامية بالسعي إلى اقامة امارات اسلامية في بعض المناطق الليبية واشار إلى أن اوروبا لن تسمح بقيام مثل هذه الامارات في ليبيا، وحذر من عودة الاستعمار الى المنطقة.
واشار الى أن الزعيم الليبي معمر القذافي يقود المعركة في طرابلس مضيفا "ولن نترك ليبيا وسنقاتل حتى اخر رجل".
واكد ان الجيش الليبي قوي ولا يزال قادرا وسيكون له دور في فرض الامن واعادة الاستقرار بأي ثمن.
واتهم ثلاث مجموعات بالوقوف وراء الاحداث الجارية في ليبيا وهي حسب تعبيره مجموعات حزبية ونقابية وجماعات اسلامية ومجموعة ثالثة تضم اشخاصا من "متناولي المخدرات وحبوب الهلوسة".
كما قال القينا القبض على العشرات من العرب والعمالة الافريقية في ليبيا تم استخدامهم لاثارة الفتنة في ليبيا.
وهاجم سيف الاسلام وسائل الاعلام العربية والاجنبية قائلا "انها استغلت عدم مواكبة اعلامنا للاحداث فبثت الشائعات"، واتهمها بتضخيم الاحداث وعدد الضحايا مشيرا الى ان حصيلة ضحايا احداث العنف الاخيرة في ليبيا هي 84 قتيلا.
وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 15 فبراير/شباط بـ 223 قتيلا على الاقل.
اتساع دائرة الاحتجاجات
وكانت دائرة الاحتجاجات والاضطرابات الدموية التي تعيشها ليبيا منذ ستة ايام قد اتسعت الى مختلف المدن الليبية، وتواترت انباء عن امتداد التظاهرات الى العاصمة الليبية طرابلس.
وتحدث شهود عيان من طرابلس الى اوسائل الاعلام عن اطلاق قوات الامن الليبية غازات مسيلة للدموع مساء الاحد في طرابلس لتفريق المتظاهرين المعارضين للنظام في احد أحياء العاصمة.
وونقلت فرانس برس عن شاهد عيان طلب عدم كشف هويته "هناك تظاهرات. نسمع شعارات معادية للنظام واصوات اطلاق نار. لقد اجتاحت الغازات المسيلة للدموع المنزل".
و اندلعت مظاهرات في مدينة مصراته التي تبعد 200 كم من العاصمة فيما كانت بنغازي التي تبعد 1000 كم شرق العاصمة المسرح الاساسي للاحتجاجات ضد حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
ونسبت الوكالة الى شهود عيان قولهم ان قوات الامن اصطدمت مع محتجين في مصراته، لكن لا توجد انباء حتى الآن عن حجم الخسائر او الاصابات بينهم.
كما نقلت الانباء عن انضمام مزيد من القبائل للمحتجين وتمردها على حكم القذافي.
واعلن السفير الليبي في الهند علي العيساوي عبر بي بي سي استقالته احتجاجا على استخدام العنف ضد مواطنيه واتهم الدولة باستخدام مرتزقة اجانب ضد الليبيين.
وقدم مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية استقالته من منصبه واعلن انضمامه "للثورة" احتجاجا على ما يجري في ليبيا.
ونقلت الانباء عن طبيب يعمل في احد مشافي المدينة بان المرافق الطبية غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من الجرحى لان اغلبهم اصاباتهم خطيرة وفي النصف العلوي من الجسم.
ونقلت الانباء عن طبيب يعمل احد مشافي بنغازي ان خمسين شخصا قتلوا بعد الاحد فقط بينما اشار طبيب اخر ان وحدات من الجيش قد انضمت الى المحتجين وتغلبت على القوات الموالية للقذافي و "حررت" المدينة.
كما افادت الانباء بحدوث تظاهرات واعتصامات في العاصمة طرابلس الغرب.
"مرتزقة"
ونقلت وكالة اسوشيتدبرس عن طبيب اخر قوله ان جنودا من القوات الخاصة ومرتزقة اجانب وموالين للقذافي يهاجمون المتظاهرين بمختلف الاسلحة.
"تضم مجموعة المُعتقلين تونسيين ومصريين وسودانيين وفلسطينيين وسوريين وأتراك"
وكالة جانا الليبية للأنباء نقلا عن مسؤولين ليبيين
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن احد الشهود، وصفته بانه احد زعماء القبائل امتنع عن ذكر اسمه، قوله ان قوات الامن باتت محاصرة في ثكناتها ومقراتها في بنغازي.
واضاف ان المدينة صارت في حالة عصيان مدني، وان سكانها اصبحوا يديرون شؤونهم بانفسهم.
وقال شاهد آخر ان عدد المنضمين لموكب جنازات عشرات القتلى الذي سقطوا في موجة العنف الحالية بلغ نحو مئة ألف شخص، اتجهوا جميعا الى المقبرة حيث دفن هؤلاء القتلى.
وقدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عدد القتلى الذين سقطوا في ليبيا منذ اندلاع موجة الاحتجاج على السلطات بما لايقل عن 173، الا ان الرقم مرشح ان يرتفع من جديد.
وقال رمضان البريكي رئيس تحرير صحيفة قورينا القريبة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي لوكالة فرانس برس ان 12 شخصا على الأقل قتلوا يوم السبت في بنغازي أثناء المواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش.
قطع الانترنت
وكثيرا ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة كما قطعت خدمة الانترنت في ليبيا وذلك حسبما ذكرت شركة امريكية تراقب حركة الانترنت.
وبينما تشير بعض التقارير إلى امتداد موجة الاحتجاج إلى مدن ليبية أخرى دفعت هذه الأحداث نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا الى اصدار نداء لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين، حسبما أوردت وكالة رويترز.
وقال هؤلاء العلماء: "ان هذا نداء عاجل من علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية".
واضاف العلماء انهم يناشدون جميع المسلمين سواء داخل النظام او يقومون بمساعدته بأي شكل إدراك بان "الله ورسوله يحرمان قتل النفس البريئة فلا تقتلوا اخوانكم واخواتكم واوقفوا هذه المذبحة الان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات