الأقسام الرئيسية

د. نادر فرجاني يكتب: سيناريو الإصلاح في يوم واحد

. . ليست هناك تعليقات:
د. نادر فرجاني يكتب: سيناريو الإصلاح في يوم واحد
من أفضال ثورة الفل( شباب مصر في ميادين التحرير) أن كشفت عن المنافقين من عمد نظام الحكم التسلطي الذين انبروا بعد أن بدت بشاير انتصار الثورة لانتقاد الحكم السابق ومؤسساته، دون قطع شعرة معاوية معه، بالطبع. وعلى رأس هؤلاء الرئيس المزمن لمجلس الشعب المزوَّر، كهين النظام، الذي هاجم الحكومة السابقة، بعد إقالتها بالطبع، ولكنه قدم التبرير القانوني الشكلي لضرورة بقاء الرئيس في السلطة حتى يمكن إنجاز الإصلاح الدستوري المطلوب، المادتان 76 و 77 فقط، والذي يتطلب،مع السرعة- هكذا ادعى، 70 يوما على الأقل أي أطول من ثلث المدة الباقية في الولاية الحالية للرئيس. وصدَّقه بعض السذج ناسين أو متناسين أن هذا الرئيس وذلك رئيس المجلس المزمن ذاتهما قد أنجزا تعديل 34 مادة من مواد الدستور في غضون أيام قليلة، بما في ذلك وقت الحوار العقيم الذي أجرياه بشأن التعديلات.

وقد لا يعلم كثيرون أن السلطات المطلقة المتاحة في الدستور المعيب القائم، خاص بعد التعديلات- الإساءات الدستورية المشار إليها أعلاه، من الاتساع بحيث تتيح لرئيس الدولة، إن أراد الإصلاح حقا، أن يحقق جميع آمال الشعب المصري في الحرية والعدل و الديمقراطية ببضعة قرارات جمهورية يمكن أن تصدر في يوم واحد، إن خلصت نوايا الرئيس، يستقيل بعدها ويترك الحكم معززا مكرما بعد أن خلَّص الشعب من البنية الدستورية والتشريعية والسياسية التي قضى ثلاثة عقود في بنائها لقهر الشعب وإفقاره.

فالدستور الراهن يجيز للرئيس حل مجلس الشعب من دون استشارة أحد، كما يجيز له أن يصدر قرارات لها قوة القانون في غياب المجلس. فليستخدم الرئيس سلطاته المطلقة مرة واحد للخير.!

وهذه هي قرارات إصلاح اليوم الواحد:
• إلغاء حالة الطوارئ
• حل مجلسي الشعب والشورى
• تعديل الدستور لإعادة الحماية الكاملة للحريات المفتاح (الرأي والتعبير والتنظيم (التجمع السلمي، وإنشاء المنظمات في المجتمعين المدني والسياسي)) ولضمان الاستقلال التام للقضاء ونزاهة الانتخابات، والنصوص المطلوبة متاحة فعلا في أدبيات الحركة الوطنية المصرية.
• تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة نائب الرئيس، من جميع أشكال الطيف السياسي للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، مع تفويض رئيسها بصلاحيات الرئيس لمدة لا تتعدى الشهرين تجري بعدها الانتخابات التشريعية والرئاسية.
• تقديم الاستقالة لرئيس الحكومة.

ولكن حيث النوايا غير خالصة، فلن نرى هذه الحل الرائع، وسيبقى شعب مصر يعاني مخاضا انتقاليا عسيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer