■ أقترح على رجلى الأعمال نجيب ساويرس ودكتور أحمد بهجت بناء فندق يطلق عليه «فندق الشهداء» تخليداً لذكرى شهداء يناير، ويخصص جزء من دخله لأهاليهم وأبنائهم ولأنشطة تتعلق بثورة يناير سواء كانت ثقافية أو سياسية، وتوضع صورهم فى مدخله وأسفلها نبذة عن حياة كل شاب، وهذه الفكرة على ما أذكر سبقتنا إليها المملكة السعودية بعد أحداث الهجوم على الكعبة والمعركة التى قادها جهيمان العتيبى، وتم بناء فندق الشهداء بأجياد فى مكة يضم معرض صور للشهداء، كما سمعت ممن زاروه، والعهدة على الراوى، أعتقد أن هذا التخليد فى صرح وبناء اقتصادى شامخ هو خير هدية للشهداء وأفضل بكثير من مجرد البكاء، فدموع المآقى تجف يوماً ما، وصوت البكاء يخفت بعد زمن طال أو قصر، لكن هذا الفندق سيظل بصمة وذكرى وتجسيداً ووخزة ضمير ودافع تغيير لا تخمد جذوته، فنحن أقدم أمة وأضعف ذاكرة.
■ أرجو ألا نقع فى نفس الخطأ الذى وقع فيه ثوار يوليو، فنصف كل رجل أعمال بأنه شيطان رجيم كما وصف ضباط يوليو كل باشا حصل على رتبة الباشوية من الملك بأنه ذئب بشرى! تربينا ونحن أطفال على أفلام يوليو التى اختزلت الباشوات فى أحمد علام الذى يضرب الناس بالرصاص ويعذبهم فى «رد قلبى»، أو زكى رستم الإقطاعى الذى يمص دماء الفلاحين ويقتلهم ويلفق القضايا لهم فى «صراع فى الوادى»! لم يعلمنا مدرسو الابتدائى أن سعد زغلول ومصطفى النحاس والنقراشى وغيرهم من رجال السياسة الشرفاء كانوا من الباشوات! الآن تتكرر نفس النغمة الدموية تجاه رجال الأعمال ونختزلهم جميعاً فى أحمد عز! ليس معنى أن أحد رجال الأعمال حصل على ملياراته عن طريق الفساد أن كل رجال الأعمال فاسدون وخونة.. مقصلة التعميم التى تحصد كل الرؤوس مقصلة عمياء لا يصح أن ننسبها للثورة السلمية..
أضرب مثلاً واحداً حدث معى بالصدفة يوم 20 يناير، وآسف أننى سأذكر اسم رجل الأعمال الذى قام بهذه المهمة الإنسانية الجليلة، وطلب عدم ذكر اسمه، حدث أن طلبت من خلال برنامجى علاج عشرين حالة جراحة أوعية دموية للقدم السكرى من الغلابة، فوجئت بأن من يتولى علاجهم وشراء القساطر والأجهزة لقصر العينى هو المهندس الهوارى صاحب هايبر ماركت الذى لا أعرفه ولم أقابله حتى الآن، والمدهش أنه تبرع لقسم جراحة الأوعية الدموية بأجهزة بالملايين، هذا من ضمن رجال الأعمال الذين للأسف احترقت مشاريعهم فى الأحداث، إنها ليست دعاية ولكنها إقرار بالحق وفلترة وغربلة لغريزة الانتقام وإيقاف لعجلتها الجهنمية وتروسها التى لا تفرق بين الشريف والحرامى.
■ الإعلام الرسمى الحكومى مشتت ليس له جهاز عصبى مركزى يخطط استراتيجياً للتعامل مع الحدث، لا يمكن أن نظل ساعتين نستمع إلى هجوم شخصى وسباب علنى لأشخاص. إذا كنا نريد النقد فلننقد الأفكار نفسها ونفندها. هذا الهجوم الشخصى يؤدى لضبابية الرؤية ويعطى نتيجة عكسية تماماً ويؤجج روح الثأر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات