الأقسام الرئيسية

مدونون عراقيون يتحدثون لـ إيلاف عن وسائلهم لحشد المواطنين:

. . ليست هناك تعليقات:

نؤمن بالقوة الناعمة لفضح الزعامات وإخراج البلاد من مأزقها
أسامة مهدي من لندن

GMT 10:30:00 2011 الجمعة 11 فبراير

المحامون العراقيون يتظاهرون في بغداد ضد الفساد والخدمات

فيما شهدت العاصمة العراقية ومدن أخرى اليوم مسيرات احتجاج ضد الفساد والبطالة، وتشهد الجمعة المقبل تظاهرات "يوم غضب"، قال مدونون عراقيون استحدثوا مواقع على شبكة الانترنت وينشطون عبر صفحاتها للتواصل وتبادل المعلومات مثل تويتر وفايسبوك، إنهم يسعون إلى إخراج بلدهم من المأزق الذي تعيشه حاليًا، مؤكدين أنهم يؤمنون بالقوة الناعمة، المتمثلة في أدوات التغيير الحديثة، ومعتذرين عن نشر أي تصريحات لسياسيين وأحزاب راهنة، سواء كانت من المشاركين في العملية السياسية أو المعارضين لها.


أسامة مهدي من لندن: شهد شارع المتنبي في وسط العاصمة العراقية اليوم مسيرة احتجاج هي الثانية خلال أسبوعين، شارك فيها مثقفون وناشطون سياسيون وطلبة جامعات وممثلون عن منظمات المجتمع المدني. وطالب المتظاهرون بضمان الحريات العامة وعدم تكميم الأفواه، داعين إلى إجراءات جدية وعاجلة لمكافحة الفقر والبطالة والفساد ومعالجة سوء الخدمات العامة.

واتهم مشاركون السلطات بإغلاق جسر "الجمهورية" الحيوي في وسط بغداد، الذي يربط جانبيها الكرخ والرصافة لمنع المحتجين من الوصول إلى ساحة التحرير الرئيسة مركز العاصمة. لكن السلطات ردت على ذلك بالقول إن الإغلاق جاء نتيجة إجراء إصلاحات في الجسر.

وقد شهدت الساحة تظاهرة اليوم أيضًا طالبت بإطلاق سراح المعتقلين واحترام حقوق الإنسان وتوفير فرص العمل للمواطنين. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بإطلاق سراح معتقليهم واحترام حقوق الإنسان ومنع اضطهاد المواطنين.

من جهتها قالت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي إنه من غير المنطقي أن تتجاوز إيرادات العراق خلال ثمان سنوات أكثر من 400 مليار دولار، وشعبه يعاني نقصًا في الخدمات والجوع وارتفاع البطالة والفقر.

مستشار الكتلة هاني عاشور أوضح في تصريح صحافي اليوم تلقت "إيلاف" نسخة منه أن التعبير الشعبي عن رفض الفساد حق دستوري مكفول، لأن الصمت عن هذا الفساد المستشري في مؤسسات الدولة يعد مشاركة فيه، داعيًا الحكومة إلى فضح المفسدين علنًا، ومحاسبتهم لضمان سير الحياة وبناء الدولة.

العراق يرى

موقع العراق يرى على شبكة الانترنت

قال مدونون استحدثوا موقعًا تحت اسم "العراق يرى" في حديث إلى "إيلاف" إن اختيارهم لهذا الاسم "ينطوي على معنى دقيق يتماشى والمرحلة الحالية، ويرون هنا أنه يتلمس طريقه للخروج من المأزق الكبير الذي يعيشه البلد. كما إن القصد منه هو الحديث عن عراق واحد، وأن جميع مواطنيه يتطلعون إلى مشاهدة صورة جديدة لبلدهم بعيدًا من مختلف أنواع العنف والفساد التي تضرب البلاد".

وأضاف المدونون، الذين فضلوا عدم نشر أسمائهم حاليًا، وينشطون من داخل العراق وخارجه، "إن دلالة (العراق يرى) تتمحور حول رؤية جديدة تحاكي العناوين الحديثة التي تعم العالم، وهي خروج على التسميات التقليدية التي تتخذها الأحزاب والهيئات والتكتلات التي يشعر الناس بالنفور منها، وفي النهاية فهي تعبّر عن روح الشباب الذي نرى أنه الأداة الوحيدة لإخراج العراق من مأزقه ومحنته الكبيرة الحالية".

وأشاروا إلى أنه في كل التحركات تكون هناك ثلة قليلة من الشباب "مع الحرص على أن يكون هذا الموقع للجميع، وأن لا تكون هناك قيادات وزعامات بعدما أصابنا القرف من العناوين الزعاماتية، التي لم تجلب للناس سوى الدمار والخراب". وأوضحوا أن "مكان وجود الشباب هو العراق، الذي توزع بكل أسف، على الكثير من دول العالم، إلا أنه في نهاية المطاف في قلوبنا نحترق له وعليه وبه".

وشددوا على أنهم يؤمنون "بالقوة الناعمة المتمثلة في أدوات التغيير الحديثة، وفي مقدمتها وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، مع الحرص على توخي الدقة في النشر، وأن نكون في التصاق حقيقي مع العراقيين، وسننشر كل ما يصلنا من حقائق وصور ووثائق وفيديو، ونحن على يقين من أن العراقيين يمتلكون كمًا هائلاً من المعلومات عن الفساد المالي والإداري، ويختزنون كمًا أكبر من القناعة بحجم الخراب الذي يدهم بلدهم في كل دقيقه".

وحول مدى التجاوب مع حملتهم، لفت المدونون إلى أنه جيد، وقالوا إن رسالة قد وصلتهم من عناصر في الشرطة العراقية، وأوضحوا "أن هذه الرسالة تحمل عنوانًا مهمًا، يتمثل في قول أصحابها إن الشرطة تقف مع المتظاهرين لتحقيق أهدافهم، ونحن نرى أن هذا الموقف يصحح بعض جوانب الصورة الجمعية عن الشرطة العراقية التي اتسمت بالعنف ضد المعتقلين والرشاوى والابتزاز. ويسعدنا تلقي مثل هذه المواقف من الأجهزة الأمنية الأخرى، وسنحرص على المحافظة على سرية أسماء المرسلين مع التقدير لموقفهم الوطني، الذي يعبّر عن الوفاء للعراق والعراقيين، وبالتأكيد ستكون هذه المواقف محط احترام الشعب العراقي بعد انجلاء الغيمة السوداء الحالكة".

ووجّه المدونون الدعوة إلى جميع المثقفين والفنانيين والرياضيين للانضمام إلى موقع العراق يرى "لحشد الجهود في سبيل إحداث تغيير حقيقي في العراق، وسنعتذر عن قبول كل العناوين السياسية التقليدية في العراق بمسمياتها كافة، وتشمل هذه الحملة شابات وشباب العراق، الذين يرفضون الأوضاع الحالية، ويطالبون بالتغيير الحقيقي".

وأشاروا إلى أنهم يتعاونون مع الجميع باتجاه التغيير الحقيقي "وسننشر كل الأخبار والمعلومات وصور الفيديو والفوتوغراف التي تصلنا من مختلف الجهات، ونعتذر عن نشر أي تصريحات لسياسيين وأحزاب حالية، سواء كانت من المشاركين في العملية السياسية أو المعارضين لها، ويقتصر نشاطنا على الشابات والشباب فقط". وطالبوا "جميع العراقيين للتظاهر سلميًا ضد الأوضاع المتردية من غذاء وخدمات وأمن"، وأن يتواصلوا معهم على العنوانين الآتيين:

iraqyara48@yahoo.com و http://www.wammdh.com/user.aspx?id=50&SectionID=0

ويشير هؤلاء المدونون إلى أنهم مازالوا في البداية، "ونعمل على إجراء اتصالات مع الشباب في مختلف محافظات العراق لتغطية التظاهرات والاحتجاجات". ويقولون إن اختاصاصاتهم وخبراتهم التي يتمتعون بها تتراوح بين الصحافة والتعليم والثقافة، إضافة إلى العاطلين عن العمل والمحرومين من الكهرباء، الذين يتطلعون إلى عودة ليالي بغداد وبهجتها.

مدونون آخرون على فايسبوك وتويتر ضد الفساد والبطالة

بالتزامن مع ذلك، أطلق مدونون آخرون مجموعة "بلا صمت" على صفحات فايسبوك، يقولون إن شعرهم هو " العراق - الحرية - الإنسان - المساواة - الدستور - المواطنة - الثقافة – الديمقراطية".

تعرف هذه المجموعة نفسها بالقول "نحن شباب العراق، جمعتنا همومه وآماله... والتقينا في حزنه الصامت لنتفوه بكلمات صادحة وهتافات عالية.. تعلن عن توحدنا.. وتفضح من سلب حقوقنا بصوت عال وبلا صمت.. وارتأينا أن يكون لتجمعنا عنوان دائم نتحد تحته بلا صمت".

كما أطلقت مجموعة أخرى حملة جديدة على فايسبوك باسم "الانتفاضة العراقية الخضراء" وجّهوا من خلالها نداء، قالوا فيه "باسم الملايين من العراقيين المخلصين ندعو كل العراقيين إلى المساهمة ودعم هذه الحركة المدنية من أجل توحيد الأصوات والمطالبة بالخدمات والحقوق للشعب العراقي وإصلاح الأوضاع المعيشية، فقد انتظر المواطنون أكثر من ثمان سنوات من الظلم والاستبداد والفساد". ودعوا المدونون إلى التواصل اليومي على مدار الساعة للتواصل وحشد الأصوات والمطالبة من أجل الحقوق المدنية والكهرباء والخدمات".

من جهتها قالت مجموعة من الباحثين والسياسيين والنواب وموظفين كبار في الدولة وخبراء في مجال الاقتصاد والأمن والنزاهة إنهم في صدد تأسيس موقع إلكتروني يطلق عليه "العراق ليكس" لمحاكاة موقع "ويكيليكس" لكشف قضايا الفساد الإداري والمالي في البلاد.

وأوضحوا أن "هذا الموقع أجرى اتصالات مع موقع "ويكليكس" لدعم الموقع المحلي، وهناك اتفاق مبدئي على إظهار ملفات فساد تتعلق بالحكومة العراقية". وأشاروا إلى أن "الموقع سينشر ملفات تتناول الفساد الإداري في قطاعات الدولة كافة، في مجال الأمن وصفقات الأسلحة وأداء قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى قضية النفط وصفقات البيع والشراء في كل الوزارات والهيئات الحكومية، وأعطى مثالاً على صفقة أجهزة الحاسوب التي منحتها الولايات المتحدة إلى العراق، وتم بيعها من قبل مسوؤلين في الدولة".

كما أطلق عدد من الشابات والشبان العراقيين موقعًا ألكترونيًا إختاروا له عنوان "تجمع شابات وشباب العراق" لنشر أخبار التظاهرات التي تجري في العراق. ووجّه مدير تحرير الموقع، الذي لم يذكر اسمه، دعوة إلى شباب العراق تسلمتها "إيلاف" لإرسال الأخبار والصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو المصورة لنشرها ضمن الموقع. ودعا القائمون على الموقع إلى توزيع محتوياته والتعريف به من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايسبوك وتويتر.

وتوجه مواقع إلكترونية عراقية عديدة ومواقع فايسبوك وتويتر حاليًّا نداءات عديدة إلى المواطنين "العاطلين عن العمل والمثقفين والمسحوقين ومتخرجي الجامعات العراقية والعالمية، الذين تحولوا إلى ربّات بيوت وملايين العاطلين عن العمل وملايين الأرامل والأيتام إلى الخروج في تظاهرات عارمة يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر الحالي في ساحة التحرير في وسط بغداد".

يوم "ثورة عضب" الجمعة المقبل وإجراءات حكومية للترضية

تأتي هذه الحملات في وقت دعا ناشطون شباب إلى يوم غضب الجمعة المقبل وثورة خضراء لما يقولون إنه احتجاج على سوء الأوضاع السياسية والخدمية والاجتماعية في البلاد، التي تشهد في المقابل إجراءات رسمية عاجلة، لترضية المواطنين عبر إجراءات اقتصادية، وفي مقدمتها تخفيض رواتب كبار المسؤولين والوزراء والنواب ومكافحة البطالة وتأمين مفردات البطاقة التموينية التي تشهد غياب عدد منها بالترافق مع غلاء في الاسعار.

في مواجهة ذلك، استبعد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس أن انتقال أحداث مصر وتونس إلى بلاده لافتقاره لمقومات الثورات والتظاهرات، على الرغم من وجود الاعتقالات العشوائية وصعوبة حل أزمة الكهرباء خلال العام الحالي. ولفت إلى زيادة مخصصات مشروع البترو دولار إلى ثلاثة دولارت للبرميل الواحد، وتوفير280 ألف درجة وظيفية.

وقال النجيفي إن "العام الحالي سيشهد طفرة نوعية في معالجة المشاكل"، مؤكدًا "وجود صعوبة في حل أزمة الطاقة الكهربائية خلال العام الحالي 2011، لكنه استدرك قائلاً إن "قطاع الكهرباء والصحة والمياه ستشهد تقدمًا ملموسًا". واستبعد النجيفي انتقال أحداث مصر وتونس إلى العراق لافتقاره لمقومات الثورات والتظاهرات"، مؤكدا أن "العراق يعاني من تنفيذ عمليات اعتقال عشوائي من دون مذكرات اعتقال رسمية ونقصًا في الخدمات ومفردات البطاقة التموينية، لكن وجود صحافة حرة ودستور متقدم وحكومة تخضع لمساءلة الشعب تعتبر إيجابيات كثيرة".

وتشهد مدن عراقية منذ أسبوعين احتجاجات وتظاهرات بعد ثلاثة أيام من حملات مشابهة شهدتها مدن بغداد والموصل والبصرة والرمادي والديوانية لللمطالبة بمكافجة الفساد والبطالة والدعوة إلى تأمين الأغذية والخدمات.

إثر ذلك، سارع رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب إلى الإعلان عن تخفيض مرتباتهم العالية، فيما يتجه النواب إلى إجراء مماثل يشمل جميع أعضائه. وأكدت الرئاسة العراقية أن لجنة خاصة مؤلفة من ممثلي الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب تعكف حاليًا على إعادة النظر في الرواتب والمخصصات التي يتقاضاها قادة الدولة والمنتسبون إلى الدوائر الرئاسية.

وليست هناك أرقام رسمية عن رواتب رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، لكن سياسيين يقولون إنها تتراوح بين 360 ألف دولار و700 ألف دولار سنويًا. أما راتب عضو مجلس النواب العراقي مع مخصصات حمايته الخاصة فيصل إلى 28 ألف دولار شهريًا، فيما تصل المنافع الاجتماعية وحدها لكل من أعضاء الرئاسات الثلاث إلى 75 ألف دولار شهريًا.

والأربعاء الماضي، قال رئيس هيئة النزاهة العراقية رحيم العطيلي إن 2800 ملف فساد بقيمة 31 مليار دولار قد أحيلت إلى ألقضاء العام الماضي. وأشار إلى أن الصراع السياسي يحول دون إقرار حزمة قوانين من شأنها القضاء على الفساد. ورغم تأكيده أن هيئته باتت "تخيف كبار مسؤولي الدولة"، إلا أنه يرى أن "الوزراء غير جادين بمحاربة الفساد" في وزاراتهم.

وأكد أن الوزراء العراقيين يفضلون التغطية على الفساد في وزارتهم على مكافحته، موضحًا أن الفساد هو أحد الأبواب المهمة لتمويل الإرهاب. وصنفت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي للعام 2010 العراق كرابع أكثر دولة فسادًا في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer