عفواً يا سعادة الوزير حديثك يؤجج الطائفية

هل قتل المواطنين الأبرياء المعتصمين المسالمين بهذه الطريقة يصب في مصلحة البلاد يا رئيس الدبلوماسية البحرينية؟

ميدل ايست أونلاين

بقلم: علي ال غراش

ما كان ينبغي على وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة القول: ان عملية الاخلاء القسرية التي نفذتها قوات الأمن البحرينية في دوار (ساحة) اللؤلؤة كانت ضرورية لتجنيب البلاد من الاقتراب من حافة «جحيم طائفي». لأنه كلام يفتقد الدبلوماسية والمعالجة الصحيحة، وتبرير فاضح لاستخدام القوة وقتل المواطنين المسالمين للضرورة لتجنيب البلاد الطائفية، بل انه كلام طائفي صارخ بل عين الطائفية البغيضة. هل قتل المواطنين يا سعادة الوزير ضرورة، ومن الذي اتخذ من الطائفية سبيلا؟!. انه حديث يصب الزيت على النار، ويؤجج الأحداث التي تشهدها البحرين من احتجاجات وتظاهرات، وتأييد من الوزير للعنف والقمع والقتل للمحتجين، ومحاولة يائسة فاشلة لإدخال البلد في نفق الطائفية المظلم من خلال وصف الحركة الاحتجاجية بالطائفية لا الوطنية لقلب الحقائق. الظاهر ان الوزير نائم لم يستيقظ ولم يستفد من تجربة الثورتين التونسية والمصرية وتداعياتهما، بان لعبة إثارة الفتن الطائفية بين أبناء الشعب قد سقطت وانكشفت، فالشعوب أصبحت أكثر وعيا وفهما من تجارب الدروس السابقة وسياسة الحكومات فرق تسد، ولكن الوزير لم ينتبه ولم يصل إلى مرحلة الوعي والفهم!. وفي حالة غياب الوعي والفهم عن وزير الدبلوماسية الخارجية فانه ليس غريبا أن يصف ما نفذته قوات الأمن من قتل للمواطنين البحرينيين الأبرياء المحتجين المسالمين للمطالبة بحقوقهم الوطنية: «بانها ضرورة لتجنيب البلاد من جحيم الطائفية»! وفي الحقيقة ما حدث مجزرة دموية ضد المواطنين المتظاهرين المحتجين من رجال ونساء وشباب وشيوخ وأطفال وهم نيام في ميدان اللؤلؤة. متظاهرون لم يتوقعوا من الشرطة التي هي في خدمة الشعب أن تقوم بما قامت به من قتل وضرب واعتداء لاسيما بعد تصريح قيادة الوطن «الملك» بعدم اللجوء للقوة لإنهاء الاعتصام. رغم ان مطالبهم مطالب تتعلق بجميع المواطنين من كافة الشرائح الدينية والاجتماعية والعرقية: مثل المملكة الدستورية والعدالة والحرية والمساواة والقضاء على الفقر والفساد وانتخاب رئيس الوزراء. والأسلحة التي يحملها المحتجون بأيديهم هي علم الوطن الأحمر، بالإضافة إلى حب الوطن في قلوبهم. وهي حركة بعيدة عن الطائفية البغيضة. عفوا يا سعادة وزير الدبلوماسية البحرينية ان حديثك والزج بالطائفية في هذا الوقت غير موفق بل إساءة للمواطنين وتدمير للحمة الوطنية واستخفاف بدم المواطنين المحتجين وبولائهم الوطني وزرع للطائفية والكراهية، وإدخال الوطن في جحيم مجهول. هل قتل المواطنين الأبرياء المعتصمين المسالمين بهذه الطريقة يصب في مصلحة البلاد يا رئيس الدبلوماسية؟ علي ال غراش ali_writer88@yahoo.com