الأقسام الرئيسية

الجزائر: ثورة نسخ لصق

. . ليست هناك تعليقات:

الثورات العربية ليست مسلسلات تلفزيونية ما ان تنتهي حلقة حتى نتطلع لمشاهدة التي تتبعها. التغيير ليس بالضرورة سيناريو تونسي او مصري تسترزق منه الجزيرة وغيرها من الفضائيات.

ميدل ايست أونلاين


بقلم: جمال الدين بوزيان


فاجأتنا ثورة تونس، وفرحنا بها، ولم نكد ننتهي من متابعة تداعيات ما بعد الهروب، حتى انتقلنا لمتابعة ثورة أخرى مفاجئة بمصر، وفرحنا بالتنحي أيضا، وانتقلنا لمتابعة ثورة أخرى نبحث عن مكانها المحتمل.

الأغلبية قالت الجزائر واليمن، لكن الثورة والتغيير ليسا نسخ لصق، اتركوا الأمور تسير بعفوية وبطريقة طبيعية، نحن لسنا في مسلسل تلفزيوني، انتهينا من أحداث مصر لننتقل لمشاهدة أحداث الجزائر، وكأن الأمر أصبح تسلية لدى البعض، نعم للتغيير الطبيعي الذي ينادي به كل الشعب وليس المفتعل، أحترم أغلب الجزائريين الذين خرجوا يوم الـ12 فيفري/فبراير 2011، لكن ما العمل إذا لم يلتف الشعب حولهم؟

سوف يلتف عاجلا أم آجلا، لكن لا يجب التعامل مع الأمر على أنه واجب حدوثه مباشرة بعد الثورة المصرية، الاصطناع مرفوض في كل مظاهر الحياة حتى في الثورات. لا تقوم ثورة ما لم يقتنع بها الناس وبالمخططين لها، وحتى يتمكن الناس من طرد الخوف من داخلهم، الناس يبحثون عن ضمان لعدم العودة لسنوات الدم. لست هنا بصدد التنظير، للتنظير أساتذته. لكنه مجرد رأي مواطن جزائري لا يقل وطنية عن أي مواطن عادي، مواطن يبحث عن التغيير، أو بالأحرى ينتظر التغيير، وقد يشارك فيه، وهو فعلا يشارك فيه، لكن التغيير ليس بالضرورة سيناريو تونسي أو مصري تصوره الجزيرة وتسترزق منه هي وباقي الفضائيات، الشعب هو الذي يختار السيناريو وليس الإعلام، وهو الذي يختار التوقيت المناسب لما يكون جاهزا.

مسيرة يوم 12 فيفري الموءودة، كانت مختلفة عن احتجاجات الزيت والسكر التي كانت في مجملها أعمال تخريب وسرقة قام بها مراهقون وشباب مدمن، بـالــ 12 فيفري كانت مختلفة لأنها سلمية وضمت أطيافا قليلة لكنها مختلفة ومثقفة ومعروفة، فئات محبوبة وأغلبها مكروهة من الشعب نفسه، مثل الأحزاب التي فقدت المصداقية والاحترام.

لكنها لم تكن مسيرة معدية، لم تنتقل العدوى لأي مواطن خارج العاصمة، مما يعني أن التوقيت المناسب للمسيرة لا يزال بعيدا، أو ربما بسبب أن السلطة الجزائرية تعرف جيدا أساليب التدجين وكسب الرضا وامتصاص غضب الشعب ولو مؤقتا.

أريد مثلكم تغيير النظام الحالي، وتوقيف مسرحية استقدام الرؤساء الواحد تلو الآخر، وأريد محاسبة الجنرالات وكل من يتحكم في الاستيراد والتصدير والاستثمار، وسيأتي وقت كل ذلك، وهو حتما ليس 12 فيفري الماضي.

جمال الدين بوزيان

ناشط اجتماعي جزائري

djameleddine1977@hotmail.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer