الأقسام الرئيسية

موقف واشنطن متذبذب بين تنحي مبارك والتحكم في عملية انتقال السلطة

. . ليست هناك تعليقات:


موقف واشنطن متذبذب بين تنحي مبارك والتحكم في عملية انتقال السلطة
من الواضح أن الولايات المتحدة محرجة وقلقة جدا لما يحدث في مصر من احتجاجات وفوضى، وإن هي أكدت دعمها لخيار التغيير والديمقراطية إلا أنها في الوقت ذاته تخشى أن تجري مياه التغيير الذي تدعو إليه بما لا تشتهيه.
علاوة مزياني (نص)

لا يخفى على أحد أن مصر، باعتبار موقعها الاستراتيجي ومساحتها الكبرى وعدد سكانها ودورها المحوري في عملية السلام بين العرب وإسرائيل، هي ركيزة السياسية الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط". بهذه الكلمات علق كريم باكزاد، الباحث والمحلل في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس، في مستهل عرضه عن العلاقات المصرية - الأمريكية وعن موقف واشنطن الحائر من الأحداث التي تهز أكبر بلد عربي منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي. وبالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عبد الوهاب بدرخان فإن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما أقل ما يقال عنه أنه "ملتبس" و"متذبذب".

"موقف أوباما شبه محايد لأن الرهانات كبيرة ومهمة"

بدرخان يرى أن موقف واشنطن إزاء الاحتجاجات في مصر "شبه محايد"، بمعنى أنه لا ينحاز إلى حسني مبارك ولا إلى الشارع والمحتجين، ذلك أن "الرهانات والمصالح كبيرة ومهمة، أبرزها قضية السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والعرب". ويصب كريم باكزاد في نفس الاتجاه بقوله إن " الرئيس الأمريكي لا يساند مبارك بقدر ما يساند عملية انتقال السلطة بطريقة سلمية"، مضيفا أن هدف إدارة أوباما هو " التحكم في كل مراحل انتقال السلطة من مبارك إلى شخص آخر، وهي تأمل أن يكون هذا الشخص غير معاد لواشنطن ولا لقضية السلام في الشرق الأوسط". ويتابع: " إن تعيين عمر سليمان في منصب نائب الرئيس يتماشى مع رغبة واشنطن".

وكان أوباما أعلن اليوم الأربعاء أنه اتصل بمبارك بعيد خطابه الذي ألقاه الثلاثاء وأبلغه أن " انتقال منظم للسلطة ينبغي أن يكون ذي معنى وأن يتم بشكل سلمي وأن يبدأ الآن". ويقول عبد الوهاب بدرخان إن أوباما أوفد مبعوثا له إلى القاهرة ليطلب من مبارك تقديم تنازلات إضافية للمحتجين، موضحا أن الرئيس المصري " يحاول الاستجابة لمطالب وضغوط واشنطن ولكنه في الوقت ذاته حرص على حفظ ماء وجهه أمام الشعب المصري ولا يريد أن يعطي الانطباع أن كل ما يقدمه ما هو إلا نزولا عند رغبة الأمريكيين".

"ما تريده واشنطن أن يعلن مبارك تنحيه عن السلطة قبل موعد الانتخابات الرئاسية"

وبحسب بدرخان، فإن واشنطن مصرة على مطالبها من القادة العرب بالقيام بإصلاحات سياسية واجتماعية، إلا أنها تعمل أيضا على تجنب وصول أطراف معادية لها إلى الحكم. وبخصوص الأزمة المصرية، يرى بدرخان أن "الحل بالنسبة إلى القاهرة أن يتنحى مبارك جزئيا عن السلطة عبر تكليف عمر سليمان بتسيير المرحلة الانتقالية وضمان الأمن وربط الاتصال بالمعارضة والتحضير لانتخابات رئاسية تجري في موعدها". فيما رأى كريم باكزاد أن " مبارك، بتعيينه سليمان نائبا للرئيس وبإبعاد نجله جمال ضمنيا عن التوريث، قد استسلم للأمر الواقع وكأنه غادر الحكم مسبقا" وأن " ما تريده واشنطن في آخر المطاف هو أن يعلن(مبارك) تنحيه بصورة رسمية قبل موعد الانتخابات الرئاسية" المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل.

لكن، هل للولايات المتحدة مرشح لخلافة مبارك؟ عبد الوهاب بدرخان يعتقد أن " كل شيء مرتبط بالطريقة والظروف التي ستجري فيها الانتخابات"، وهو يتوقع " في حال كان الاستحقاق مواتيا لكل المرشحين" فوز شخصية غير عسكرية بالرئاسة"، ليستعيد بذلك الجيش مهامه المحددة في الدستور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer