اعتبر نائب الرئيس المصري عمر سليمان يوم الخميس أن قصر الفترة الزمنية السابقة للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في سبتمبر/أيلول القادم يحول دون تحقيق كافة مطالب المتظاهرين، الذين يصرون على تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة بشكل فوري.
وقال سليمان في حوار مع التليفزيون المصري إنه قد تم الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين ودعوتهم للحوار مع الحكومة.
وتابع سليمان قائلا "اعتقد أنهم مازالوا مترددين وليسوا رافضين، ولكني أعتقد أن من مصلحتهم المشاركة في الحوار، وهي فرصة ثمينة لهم" مشيرا إلى أنه "لا بد من الانتهاء من الحوار في الأسبوع القادم".
وأضاف أن "هناك خطة للعمل تبدأ بالحوار ثم تحديد لجان لدراسة كل موضوع يتم طرحه ثم دراسة نتائج اللجان ثم تنفيذها" مشددا على ضرورة "وضع برنامج زمني لتنفيذ ما التزم به الرئيس من تعديلات دستورية".
وتعهد سليمان بالتحقيق في أسباب الأزمة الراهنة ومحاسبة المتسببين فيها، معتبرا أن "حركة الشباب التي انطلقت يوم 25 يناير/كانون الثاني لها مطالب مشروعة ومقبولة وتم الالتقاء ببعض عناصرهم الذين قدموا مطالب تمت دراستها للاستجابة لها".
وتابع قائلا إنه "للأسف اندس بين هؤلاء الشباب بعض العناصر الأخرى التي لها أجندات خاصة قد تكون مرتبطة باجندات خارجية أو أغراض خاصة داخلية بهدف إحداث أكبر قدر ممكن من عدم الاستقرار والترويع والفتنة بين شباب مصر".
وأضاف أن "حركة 25 يناير لم تكن حركة تخريبية ولكنها حركة مطالب" مشيرا إلى أن هذه الأحداث كان لها "تأثير كبير جدا على قدرة الشرطة في أن تستمر في مواجهة هذه الحركة التخريبية".
خريطة طريق
وأشار إلى أن "الرئيس مبارك وضع خريطة طريق لتنفيذ مطالب الشباب أعلنها في خطابه الأخير وكان واضحا بشكل جدي أنه استجاب لكل المطالب المشروعة وكان من الممكن قبول مطالب أخرى في الإصلاح السياسي لكن الزمن هو الذي يربطنا لأن انتخابات الرئاسة سوف تجرى في شهر أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول" من العام الجاري.
وقال سليمان إن "لدينا قبل الانتخابات أقل من 200 يوم ونحتاج لتعديلات تشريعية ودستورية تحتاج لوقت" مشيرا إلى أن مطالب الشباب تضمنت حل مجلسي الشعب والشورى الأمر الذي إن حدث فسيحول دون النظر في التعديلات الدستورية".
وأضاف أن "إلغاء البرلمان يتطلب وقتا لعملية انتخابية جديدة وهي عملية تحتاج لوقت بالنظر إلى حجم مصر وقدرة الشرطة التي أصبحت أقل عما كانت عليه قبل 25 يناير وكذلك ضرورة الإشراف على هذه الانتخابات كما يطلب الشباب".
واعتبر أن هذه المطالب تحتم إجراء الانتخابات في أكثر من يوم "لذلك قرر الرئيس تعليق جلسات مجلسي الشعب والشورى لحين البت في الطعون القضائية في صحة العضوية الأمر الذي سيستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع" بخلاف نحو 70 يوما على الأقل لعقد جلسات البرلمان للنظر في التعديلات الدستورية.
تعديلات دستورية
وحول التعديلات المقترحة في الدستور قال سليمان إنه عند التعرض للمادة 76 التي تضع قيود الترشيح لرئاسة الجمهورية ينبغي أن يتم الاتفاق على شروط الترشيح بحيث تراعي "مستقبل مصر وطبيعة المترشحين وما إذا كان سيتم رفع القيود كلية أم تخفيفها لتحديد هوية من سيقود مصر خلال السنوات الست القادمة".
وشدد على ضرورة "وجود شروط وقيود في المادة 76 للوصول إلى حل توافقي يرضي الجميع ويجعل هناك اطمئنانا لمستقبل القائد الذي سيأتي إلى كرسي الرئاسة".
وقال إن التوافق على هذه الشروط سوف يستغرق وقتا طويلا لاسيما في ظل حرص الرئيس مبارك على تعديل أي مواد أخرى في الدستور طالما يوافق عليها الشعب المصري وسيجرى الاستفتاء بشأنها".
وحول التشكيك في مصداقية وعود الدولة بتنفيذ الإصلاحات قال سليمان إن "ما تعهد به الرئيس سينفذ بحذافيره".
وقال إن مصر "دولة مؤسسات ودولة قوية ودولة عظمى في المنطقة وينبغي أن تعود إلى ذلك" معتبرا أن رحيل الرئيس مبارك فورا هو "أمر غريب على الشعب المصري لأننا نحترم ما قدمه الرئيس مبارك طيلة 30 عاما في الرئاسة وقبلها 32 عاما في القوات المسلحة.
عدم ترشح مبارك أو نجله
واضاف سليمان أن الرئيس لن يترشح للرئاسة كما أن نجله جمال لن يترشح ايضا للرئاسة وما نحتاجه هو وقت لتنفيذ الإصلاحات.
واعتبر أن المطالب الأجنبية نابعة من أهمية مصر على الصعيد العالمي والإقليمي وما توليه من اهتمام باستقرار مصر واستمرارها في القيام بدورها الفاعل ومن أجل عودة الهدوء والاستقرار والقيام بدورها الحيوي.
واستطرد قائلا إن هناك "بعض الأساليب غير الطبيعية التي تتدخل فيها بعض الدول القيادية عبر بعض التصريحات والبيانات في الشأن المصري، وهو شئ غريب على علاقة الصداقة بيننا وبينهم لأن التدخل في شؤوننا الداخلية شئ غريب، وهو غير مقبول ولا نسمح به على الإطلاق".
وتابع قائلا "نحن نشكر الدول الصديقة التي حاولت مساعدة مصر في هذه الأزمة" لكنه وجه اللوم لبعض هذه الدول التي لها محطات تليفزيونية، اتهمها بشحن الشباب في هذه الأزمة وممارسة التهويل.
واضاف أن الوزارة الجديدة هي وزارة مؤقتة لحين تولي رئيس جديد مشيرا إلى أن هذه الحكومة "تم تشكيلها في زمن محدود وظروف طارئة وكل وزرائها متخصصون، بعد أن تم استبعاد رجال الأعمال من الحكومة لزيادة غضب الناس حيالهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات