قالت مصادر أميركية إن الولايات المتحدة تعيد النظر حاليا في علاقتها الهشة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست الخميس.
وأضافت الصحيفة أنه "في الوقت الذي تستعد فيه مصر لمرحلة حكم جديد فيها، فإن الولايات المتحدة تعيد النظر بعلاقتها الهشة مع الإخوان المسلمين، حركة المعارضة التي لطالما كانت إيديولوجيتها الأصولية مصدر عدم ثقة من قبل واشنطن".
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الجماعة لعبت دورا ثانويا في التظاهرات التي تهدد بالإطاحة بالرئيس حسني مبارك، فإن المسؤولين الأميركيين أقروا أن الواقع السياسي يشير إلى أن الإخوان المسلمين يستعدون لتولي على الأقل حصة من السلطة، إذا ما أجرت مصر انتخابات حرة ونزيهة في الأشهر القادمة.
وكانت الولايات المتحدة قد دعت يوم الاثنين إلى تشكيل حكومة جديدة في مصر تضم جميع اللاعبين المهمين من غير العلمانيين، وذلك ما اعتبره المراقبون إشارة مباشرة إلى حركة الإخوان المسلمين.
وقالت واشنطن بوست إن هذه الدعوة أثارت شكوك بعض المسؤولين الأميركيين الذين قالوا إنه على البيت الأبيض أن يدعم جماعات المعارضة التي هي تميل أكثر نحو دعم حكومة ديموقراطية في مصر، بدلا من جماعة الإخوان المسلمين التي تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، حسب قولهم.
دور الجيش المصري
من ناحيتها، قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز إن إدارة الرئيس اوباما التي واجهت رفضا وصفته "بالدموي" لدعوتها لانتقال سريع للسلطة في مصر، وفي ظل تراجع نفوذ الرئيس حسني مبارك، كثفت اتصالاتها مع الجيش المصري في محاولة لممارسة ضغط على الأحداث التي تمس أحد حلفائها الرئيسيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين في وزارة الدفاع لم يكشف عن هويته ، قوله إن شعورنا هو أن المؤسسة العسكرية، ما زالت على العموم، تخدم كحاجز بين الجانبين، وأنه لا يزال بيد الجيش على الأرجح مفتاح الانتقال السلمي للسلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإستراتيجية تستند على اعتقاد البيت الأبيض بوجود فصل الآن بين الجيش المصري وحكومة مبارك.
وأوضح أحد كبار مسؤولي الإدارة الأميركية للصحيفة أن الجيش يصنف نفسه الآن على انه حارس الدولة المصرية وليس حارس حكم مبارك.
يذكر أن البيت الأبيض كان قد شدد على ضرورة وقف أي أعمال عنف في مصر وبدء عملية نقل السلطة فورا من الرئيس حسني مبارك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في تصريحات للصحافيين إنه "إذا كانت أعمال العنف الجارية يتم تنفيذها بناء على أوامر من الحكومة فإنها ينبغي أن تتوقف فورا".
ولفت غيبس إلى دعوة الرئيس أوباما بشأن ضرورة البدء في عملية نقل السلطة في مصر الآن مؤكدا أنه من الواضح أن الشعب المصري يريد أن يرى تغييرا بشكل فوري.
ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الوزيرة هيلاري كلينتون شددت على ضرورة النقل الفوري للسلطة وعبرت عن إدانتها للعنف الذي شهدته القاهرة.
ودعا كراولي في تصريحات للصحافيين كافة الأطراف في مصر إلى ضبط النفس وتفادي العنف مؤكدا أنه "ينبغي أن يكون طريق مصر إلى التغيير الديموقراطي سلميا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات