الأقسام الرئيسية

التغيير مثل (شكة الدبوس) .. هكذا قالت تونس

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: وائل قنديل

wael kandil new

16 يناير 2011 10:12:09 ص بتوقيت القاهرة

خدعنى الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على، راهنت بعض الأصدقاء صباح الجمعة على أنه لن يكون رئيسا للجمهورية صباح السبت، وعلى ذلك اختتمت مقالى المنشور أمس بدعوة بن على «احجز ملجأك من الآن وارحل».

غير أنه بعد دوران عجلة طباعة الجريدة بدقائق كانت عاصفة تونس قد اقتلعت بن على وأقلعت به طائرته إلى المجهول، حيث كانت الثورة الشعبية قد نجحت فى إزاحة أكثر الرؤساء العرب استبدادا وقمعا وشراسة فى التنكيل بالمعارضين السياسيين.


إذن رحل بن على بأسرع مما توقع كثيرون، مؤكدا صحة المقولة الشهيرة «الدكتاتورية تسقط فى ربع الساعة الأخير»، لكن الأهم أن تطور ونضوج التجربة التونسية بهذا الشكل الدراماتيكى المثير أثبت أن التغيير ممكن وبأبسط الأدوات، المهم أن تتوافر الإرادة الشعبية المخلصة، وأن يكون هناك استعداد لدفع الثمن، وساعتها سيكون التغيير سهلا وسلسا للغاية، أقرب إلى شكة دبوس أو وخز إبرة، مؤلم للحظات إلا أنه ناجع لشفاء الأوطان من تيبس الأطراف وتصلب الشرايين.


كل الحكاية 29 يوما من الغضب الشعبى النبيل الذى تصاعد ذاتيا وعفويا دون زعماء أو منظرين أو ملهمين أو مناضلين عن بعد.. تسعة وعشرون يوما من الغضب أطاحت بأربعة وعشرين عاما من القمع والكبت، وبالمناسبة متوسط دخل الفرد فى تونس ثلاثة أضعاف نظيره فى مصر.


وإذا كان المواطنون الثائرون فى تونس يستحقون منا جميعا أن نحييهم ونشد على أياديهم ونبوس الأرض تحت أقدامهم، فإن الخوف كل الخوف أن يجرى اختطاف الثورة الشعبية بامتياز بواسطة رموز المرحلة البائدة، حيث أسرع رئيس الوزراء محمد الغنوشى لتنصيب نفسه رئيسا مؤقتا ممتطيا المادة 56 من الدستور، قبل أن يزيحه رئيس مجلس النواب بعد 19 ساعة فقط ليعين نفسه رئيسا انتقاليا مستخدما نص المادة 57.


ومن ثم على جماهير الثورة التونسية ألا يعتبروا أنهم حققوا المطلوب بخلع الرئيس السابق، فما هو قادم ربما كان الأخطر والأهم، كى لا تسقط ثمار الثورة العربية الأولى من نوعها فى حجر سياسيين كانوا ضمن أسباب اندلاع الثورة.
والمطلوب من الجميع فى تونس الآن البقاء فى مواقعهم لحراسة الانتصار الشعبى غير المسبوق وانتزاع ضمانات واضحة من الرئيس المؤقت وحكومة تصريف الأعمال بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نظيفة ونزيهة بعد ستين يوما من الآن وبمراقبة كاملة من المجتمع الدولى.


لقد انطلق أذان التغيير بواسطة الشعب فى تونس وعلى السادة المستبدين خارجها مراعاة فروق التوقيت.. استقيموا واعتدلوا والأفضل أن تستقيلوا.. يرحمكم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer