الأقسام الرئيسية

حالة الدكتور زكريا

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

20 يناير 2011 09:11:04 ص بتوقيت القاهرة

من حق المواطن أو الصحفى أو المعارضة أن يشكو من سوء الأوضاع والسياسات، وانتقاد أوجه الخلل واقتراح حلول بديلة.. لكن هل من حق المسئول أن يشكو، مثل المواطن العادى الذى هو بلا حول ولا قوة؟!

الدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية يبدو أنه استراح لفكرة نقد الحكومة وكأنه زعيم المعارضة فى البرلمان.

الرجل وبعد انتقاده لوزراء الصحة والبيئة والسياحة قبل نحو أسبوعين عاد ليواصل انتقاده الشديد للحكومة عموما ووزارتى التضامن الاجتماعى والبترول خصوصا، قائلا فى مجلس الشعب يوم الثلاثاء الماضى: «مش عايزين الناس تموت علشان تحصل على أنابيب البوتاجاز وكفاية طوابير العيش واللحوم الإثيوبية».

مرة أخرى، جيد أن ينتقد الدكتور زكريا سلبيات الحكومة، ويدافع عن حقوق الفقراء فى محاولة لتعويض غياب المعارضة عن المجلس، لكن هناك مشكلة منهجية وأخلاقية أرجو أن ينتبه إليها الدكتور زكريا.

هو أحد الخمسة الكبار فى الحزب الوطنى الحاكم، الذى يفترض أن الحكومة منبثقة منه وتعبر عن أفكاره، وببساطة يستطيع سيادته عبر الحزب أن يستدعى أى وزير ويقول له إنك أخطات فى هذا الامر والحزب يريد منك أن تصحح الوضع.. ويستطيع الحزب إذا كان جادا أن يسحب ثقته من الحكومة ويأتى بغيرها.

هو أيضا يعمل فى رئاسة الجمهورية ويستطيع بالتالى أن يهمس فى أذن الرئيس مبارك ويقول له إن هناك تقصيرا هنا أو هناك، أو أن هذا الوزير أخفق العام الماضى ويواصل الإخفاق للعام الثانى أو العشرين على التوالى، فيقوم الرئيس بإقالته أو حتى إقالة الحكومة، ويأتى بوزير أو حكومة جديدة تنهى الأزمات وتوقف الفساد، «الذى زاد على الركب وغطى كل الرءوس».

يا دكتور زكريا.. الناس عندما تجدك تنتقد سلبية الحكومة سوف تصفق لك فى المرة الأولى والثانية وربما الثالثة، لكن فى المرة الرابعة سوف تتساءل ببراءة: لماذا لا تستجيب الحكومة لمطالب هذا الرجل، أو إذا كانت هذه حكومة الحزب لا تستجيب لقيادى كبير ــ د. زكريا ــ فى حزبها، فلماذا يستمر فى الانتماء إليها؟!.

المسألة ببساطة يا دكتور أن المرء لا يستطيع أن يكون حاكما ومعارضا فى وقت واحد. لا يمكن أن تكسب رضا المواطن البسيط والمسئول طوال الوقت.. عليك أن تختار موقفا واحدا فى بعض الأوقات.

حالة الدكتور زكريا ليست فريدة، بل للأسف صارت منتشرة ويبدو أن لها أسبابا متعددة، منها الاسباب النفسية، خلاصتها أن المسئول عندما يعجز عن إيجاد الحلول للمشكلات فإنه يتقمص دور المواطن ويبدأ فى الشكوى، مثلما فعلها ذات مرة العقيد معمر القذافى، الذى ترك موقعه الرئاسى ونزل شوارع طرابلس ليهتف ضد الاستعمار، أو ليهاجم اللجان الثورية التى هى تحت مسئوليته.

عندما يكون المرء مسئولا ويرى ما يعتبره تقصيرا فإن الشىء الوحيد الذى ينبغى أن يفعله هو اتخاذ قرار بتصحيح هذا الخلل.. أما إذا بدأ فى الشكوى والانتقاد فعليه ترك منصبه لمن يحل المشكلات، على أن يتفرغ هو لهواية انتقاد الحكومة ومهاجمة الوزراء.

لو كنت مكان الدكتور زكريا لرفعت يدى إلى السماء داعيا على الشخص الذى أباد المعارضة من المجلس، الأمر الذى اضطره أن يحاول ممارسة دور النائب المعارض.. حتى تكتمل الصورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer