نبدأ من الولايات المتحدة الأمريكية، إذ روى لى صديق عزيز، أنه كان يقود سيارته على الطريق هناك، ولأمر ما، فإنه كان دون أن يقصد، يذهب بالسيارة إلى يمين الطريق تارة، ثم إلى يساره تارة أخرى، كما يفعل كثيرون من قادة السيارات عندنا، ولم يكن الصديق يدرى وهو يفعل ذلك، أنه قد لفت انتباه مواطن أمريكى عادى كان يسير وراءه بالصدفة، وكان يراقب حركة سيارة الصديق، ليس بدافع الوشاية به، لدى جهاز الأمن المسؤول، وإنما بدافع الحرص على سلامة كل إنسان يتحرك على الطريق، ويمكن أن يتعرض لخطر سيارة تتراقص فى سيرها هكذا!
وما كاد الصديق يصل بيته، حتى كان البوليس على الباب، فى ظرف نصف ساعة لا أكثر، بعد أن تلقى اتصالاً من المواطن العادى، بأن هناك سيارة تتحرك بشكل غير طبيعى، وأن رقمها كذا، وأن قائدها يمكن أن يكون مخموراً بما يُعرّض حياة ذلك المواطن، وآخرين معه، للخطر دون ذنب.. فلما تأكد البوليس من أن قائد السيارة لم يكن مخموراً، وأنه فعل ذلك دون قصد، نبهه إلى أن التحرك على الطريق، بتلك الصورة، ليس من أصول القيادة، وأن عليه ألا يعود إلى ذلك أبداً، مرة أخرى!
عندنا يروى جورج عادل (24 سنة)، فى الصفحة الأولى من «الأهرام»، أمس الأول، أنه كواحد من حراس الكنيسة، قد لاحظ قبل وقوع التفجير، أن سيارة «سكودا» خضراء قد جاءت إلى الرصيف المقابل للكنيسة، وأنها كانت تحمل ثلاثة أشخاص، وأن قائدها ظل يبحث لها عن مكان أمام الكنيسة، وأنه اختار مكاناً راح يحاول ركن السيارة فيه، وأنه استمر فى محاولات ركنها لمدة نصف ساعة، وأن الشخصين المرافقين له قد انصرفا، بينما بقى هو داخل سيارته!
والسؤال هو: لماذا لم يلتفت الحارس إلى أن حركة من هذا النوع ليست طبيعية بالمرة، ولماذا لم يبلغ عنها فى الحال، وإذا كان قد أبلغ، فهل كان سوف يجد أحداً يتجاوب معه فى اللحظة، كما حدث مع المواطن الأمريكى؟!
أريد أن أقول إن الحارس ربما يكون قد أخطأ، ولكن الذين أخطأوا أكثر منه هم الذين لم ينبهوا الجميع، منذ وقت طويل، إلى أن كل مواطن، هو حارس لبلده فى مكانه، وأنه إذا لاحظ شيئاً مريباً، فإن عليه الإبلاغ من موبايله على الفور، وسوف يجد ساعتها، استجابة على درجة من الجدية، مساوية بالضبط لجديته، ويقظته.. فالمحمول اخترعوه لمثل هذه الظروف، وليس للرغى والكلام الفارغ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات