كتب أيمن حسونة ووكالات الأنباء ٥/ ١/ ٢٠١١
فى الوقت الذى استقبل فيه الجنوبيون الرئيس السودانى عمر البشير فى جوبا بالترحاب، فى زيارة ربما تكون الأخيرة فى إطار السودان الموحد، أكد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى المعارض، الدكتور حسن الترابى، أن المعارضة السودانية اتفقت على التحرك لتغيير نظام الحكم فى البلاد سلميا عبر الانتفاضة الشعبية. ووصل «البشير» إلى مدينة جوبا صباح أمس فى زيارة لجنوب السودان تستغرق يوما واحدا حيث كان نائبه الأول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت فى استقباله وأعضاء حكومته. واستقبل مئات الأشخاص، يتقدمهم الزعيم الجنوبى سلفا كير، «البشير» فى زيارة نادرة للجنوب، وقد تكون الأخيرة، إذا ما قرر الجنوبيون - وكما يتوقع المراقبون - اختيار الانفصال فى الاستفتاء المقرر يوم الأحد المقبل. وكان فى استقبال البشير عند هبوط الطائرة سلفا كير يرافقه عدد كبير من كبار القياديين الجنوبيين وحرس الشرف المكون من جنود شماليين وجنوبيين. وقال «البشير»، عقب وصوله جوبا: «على الرغم من أننى على المستوى الشخصى سأكون حزيناً إذا اختار الجنوب الانفصال، لكننى سأكون سعيداً لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه». وأضاف: «نحن مع خياركم، إن اخترتم الانفصال سأحتفل معكم»، مؤكداً: «حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فنى أو لوجستى أو دعم بالخبرة لها». ونُشرت قوات أمنية كبيرة فى جوبا عاصمة الجنوب قبل وصول الرئيس السودانى، بينما يجوب جنود مسلحون الشوارع. وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها «نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان» و«نرحب بكم فى الدولة الـ١٩٣ بالأمم المتحدة». تأتى الزيارة فيما كشف حسن الترابى، زعيم حزب المؤتمر الشعبى المعارض، لدى وصوله الدوحة أمس الأول لدعم جهود الوساطة لحل أزمة إقليم دارفور، غرب السودان، عن «أن حزبه - المؤتمر الشعبى - قدم اقتراحا للإطاحة بالنظام السودانى فى الخرطوم ووافقت عليه جميع الأحزاب». وأضاف: «الاقتراح يقضى بإجبار السلطة الحاكمة على التنازل عن الحكم وإلا فإن المعارضة ستدفع الشعب ليثور عليها كما ثار من قبل». وأكد الترابى أن «الهبَّة المقبلة لن تكون فى الخرطوم وحدها بل سيقوم السودان كله بها»، واستطرد: «الشعب مهيأ للانتفاضة، وسيناريوهات تغيير نظام الحكم مفتوحة. وحول إمكانية لجوء المعارضة إلى الخيار العسكرى، نفى الترابى «رغبة المعارضة، أو تعويلها على العمل العسكرى» وقال: «جربناها، وجربها الحزب الشيوعى وحزب الأمة، ولكن بمجرد حدوث الانقلاب ينقلب العسكريون على حلفاء الأمس، والسودانيون عامة يكرهون الانقلابات العسكرية فى الوقت الحالى». وحول ما أعلنه الرئيس عمر البشير عن تطبيق الشريعة فى شمال السودان فى حال استقل الجنوب، قال الترابى: «الطغاة يلتقطون الشعارات الشعبية للتغرير بالعوام«، وتساءل: «هل هذا الطغيان والاستبداد وتمزيق السودان وتقسيمه كله من الشريعة الإسلامية؟». وأبدى الترابى خشيته من انضمام الجنوب إلى دول منابع النيل التى تضغط على السودان ومصر من أجل إعادة توزيع حصتها من مياه النيل. وقال إن الآراء المصرية ترى أن تخرج حصة الجنوب من حصة شمال السودان الحالية البالغة ١٨ مليار متر مكعب فى حين «يوجد سودانيون يرون أن الحصة الجديدة يجب أن تخرج من حصتى مصر والشمال بالتساوى». ورأى الترابى أن قضية المياه لن تثار مبكرا لأن الحكومة المصرية دعمت الجنوب أكثر من حكومة السودان عبر ربط ٥ من مدنه بالكهرباء وإقامة فرع لجامعة الإسكندرية بجوبا كما أن الجنوب لديه مياه راكدة فى عديد من سدوده. واستبعد الترابى وقوع الحرب بين الشمال والجنوب عقب الانفصال، ولكنه توقع أن يتبع انفصال الجنوب انفصال آخر فى الشرق، أو الغرب، بالإضافة إلى ضياع عائدات البترول وارتفاع الضرائب وخفض قيمة الجنيه السودانى مما سيؤثر على حياة المواطنين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات