الأقسام الرئيسية

كاتب سعودى: مصر البلد العربى الوحيد التى تخلو من الطائفية

. . ليست هناك تعليقات:


الإثنين، 3 يناير 2011 - 17:31

كتب محمد رشاد


تناول الكاتب الصحفى يوسف الكويليت المحلل السياسى السعودى ونائب رئيس تحرير صحيفة الرياض خلال مقاله بصحيفة الرياض اليوم مدى علاقة الأقباط بالمسلمين فى مصر خلال مقاله الذى حمل عنوان بأى ذنب يُقتلون؟! متسائلا عن جريمة أن يكون الإنسان مسلما سواء سنيا كان أو شيعيا أو قبطيا أو كاثوليكيا لكى يقتل.

وقال فى قلب جزيرة الذهب وسط نهر النيل فى القاهرة، كنيسة قبطية بجوار مسجد ويحرسها مسلم اسمه محمد، وفى القاهرة القديمة لا تزال لافتات المحال التجارية تيدروس، وبطرس وغيرهما، بجانب دكاكين عمر وحسين، وأحمد وكل تواريخ مصر لم تشهد خلافا يصل إلى العنف بين المسلمين والأقباط إلا خلال الأربعين عاما الماضية، وروايات المسنين من الطرفين المسلم والمسيحى يقولون إنهم لا يعرفون دين هذا أو ذاك إلا بالمواسم والأعياد والزواجات، وما عدا ذلك فهم يتواصلون ويأكلون بجوار بعضهم، ولم يكن تطغى عليهم أى مسحة غير عادية تنفر طرفاً من آخر.

وأكد على أن تسييس الأديان هو الذى أدخل المنطقة بؤر الصراع، ولم تقتصر المسألة على الديانتين السماويتين، بل تقاتل وتم تصفية عناصر إسلامية بيد مسلمين، وقتل المصلين فى مساجدهم وحسينياتهم بينما الإله واحد والنبى واحد والخلاف على الفروع لا يلغى النصوص.

جرائم القتل وتفجير الكنائس لمسيحيى العراق ومصر لا تستند إلى مراجع دينية بدليل أن من استنكر وأدان واعتبر ما يجرى جريمة بالحق الإنسانى قبل الدينى هم علماء بارزون ومن يبررون أو ينسبون هذه الأفعال ويعزونها للشبح الذى يساكننا ويعيش بأدمغتنا، ويطاردنا فى صحونا ومنامنا، مما اصطلحنا عليه بالمتآمر والمتخفى بثيابنا، وتحت شعر رؤوسنا قد نمنحه جزءاً من الجريمة، لكن هل هذا هو السبب المباشر، فكل دولة لها أصدقاء وأعداء والأخيرون يتصرفون بهوى خدمة غاياتهم، لكن كيف يصلون للأدوات والعملاء، وبأى سبب يحصلون على تلك الخدمات الدموية التى تتجه إلى خلق انقسامات بين أصحاب المدينة والحى الواحد، لو لم يكن المرض موجودا بيننا.

وأشار الى أن سياسة الانتقام خلاصة فكر معتوه مناقض لنواميس الحياة، واستهداف مصر لم يأتِ عبثا لأنها العمق الأكبر لهذه الأمة المأزومة، ولأنها النموذج للتعايش قبل أن تدخل على خط الإرهاب من خلال عملاء الداخل أو الخارج، بل هى المجتمع الوحيد الذى لا تطغى فيه القومية والقبلية والطائفية بل لعلها المعدة الهائلة التى مصّرت الغزاة والفاتحين، واختلطت فيها الدماء والأجناس والحضارات بنموذج نادر فى كل الوطن العربى بالتعايش.

هل جريمة أى إنسان أن يكون مسلماً سنياً، شيعياً، قبطياً، أو كاثوليكياً بدوياً ينتمى لقبيلة ما أو حضرياً، ليقتل على دينه أو هويته أو أرومته؟ إذا كان هذا الحكم يطلقه من يعممون القتل بزعم تطهير العالم الإسلامي، فأول الأسئلة ما هى رتبهم الدينية، وما هو تأهيلهم الذاتى، وعلى أى مستند دينى أو عقائدى يقنعون الأكثرية الإسلامية بهذا الحق الذى يخول لهم الوصول إلى رقاب الآمنين بفتاوى فقه الإرهاب؟

ما يجرى على الأرض الإسلامية مؤامرة تُحاك من داخلنا وبوسائلنا ونقودنا ولا نحتاج إلى أدلة، فكل من تورط بهذا العمل وأدرك عقله، يشهد بعبثية هذا الفعل وإدانته، وسواء جاءت الجريمة على مسلم أو مسيحى، أو أى طائفة أو أتباع أديان وملل أخرى، فالحكم ليس للشارع، بل للشرع والقوانين؛ لأن كرامة الإنسان فوق كل الاعتبارات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer