كتب عواصم - وكالات الأنباء ١٦/ ١/ ٢٠١١
أعلنت الحكومة السعودية، فجر أمس، استضافة الرئيس التونسى الهارب زين العابدين بن على وأسرته، فى المملكة بعد فراره من تونس إثر انتفاضة شعبية. وذكر مصدر سعودى أن طائرة بن على هبطت فى مطار جدة بعد منتصف ليل الجمعة. وأمضى بن على أكثر من ٦ ساعات محلقا فى الجو بطائرته بحثا عن بلد يستضيفه بعد إعلان مغادرته البلاد مساء أمس الأول. وأعلن متحدث باسم حكومة مالطا أن قائد طائرة بن على طلب الإذن بالتحليق فوق أجواء مالطا وكان «متجها إلى الشمال»، وذلك بعد قليل من الإعلان عن مغادرته تونس، وبعدها، قال مصدر بالشرطة الفرنسية إنه تم إبلاغهم بانتظار طائرة بن على فى مطار قرب باريس. ولكن وسائل الإعلام الفرنسية سارعت بنشر أخبار عن رفض الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى منح بن على تصريحا بدخول البلاد بعد اجتماع طارئ مع حكومته. وقال مصدر فرنسى إن بلاده «لا ترغب» فى مجىء بن على إلى أراضيها، مرجعا هذا الموقف إلى عدم الرغبة فى إثارة استياء الجالية التونسية فى فرنسا، خاصة أن أغلبيتها معارضة لبن على. وترددت أنباء غير مؤكدة عن محاولة طائرة بن على الهبوط فى إيطاليا، غير أن وزارة الخارجية الإيطالية نفت تلك التقارير، مؤكدة أن بن على «ليس متجها إلى إيطاليا»، وتأكد مكان بن على بعد إعلان السعودية عن وصوله إلى مطار جدة. وجاء فى بيان للديوان الملكى نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: «رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن على وأسرته إلى المملكة»، وأكد البيان «تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التى يمر بها الشعب التونسى الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار فى هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسى الشقيق». وأضاف: «حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسى الشقيق لتأمل، بإذن الله، فى تكاتف جميع أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه». وأعلنت السلطات السعودية أيضا أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية المفروضة على سفارتها فى تونس. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن من بين الإجراءات تعزيز الحراسة على المدخل الرئيسى للسفارة، والشوارع المحيطة بها، بما فى ذلك اللجوء لاستخدام العربات المصفحة ووحدات من الجيش، غير أن الوكالة لم تشر بشكل مباشر إلى العلاقة بين هذه الإجراءات واستقبال المملكة لبن على. وفى غضون ذلك، قال مساعد لرجل الأعمال صخر الماطرى، صهر بن على لوكالة «رويترز»، إن الماطرى موجود فى دبى وإن التقارير التليفزيونية عن اعتقاله غير صحيحة. وقال المساعد - الذى طلب عدم نشر اسمه-: «إنه فى دبى منذ ظهر أمس الأول». كانت محطة تليفزيون «نسمة» التونسية الخاصة ذكرت أن الماطرى اعتقل مع العديد من أقارب بن على الذى تنحى عن السلطة بعد أسابيع من الاحتجاجات. الماطرى واحد من أبرز رجال الأعمال فى تونس، وقال بعض المحللين قبل بدء الاضطرابات إنه يجرى إعداده لشغل منصب سياسى رفيع، وكانت ثروته ومصالحه التجارية محور شكوك وغضب من بعض معارضى ابن على الذين اتهموا الرئيس السابق بمحاباة الأقارب. وفى الوقت نفسه، أعلن قائد طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية ويدعى محمد الكيلانى أنه رفض الإقلاع بطائرته من مطار تونس بعد علمه أنه سينقل على متنها بعض أقارب بن على، وقال الكيلانى فى حديث لقناة «العربية» الإخبارية: «قيل لى من المطار إنه علىّ انتظار بعض الركاب الذين من المفترض أن أقلهم إلى ليون فى فرنسا، ثم أتت موظفة فى الخطوط التونسية وأبلغتنى بأنى سأقلّ بعض أقارب زين العابدين بن على الذين أرفض ذكر أسمائهم الآن، لكن عند علمى بذلك رفضت الإقلاع». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات