كنا نتمنى عودة ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير والأفغان الثلاثة الذين كانوا برفقتهما إلى عائلاتهم وأصحابهم قبل حلول عيد الميلاد، لكن العيد مر والعام شارف على نهايته، ومازال الخمسة في الأسر بعد مرور سنة على اختطافهم.
في 30 ديسمبر/كانون الأول 2009 ، اختطفت مجموعة تابعة لحركة طالبان الصحفيين الفرنسيين، ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير، وثلاثة من مرافقيهما في إقليم كبيسا حيث تنتشر أغلبية الجنود الفرنسيين – 3850 جنديا – المتواجدين على الأراضي الأفغانية. في ذلك اليوم، يوم الاختطاف، ترك ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير الضابط الفرنسي المكلف بمرافقة وسائل الإعلام الذي كان يصطحبهما، بهدف جمع شهادات من المدنيين الأفغان الذين يقيمون في المنطقة استكمالا لتحقيق مصور كانا يعدانه عن مشروع الطريق الذي يربط أفغانستان بباكستان لصالح القناة التلفزيونية " فرانس3 " .
وقد سارع الجيش الفرنسي حين وصل خبر اختفاء الخمسة، إلى تنفيذ عمليات في المنطقة، وإلى إغلاق المنافذ التي تسمح للخاطفين بنقل الرهائن إلى باكستان، ولكن هذه التدابير باءت بالفشل.
في الأسابيع الأولى التي تلت عملية الاختطاف التزمت الصحافة وعائلات ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير الصمت لأسباب أمنية وحفاظا على حياة الصحفيين، بناء على طلب من السلطات التي كسرت لاحقا الصمت حول هذه القضية.
بعد أيام قليلة من عملية الاختطاف انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على شاشة "فرانس 3" استخفاف الصحفيين بالتعليمات التي أعطيت لهما بعدم المغامرة في المنطقة لوجود مخاطر حقيقية.
في 17 يناير/كانون الثاني رأى كلود غيون الأمين العام لقصر الرئاسة "الاليزيه" على أثير إذاعة "أوروبا 1" "أن الصحفيين المختطفين يعرضان العديد من الجنود الفرنسيين للمخاطر، إضافة عن شغلهم عن مهمتهم الأساسية".
في 21 فبراير/شباط قال الجنرال جان – لوي جورجلان، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، لإذاعة "أوروبا 1" إن عمليات البحث عن ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير كلفت لغاية التاريخ المذكور"10 ملايين يورو" داعيا الجميع إلى "التحلي بروح المسؤولية".
في مواجهة هذه الكلمات "الجارحة" تحركت لجنة التضامن مع الزميلين المختطفين ومنظمة "مراسلون بلا حدود" وقامتا بسلسلة من التحركات، منها حملة لجمع التواقيع حصدت 80 ألف توقيع وحفلا موسيقيا في ذكرى مرور 300 يوم على عملية الاختطاف، كما نظمت مهرجانات ومؤتمرات عديدة خلال العام للضغط على السلطات الفرنسية وإجبارها على مواصلة المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الخمس.
ولكن احتمالات تحرير الرهائن ما زالت رهينة المضاربات، وقد أكد وزير الدفاع ألن جوبيه في 26 ديسمبر/ كانون الأول خلال زيارته التفقدية لجنود بلاده في أفغانستان "أن الأمور على الدرب السليم" مضيفا "نحن نبذل أقصى ما بوسعنا لتحرير صحفيي فرانس 3". ولكن الوزير الفرنسي رفض إعطاء مواعيد محددة. أما وزيرة الخارجية ميشال آليو – ماري فتحدثت الأسبوع الماضي عن إمكانية تحرير الرهائن "في القريب العاجل". يذكر أن قائد أركان الجيش الفرنسي، ادوار غيو تحدث في نهاية سبتمبر/أيلول عن "أمل مبرر" بتحرير الرهائن قبل عيد الميلاد.
وبحسب المعلومات الأخيرة، ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير ما زالا على قيد الحياة وصحتهما جيدة. وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت في 20 ديسمبر/كانون الأول أنها تلقت شريطا مصورا – على الأرجح يعود إلى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني- يؤكد أنهما على قيد الحياة.
وقد أكدت أسر الرهينتين بعد زيارتهما الثلاثاء الماضي لقصر "الاليزيه" لمشاهدة الشريط أن ابنيهما على قيد الحياة ولكنهما "نحيلان".
ولكن المعلومات تظل مبهمة وغامضة، وتأسف عائلة ستيفان تابوينيه التي قررت كسر الصمت، للمبالغة في التفاؤل في اقتراب موعد تحرير الرهائن وقال والد ستيفان لوكالة الصحافة الفرنسية "منذ البداية يقولون لنا، إنهم بصحة جيدة وعلى قيد الحياة، أما باقي الأمور فتدخل في أسرار الدولة".
والشريط الذي تسلمته السلطات الفرنسية الأسبوع الماضي ليس الأول من نوعه، ففي 11 أبريل/نيسان بث على شبكة الانترنت شريط يظهر فيه ستيفان تابوينيه وايرفيه غسكيير وهما يتلوان نصا يطالبان فيه الرئيس نيكولا ساركوزي الرضوخ لشروط الخاطفين.
وفي انتظار تحرير الرهائن الذين مضت سنة على اختطافهم، ستبقى العزيمة قوية، وستنظم اليوم الأربعاء مظاهرات تضامنية في باريس وغدا في مدن فرنسية مختلفة شعارها لن ننساكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات