ابوجا، باريس، ابيدجان - أب، أ ف ب، رويترز – كشفت باريس النقاب امس، ان ثمة قرارا اتخذته دول الاتحاد الأوروبي لعزل الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو، وذلك عبر اعتراف عواصمها بسفراء يعينهم خصمه الحسن وترة الذي اعتبره المجتمع الدولي فائزاً بانتخابات رئاسية أجريت الشهر الماضي، ورفض غباغبو نتائجها.
في الوقت ذاته، بدت دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا عازمة في المضي بتهديداتها بالتدخل عسكرياً في ساحل العاج لعزل غباغبو، اذ عقد رؤساء اركان الجيوش في دول المجموعة الـ 15، اجتماعاً تشاورياً في ابوجا لم يكشف عن مضمونه، فيما دخلت وساطة مع غباغبو قام بها ثلاثة رؤساء غرب افريقيين، «مرحلة ثانية». وغادر الوسطاء ابيدجان، معلنين عزمهم على العودة اليها في الثالث من الشهر المقبل، ما اوحى بدراسة حل محتمل.
وفي حادث خطر، تعرضت قافلة لقوات حفظ السلام في ساحل العاج لهجوم في حي يوبوجون في ابيدجان ليل الثلثاء، ما اسفر عن جرح احد عناصر القوات الدولية التي اتهمها غباغبو بالانحياز لمنافسه وترة وطلب منها الانسحاب من البلاد.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج ان القافلة كانت تنقل 22 جندياً من القوات الدولية عندما اعترضها حشد من المتظاهرين الذين طوقوها وحطموا احدى آلياتها بالهراوات. وتفادت البعثة الدولية توجيه اتهام مباشر الى انصار غباغبو بشن الهجوم على قافلتها.
في باريس، كشف الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس، إن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 دولة اتخذت الأسبوع الماضي، قرارها الاعتراف بموفدي وترة سفراء لساحل العاج، وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترفت في الإطار ذاته، ببعثة ارسلها وترة الى نيويورك.
وأشار فاليرو في تقرير على الموقع الإلكتروني للخارجية الفرنسية ان «الاتحاد الأوروبي اتخذ موقفاً منسقاً» في اتجاه هذا الاعتراف بممثلي وترة.
في ابوجا، اعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي يرأس الدورة الحالية لمجموعة غرب افريقيا ان الرؤساء الثلاثة الذين زاروا ابيدجان الثلثاء وسلموا غباغبو انذاراً بالتخلي عن السلطة، سيعودون الى ساحل العاج «في الثالث من كانون الثاني (يناير)» المقبل. وأكد جوناثان ان المفاوضات مستمرة و»لا نزال نتباحث»، في اشارة الى ان الوفد الأفريقي الذي لم يحصل على جواب ايجابي من غباغبو، يدرس حلاً يرضي طرفي النزاع، الأمر الذي لمحت اليه مصادر الرئاسة في الرأس الأخضر.
وقال جوناثان ان رئيسي سيراليون والرأس الأخضر ارنست كوروما وبدرو بيريس عادا من ابيدجان الى ابوجا «لإبلاغي بنتيجة» المحادثات (مع غباغبو ووترة)، فيما اضطر رئيس بنين بوني بايي للعودة الى بلاده وتشاور مع جوناثان هاتفياً.
واوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية في الرأس الاخضر جورج بورجيس لوكالة ان «تدخلا عسكريا» لدول غرب افريقيا في ساحل العاج لاخراج لوران غباغبو من السلطة «يبدو لحسن الحظ مستبعدا في الوقت الحاضر».
وفي معرض الحديث عن الزيارة التي قام بها الثلثاء لابيدجان ثلاثة رؤساء في غرب افريقيا بينهم رئيس الرأس الاخضر بدرو بيريس، اعتبر بورجيس ان «مبادرة الوساطة الاولى هذه اتاحت اقامة جسر نحو الحوار بين معسكري»، غباغبو ووترة.
واضاف الوزير الموجود في ابوجا مع بيريس: «لم نعد نتحدث عن تدخل عسكري... والذي يبدو لحسن الحظ مستبعدا في الوقت الحاضر».
وشدد الرئيس النيجيري على اهمية مواصلة الحوار، رافضاً اعطاء المزيد من التوضيحات حول مضمون المرحلة الثانية للمحادثات. وقال: «عندما يحصل نزاع، فإن الحوار يحل كل الخلافات، وهذا الحوار لا يزال مستمراً». وأكد جوناثان: «عندما يعودون (الموفدون الثلاثة) سنتخذ قراراً».
وأفاد بيان لرئاسة الرأس الأخضر بعد محادثات الرؤساء الثلاثة في ابيدجان، ان طرفي النزاع «طلبا بعض الوقت للتفكير، بهدف ايجاد حل قابل للحياة لإنجاز العملية الانتخابية، وهو المخرج الوحيد القادر على احلال السلام والاستقرار الدائمين في هذا البلد في غرب افريقيا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات