جاء الإحباط في مجال البيئة مدوياً في 2010، بعد فشل مؤتمر «كوب 16»، الذي عقد في كانكون بالمكسيك، في التوصّل الى اتفاق من أي نوع، حول بروتوكول كيوتو. والمعلوم أن هذا البروتوكول يهدف للحدّ من انبعاث الغازات التي تصدر عند حرق الوقود الإحفوري المستعمل في الصناعة والمواصلات والطاقة حاضراً. لا اتفاق حول التلوث، على رغم الكلام الكبير عن علاقته مع ظاهرة الاحتباس الحراري واضطراب المناخ. واكتفى المجتمعون في كانكون بإنشاء صندوق لدعم مبادرات الدول النامية في تبني خيارات الطاقة النظيفة.
بدا هذا الفشل متّسقاً مع عدم حدوث اختراق علمي في مجال الطاقة. إذ راهن كثيرون على أن ينشر عام 2010 السيارات النظيفة التي تعمل بالكهرباء، بعد تطويرها بطريقة تجعلها أكثر عملانية وقبولاً وسهولة. لم يحدث شيء من هذا. بل عانت صناعة السيارات، منذ بداية العام، صعوبات شتى، أبرزها انكشاف عيوب كثرة من أنواعها، بحيث تتالى سحب الشركات لمئات الآلاف من السيارات، بسبب عيوب فيها.
في مستهل العام، ظهر إحباط في مجال علم تاريخ الكائنات الحيّة (بالنتولوجيا)، عند الكشف عن «عايدة»، وهي مزيج من سحلية وحيوان بأربع أرجل. وقُدّمت باعتبارها اختراقاً علمياً، لكنها لم تكن مقنعة، ولم تعط العلماء مفتاحاً أفضل لفهم تطوّر ظاهرة الحياة على الأرض.
في المقابل، بدا عالم الإنترنت والاتصالات فواراً، بل ساده جوٌ قد تلخصه كلمة «اختراق». استُهل العام باختراق صيني لشركة «غوغل»، بيّنت وثائق «ويكيليكس» لاحقاً أن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني تولى قيادتها مباشرة. وتلاه إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن اختراق صيني آخر، طاول مواقع لشركات ومؤسسات أميركية متنوعة، بما فيها الإعلام والاستخبارات والعسكر. وفي العالم العربي، راج حديث عن اختراق إسرائيلي لشبكات الخليوي في لبنان. وصار الاختراق جزءاً من نقاشات السياسة. ورفع لبنان شكوى الى «الاتحاد الدولي للاتصالات»، الذي لم يصدر رأيه بعد في هذا الأمر.
واختتم العام على اختراق جوليان أسانج، ربما بمعونة الضابط برادلي ماننغ، لشبكات عسكرية أميركية. وتسربت من الاختراق مئات آلاف الوثائق، التي هزت عوالم السياسة والإعلام والإنترنت والعسكر.
بين هذه الأمور، حقّقت شركة «آبل» اختراقاً علمياً، بصنعها الكتاب الإلكتروني الاتصالي «آي باد» iPad (وهو حاسوب من نوع اللوح أيضاً)، ما فتح آفاقاً جديداً أمام صناعة المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات