أطلق العِلم في العام 2010 مجموعة من الإبتكارات المتقدّمة، التي ربما استطاعت ان تغيّر كثيراً من أوجه الحياة على الأرض. ولم تلق معظم تلك الإكتشافات كثيراً من الأهتمام في الإعلام العام، خصوصاً بالمقارنة مع الضجة الهائلة التي رافقت إطلاق منتج مثل «أي باد» iPad الذي يستحق لقب أبرز إنجاز علمي في 2010، على رغم أنه لم يحتو إبتكاراً أساسياً في المعلوماتية والإتصالات! حقّق ستيف جوبز إنجازاً بصنعه «أي باد» عبر الاستفادة من تقنيات موجودة، لكنها نُسّقت ونُظّمت ورُفع أداؤها في «أي باد»، ما جعله فعلاً نقطة تحوّل في صناعة الحواسيب المحمولة وأدوات الإتصالات الذكية. ونال من الضجيج ما يكفي، بل ربما أكثر.
في الجانب الأقل ضجيجاً، حدثت أمور كثيرة وعميقة. وبصمت، أنهض العِلم الكسيح المقعد، وأعطى لمشلولي الأجساد القدرة على الكتابة والرسم بتحريك أعينهم، وصنع رئة في أطباق المختبر من خلايا المنشأ، وركّب أول مبيض إصطناعي، واستولد خلية بتركيبها من مُكوّنات جينية أولية بسيطة، وركّب رداء حديدياً يجعل لابسه خارق القوة، وحوّل الروبوت الى مُدرس للغات، وقدّم غسّالة ملابس تستعمل أقل من عشرة في المئة من المياه التي تحتاجها نظيراتها الرائجة حاضراً.
وصنعت شركة «إي ليغز» eLegs هيكلاً معدنياً خفيفاً يديره كومبيوتر، يلبسه المُقعد، فيستطيع المشي، مع إمكان الاستعانة بعكاز في المراحل الأولى من استخدامه. ولمن لا يستطيع تحريك يديه، ابتُكِر جهاز «أي رايتر» Eye Writer، وهو نظارة مزودة بجهاز بصري ذكي، يتتبع حركات العين، وينقل ما تُركّز عليه الى لوحة مفاتيح إلكترونية تعمل بالاستجابة مع تلك الحركات. ويؤدي ذلك الى طباعة الكلمات ورسم الخطوط وإضافة الألوان وغيرها.
وبنثر كميات من خلايا المنشأ على هيكل بيولوجي مركّب بطريقة تشبه الرئة، استطاع العلماء صنع رئة إصطناعية تستطيع النهوض بـ95 في المئة من وظائف نظيرتها الطبيعية. وبطريقة مُشابهة، استطاع علماء جامعة براون، تركيب مبيض إصطناعي تتضمن مزاياه القدرة على إنضاج البيوض الإنثوية، وجعلها مؤهلة للتلقيح.
وعمل الأميركي كريغ فانتر الذي شارك في تفكيك شيفرة الجينوم البشري في 2001، على تركيب جينوم لبكتيريا، إنطلاقاً من المُركّبات البروتينية الأولية للجينات. وابتكرت شركة «رايثون» Raython المتخصصة في الأسلحة، بزة معدنية روبوتية (اسمها «إكس أو أس 2» XOS2) تشبه ما شاهده جمهور السينما في فيلم «الرجل الحديد». وبفضل برامج ذكية في الكومبيوتر الذي يديرها، تتكامل مع حركات لابسها، وتعطيها مزيداً من القوة. ومثلاً، يستطيع شخص عادي أن يرفع ثقلاً مقداره 100 كيلوغرام، من دون عناء! وقبل أن تدخل هذه الآلة - البزة الأسواق، أعلنت «رايثون» أنها تتطّلع الى البنتاغون ليكون المستثمر الأول في هذا الإبتكار. هل سنرى «الجندي الحديد»، بفضل آلة «إكس أو أس 2»، في صفوف القوات الأميركية في أفغانستان مثلاً؟
وبفضل قدرة الروبوت على تقليد الكثير من حركات الوجه والشفتين، صنعت كوريا الجنوبية روبوتاً - أستاذاً، تتركّز مهمته على تعليم الأطفال اللغات الأجنبية، خصوصاً النطق السليم بها.
ومع الإضطراب الذي يهزّ البيئة والتناقص المتصاعد في مصادر المياه، فكّرت شركة «زيزوز» البريطانية في غسالة ملابس تستعمل حبيبات نايلون بدل مساحيق الغسيل، وتنظّف بكفاءة عالية، وتوفّر تسعين في المئة من المياه. ليس الأمر بهيّن، ذلك أن الأميركيين يستهلكون ما يزيد عن تريليون لتر سنوياً لغسيل ملابسهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات