الأقسام الرئيسية

راقب.. واحكم بنفسك..!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم مجدى الجلاد ٢٨/ ١١/ ٢٠١٠

اليوم امتحان لم ننجح فيه من قبل.. فالفرص الحقيقية تتاح مرة واحدة.. ولكنها فى الحالة المصرية متاحة دائماً.. ونحن للأسف نجيد إهدارها.. ونجيد أيضاً تبادل الاتهامات، والتملّص من المسؤولية.. فهل نريدها اليوم انتخابات نزيهة.. أم ستضاف إلى قائمة الفرص التى أضعناها..؟!

سؤال سنجيب عنه اليوم.. سيجيب عنه الحزب الوطنى الحاكم.. سيقول لنا رئيسه محمد حسنى مبارك، وأمينه العام صفوت الشريف، ورجال الفكر الجديد جمال مبارك، وأحمد عز، وعلى الدين هلال، كلمة من اثنتين: لقد أجرينا انتخابات برلمانية تفخر بها مصر أمام العالم.. أو جعلناها مثل سوابق أهانت البلد وأهله أمام العالم.. سيقول لنا الحزب الوطنى إنه تغير أو يريد أن يتغير مثلما يزعم دائماً.. أو أنه سيخرج لنا لسانه ويمارس هوايته فى تزوير إرادة الشعب تحت شعار «اللى مش عاجبه يخبط راسه فى الحيط».. والحيطان فى مصر كثيرة.. إما أن تصرخ دون أن يسمعك أحد.. أو تلوذ بالصمت المصرى المعتاد.. أو تجلس على المقهى مساءً وتمصمص الشفاه على انتخابات فاتت، وربنا يحيينا ويحييك بعد ٥ سنوات..!

ستقول لنا أجهزة الأمن: لقد حمى رجالنا عملية التصويت الحر والتنافس الشريف.. أو لعبت الهراوة وفرق الصاعقة الدور القديم فى منع المعارضين وحمل المؤيدين للنظام الحاكم على كفوف الراحة.. ستقول لنا الشرطة: نحن خارج اللعبة السياسية أو فى قلب الصراع على المقاعد.. ستقول للشعب: إرادتك تحققت بنزاهة وشرف، أو تقول للحكومة: «كل شىء تمام.. وكل مقعد ذهب لمن أردنا».!

سوف يجيب الإخوان المسلمون اليوم على أصعب وأقدم سؤال فى مصر: هل يحرصون على الدولة المدنية مثلنا.. أم يريدونها دولة دينية يحكمها «الفقيه» بالتأويل الشخصى، والتفتيش داخل البشر عن العقيدة والعبادات؟!.. سيقول لنا الإخوان إذا ما كانوا ينأون بالبلد عن «نهر دم» يجرى فى الدوائر.. أم يرونها جهاداً يستوجب سقوط الشهداء؟!

سيقول لنا المرشحون من كل صنف ولون: هل هى انتخابات برلمانية يتنافسون فيها على الخدمة العامة.. أم هى معركة على «غنائم» الحصانة، ووجاهة تافهة بلا دور أو قيمة، فى وطن يئن بالمشاكل والأزمات؟!.. سيقولون لنا: هل سيُحملون على أكتاف المواطنين إلى المقعد البرلمانى.. أم على سنج ومطاوى و«إرهاب» البلطجية.. أم برشوة الفقراء والغلابة وشراء الأصوات؟!

إن مصر أكبر ممن اعتادوا العبث بها.. وهى تستحق برلماناً محترماً، يراقب الحكومة، لا أن تشتريه الحكومة.. برلماناً يدافع عنك وعنى.. لا أن يحقق أعضاؤه ثروات ضخمة وراء ستار «الحصانة».. برلماناً يقول «لا» حين يسمعها منك ومنى.. ويرفع شعار «نعم» عندما تقول له مصر «هذه مصلحتى».. برلماناً يقود حركة تشريع القوانين.. لا أن يبصم على ما يريده النظام والحكومة.. برلماناً يخلو من نواب القمار، والتهريب، وفساد العلاج على نفقة الدولة، والصفقات، والتوكيلات التجارية!

راقب معنا ما سيحدث اليوم.. ويمكنك غداً أن تحكم بنفسك: هل وصل إلى مجلس الشعب نواب حقيقيون.. أم أنه سيظل برلمان «البصمجية»..؟!

melgalad@almasry-alyoum.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer