كتب عماد خليل ووليد مجدى ٢٦/ ١١/ ٢٠١٠ |
«ربنا يصبر يصبر لكن لو غضب غضبه بيكون مخيف».. بهذه الكلمات حذر البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، المسؤولين والمحافظين الذين يسيئون التعامل مع الأقباط. وقال البابا، خلال عظته الأسبوعية مساء أمس الأول: «جايلى أسئلة كثيرة وشكاوى مما حدث فى أبوتشت بنجع حمادى والجيزة، لذلك أرجو من المحافظين ورجال الأمن أن يتناولوا هذه الأمور بحكمة وهدوء». وأضاف: «ما معنى أن يحترق ٢٠ منزلا للأقباط ويتشرد أصحابها دون أى سبب، أين رجال الأمن؟.. أنا آسف «للى بيحصل لأننا لو حد مننا مس حد الدنيا بتقوم ومتقعدش». وأوضح البابا أن «السلطة المرتبطة بالعنف تولد عنفاً، والناس الذين احترقت منازلهم يجب على الدولة تعوضيهم لأنهم فى رعايتها، لكن لو تجاهلت الدولة تعويضهم سوف ننزل نحن إليهم ونعوضهم عما فقدوه». وتحدث البابا خلال كلمته الدينية عن صبر الله قائلا: «احترسوا من أن تقعوا فى غضب الله، فالله يصبر يصبر ولكن الكتاب المقدس يقول مخيف هو غضب الله الحى»، وأضاف: «من أسباب طول صبر الله أنه لطيف وحنون وكثير الرحمة والمغفرة، لأنه رؤوف يعرف ضعف البشر». وأشار إلى طول صبر الله على الدولة الرومانية التى كانت تقتل المسيحيين وتمنعهم من العبادة والصلاة، إلى أن جاء الوقت الذى اعتنقت فيه هذه الدولة المسيحية وأصدرت مرسوما بذلك، مؤكدا أن الله يطول صبره على البشر لأنه رحيم، لكنه يفرق بين الضعف والخيانة، لذلك مع كل ما قلناه نقول إن «طول صبر الله هو مثال لنا لنطول بالنا ونحب غيرنا». من جانبه فسر أحد الأساقفة الذين حضروا العظة حديث البابا بأنه إسقاط مباشر على ما حدث فى منطقة العمرانية بين الأقباط والشرطة. وقال: «ضرب البابا مثل اضطهاد الدولة الرومانية للمسيحيين هو إسقاط واضح على ما يتعرض له الأقباط من اضطهاد وظلم وحرق كما كان يحدث تماما فى الدولة الرومانية خلال العصور الأولى للمسيحية». من جهة أخرى التقى البابا شنودة عقب العظة بالأنبا ثيؤديوس أسقف الجيزة، فور عودته من ألمانيا، واستمر الاجتماع ما يزيد على الساعة، ناقش خلالها البابا مع الأسقف جميع جوانب أحداث العمرانية ودور الأسقف فى الفترة المقبلة. وعقب الاجتماع توجه الأسقف إلى مطرانية الجيزة مباشرة وعقد اجتماعا مع الكهنة استمر إلى ما بعد منتصف الليل استمع خلاله إلى جميع تفاصيل الأزمة والخسائر التى نتجت عنها والأطراف التى شاركت فيها وعدد المصابين الأقباط وعدد المقبوض عليهم. وصرح ثيؤديوس لـ«المصرى اليوم»: «المبنى الذى حدثت بسببه المشكلة لم يكن كنيسة على الإطلاق وأنهم يعرفون تماما أن بناء الكنائس لها تصريحات خاصة»، وتساءل: هل يحدث كل هذا من أجل بناء قباب على المبنى، وهل لا توجد فى مصر أى مبان ذات قباب إلا الكنائس؟، وأضاف: «على من يدعى أن بناء القبة كان بهدف تحويل المبنى إلى كنيسة أن يذهب إلى منطقة الحرانية أو الطريق الصحراوى ليشاهد جميع المبانى والفيلات بها وما تعتليها من قباب شاهقة»، موضحا أن اجتماعه مع البابا شنودة كان من أجل أخذ النصائح وإطلاعه على كل الأمور. وقال: «البابا أبدى أسفه لما حدث وتمنى لو لم تصل الأمور إلى هذا الحد». واتهم أسقف الجيزة عناصر مخربة بالاندساس وسط الشباب القبطى لتصعيد الأحداث، وقال: «لا يمكننا القول بأن جميع من شارك فى الشغب أقباط لأننا لا نستطيع أن نطالب كل شخص ألقى حجراً أو هتف، بإبراز بطاقته الشخصية لمعرفة إن كان مسيحياً أم لا». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات