الأقسام الرئيسية

الأسوأ

. . ليست هناك تعليقات:
بقلم سليمان جودة ٦/ ١١/ ٢٠١٠

فارق كبير بين إدارة أمريكية، يفاجأ الحزب الديمقراطى الحاكم فيها، صباح أمس الأول، بأن الحزب الجمهورى المعارض قد فاز بالأغلبية فى مجلس النواب، فتتعامل الإدارة مع الوضع الطارئ بسرعة، وبين حكومة مصرية يفاجئها حكم قضائى هنا مرة، وهناك مرات، فى قضايا عامة فترتبك وتضرب لخمة، ولا تعرف كيف تتصرف بحكمة، مع أن الحكم فى الحالتين كان متوقعاً، وكان محتملاً!

فى واشنطن، كانت الإدارة الحاكمة تتحسب لما هو قادم، وتتوقع ألا تأتى الأمور فى صالحها، وكانت تعرف أن هذه الأمور حين تفاجئها، فإن عليها كإدارة، أن تتصرف فى الحال، وهو الحاصل الآن!

وفى القاهرة صدر حكم «مدينتى» مثلاً، فتصرفت الجهات المعنية فى الحكومة، وكأنها لم تكن تعرف أصلاً أن حكماً من هذا النوع كانت أوراقه متداولة فى المحكمة، وبالتالى فمجىء الحكم لغير صالح الحكومة ظل طول الوقت، خارج التوقع وخارج التصور وأيضاً خارج الخيال!

وقد تكرر الأمر نفسه مع حكم إبعاد الحرس الجامعى عن جامعة القاهرة، وسمعنا بعد صدور الحكم ضد الحكومة عن تصريحات صادرة عنها تدل على أنها لم تكن تتوقع، ولو بنسبة واحد فى المائة، أن الحكم يمكن أن يكون ضدها بأى شكل، رغم أن هذه القضية بدورها كانت متداولة هى الأخرى، فى أروقة القضاء، منذ ما يزيد على العامين، وكان الطبيعى أن تتوقع، كحكومة، الاحتمالين معاً، بمعنى أن تتوقع أن يصدر الحكم فيها لصالح الإدارة، أو أن يكون العكس، فنكون جاهزين بالحل دون تردد ولا انتظار!

وربما يكون الشىء الإيجابى الوحيد فى هذا الموضوع أن الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، قال عقب صدور الحكم مباشرة، إن الجامعة تدرس بدائل للحرس منذ عام، وإن لديها البديل فى حالة إبعاده عن الجامعة!

هذا كلام جيد طبعاً، ولكن يعيبه شيئان، أولهما أن رئيس الجامعة كان عليه أن يقول لنا، ما هو هذا البديل بالضبط، حتى لا يظل مجهولاً بالنسبة لنا، وحتى يدور حوله حوار مبكر، بما يؤدى إلى توافق مع أساتذة الجامعة على الأقل، ولا يؤدى إلى صدام معهم من جديد!

وأما العيب الثانى، فهو أن المسألة فى معناها البعيد، تقول إن حكماً من هذا النوع يمكن ألا يخص جامعة القاهرة وحدها، وأن ينسحب بتداعياته على سائر الجامعات على امتداد البلد، وبالتالى فالبدائل يجب أن تكون متاحة، ومتوفرة، وجاهزة لدى الحكومة ذاتها، وليس لدى جامعة القاهرة وحدها، والكلام عن بدائل حل، والحال هكذا، كان يتعين أن يخرج من مجلس الوزراء وليس من مكتب رئيس الجامعة، التى فاجأها الحكم!

عندنا إدارة مختصة داخل الحكومة يقال إنها تدير الأزمات فى مثل هذه الظروف، ووظيفتها، فيما نظن، أن ترى من بعيد كل أزمة من هذه النوعية ثم تتوقع فيها الأسوأ لا الأحسن، وتكون جاهزة بالحل، لا أن نفاجأ نحن معها بأن الأزمة، فى كل مرة، هى التى تديرها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer