كتب ماهر حسن ١١/ ١١/ ٢٠١٠
فى أول يوليو ١٩٣٠، وفى حلب بسوريا وُلِد المخرج السورى الأمريكى مصطفى العقاد، وهو صاحب فيلمى «الرسالة وأسد الصحراء» وامتدت مسيرته السينمائية بين أعوام ١٩٧٦ و٢٠٠٥، والعقاد منتج وممثل أيضا، وقد سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة فى جامعة كاليفورنيا، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته. يحكى فيلمه الأول «الرسالة» عن قصة البعثة المحمدية والهجرة التى قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة ونشأة أول دولة إسلامية، وقد تم إنتاجه فى نسختين واحدة بالعربية والأخرى بالإنجليزية، أما الفيلم الثانى «أسد الصحراء» فيحكى عن المجاهد الليبى عمر المختار، قائد المجاهدين الليبيين فى مواجهة الاحتلال الإيطالى فى أوئل القرن العشرين، وتم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا، كما قام بدور البطولة فى كليهما الممثل أنطونى كوين، إلى جانب ممثلين عالميين وعرب آخرين. وقد أراد العقاد للفيلم أن يكون جسراً للتواصل بين الشرق والغرب لتحسين صورة الإسلام، وقد ذكر فى مقابلة أجريت معه عام ١٩٧٦: «شعرت بواجبى كمسلم عاش فى الغرب بأن أقوم بعرض الإسلام على صورته الحقيقية فهو دين لديه ٧٠٠ مليون تابع فى العالم، وهناك القليل المعروف عنه»، وللعقاد أعمال فنية أخرى كما كان يحضّر لعمل فيلم سينمائى عن صلاح الدين، وقال العقاد عن هذا الفيلم: «صلاح الدين يمثل الإسلام تماما. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابى. حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين إرهابيين. إذا كان هناك دين ممتلئ بالإرهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية. لكننا فى الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك. هذه هى رسالتى». وقد كان شون كونرى مرشحا لتجسيد شخصية صلاح الدين رغم شيخوخته، قال فيه العقاد إنه مكسب للرأى العام العالمى. وكان العقاد قد لقى مصرعه فى مثل هذا اليوم ١١ نوفمبر ٢٠٠٥ مع ابنته بين ضحايا الانفجار الذى وقع فى فندق جراند حياة بعمان فى الأردن، وكانا قد حضرا إلى عمان لحضور حفل زفاف أحد الأصدقاء، وكان الانفجار نتيجة عملية إنتحارية، وكان العقاد موجوداً فى بهو الفندق فى انتظار ابنته القادمة للتو من السفر، وقد توفيت ابنته، بينما مات هو بعد العملية بيومين متأثرا بجراحه. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات