آخر تحديث: الاربعاء 10 نوفمبر 2010 11:35 ص بتوقيت القاهرة
محمد شوشة -
فجَّر الروائي الكبير، يوسف زيدان، عددًا من المفاجآت التاريخية، خلال لقاء جمعه، مساء أمس الثلاثاء، بالإعلامية منى الشاذلي، في برنامج "العاشرة مساءً"، على فضائية "دريم الثانية"؛ للحديث حول أحدث رواياته "النبطي" الصادرة عن دار الشروق، حيث كشف زيدان النقاب عن وجود القبائل العربية في مصر قبل دخول الإسلام بمئات السنين.
وقال زيدان: إنه لا يمكن فهم الفتح العربي لمصر إلا بفهم الأنباط، الذين تتحدث عنهم الرواية الجديدة، حيث تكرر ذكرهم في المخطوطات التي ترجع للقرن الأول الهجري، وبمزيد من البحث تبيَّن أنه في القرن الخامس الميلادي قبل 200 سنة من الإسلام كان في مصر أماكن في الصعيد وسيناء الشرقية يسكنها العرب، مما يعني أن العرب سكنوا مصر قبل الفتح الإسلامي بثلاثة قرون على الأقل، وهم من فتحوا أمام المسلمين أبواب مصر، حيث كانوا يعملون بالتجارة.
وعرَّف زيدان الأنباط، أنهم جماعة عربية امتد سلطانها من العراق إلى أطراف مصر منذ قبل الميلاد، وشكلوا دولة قوية، كانت عاصمتها البتراء في الأردن، ومن أشهر آثارها "خزنة فرعون" قبل الإسلام بحوالي 550 سنة، وكانوا يتداولون الحكم بالوراثة، وأنشئوا نظامًا هندسيًّا دقيقًا لتخزين مياه السيول، لتنزل من أعالي الجبال إلى خزان تحت الأرض.
وأضاف زيدان، أن روايته تقف عند وصول عمرو بن العاص، الذي دخل مصر بنظام "تسليم الشقة بالمفتاح"، بحسب قوله، وتساءل: "وإلا كيف يدخل مصر التي تحميها حامية بيزنطية، مقدارها 100 ألف مقاتل بجيش مكون من 3500 شخص، ويأسر 3000 مقاتل بيزنطي، ويرسلهم مكبلين بالسلاسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب في المدينة؟!".
وأكد زيدان، أن المصريين ساعدوا عمرو بن العاص، لضيقهم من تردي الأحوال؛ نتيجة لصراع الكنائس في مصر حينها، وحكم المقوقس الظالم الذي عاث في الأرض فسادًا، و"باع مصر تحت الترابيزة".
وقال زيدان: إن الأنباط واللخميين والقبائل العربية في مصر ساعدت عمرو بن العاص، بحثًا عن مصالحها، فتقوقع الروم الأرثوذكس في الإسكندرية الذين كانوا يحكمون مصر حين عمرو، فسارع الأرثوذكس بحمل ما استطاعوه ورحلوا، وهو ما أنتج عبارة "المركب اللي تودي"، وأضاف "كان النبي محمد يشتري من سوق الأنباط في المدينة، وكانوا يمثلون ما قد يعرف بـ(جواسيس المسلمين)".
وحول بطلة الرواية "ماريا"، قال زيدان: "عذبتني وأربكتني طبيعتها الأنثوية، لكن الإنسان واحد، والفصل على أساس الفسيولوجيا يتسبب لنا في كثير من الخسائر، والإنسان يولد متشابهًا سواء ولدًا أو بنتًا، ثم ينجذبان حين يفترقان، وفي سن الكبر يقتربان، في البدء والمنتهى المسافة قريبة، والافتراق في الوسط ينتج الاشتياق"، مضيفًا: "هذه هي الكتابة الـ12 لها، وقبل الطباعة بيوم غيرت فيها الكثير".
واعتبر زيدان، أن الكتابة الأنثوية فيها الحكمة، وأن أي صورة أخرى للأنثى تكون ذكورية مصطنعة، وأكد أن ماريا في النبطي هي الوجه الآخر للإنسان، الذي كان هيبا بطل "عزازيل" وجهه الأول، وبالتالي يكملان بعضهما.
وحول تسببه في صدمات متعددة للقارئ، في معتقداته الثابتة بعد كل رواية يصدرها، قال زيدان: "أصدم الناس لأني مصدوم مثلهم، (بس أنا واخد الحكاية بجد لأننا هزرنا كتير أوي)، ودون أن نعرف الماضي لن نرى المستقبل، لأن (أصل البلاوي الحواديت والحكاوي) التي تنتج وعيًا مزيفًا يفكك المجتمع، وما أنشغل به أهم ما يمكن أن يشغلنا، مضيفًا: "لا تشغلني ما قد ينتج عن رواياتي من معارك، نتيجة صدمة الناس من الحقائق، أنا أكتب فقط، والرواية لا تقل مصداقية عن التاريخ، فالجهل لا يمكن أن تأتي معه سعادة".
وحول أسلوبه في الكتابة التاريخية، الذي يختلف كثيرًا عن التاريخ الذي تعودنا على قراءته، قال زيدان: "هناك طريقتان للكتابة في التاريخ، وأنا أميل للنوع الذي يثير التفكير حول وجود الإنسان؛ لأن الجميع ينشغل بتاريخ الملوك والدول، وهو تاريخ رسمي يخلقه الملوك والرؤساء، ويتناسى الشعب تمامًا، ولذلك فإن سليم حسن في كاتبه مصر القديمة تحدث عن الإنسان، وأجاد في ذلك، وأدَّى خدمة بديعة لتاريخ مصر الحقيقي؛ لأن أي حاكم ليس هو مصر، وأي شيخ ليس الإسلام، وأي بابا ليس المسيحية؛ لأن الشخص ليس معادلا للديانة أو للبلد.
وحول تركيزه على الرواية والأدب، قال: "اللغة العربية تبهت وتضعف وتتراجع لصالح اللغات الأخرى، وحضارتنا قائمة على اللغة والقرآن، وضعف اللغة يؤدي للانجراف، والأدب يحاول تعميق جذور اللغة، لتظل براقة ودالة وقادرة على إحداث تواصل بين الناس، لا يسمح بظهور شعبان عبد الرحيم، ومن لف لفه".
وفجَّر يوسف زيدان مفاجأةً تاريخيةً، بإعلانه أن الملك رمسيس الثاني لم ينتصر في معركة قادش، وجنود مصر هم من أنقذوه في المعركة، وأخرجوه غير مهزوم أو منتصر، فعقد "كامب ديفيد زمان"، تزوج بعدها بنت عدوه، حيث أنقذه حينها طلاب المدرسة العسكرية بالصدفة.
وقال زيدان: إنه لا يمكن فهم الفتح العربي لمصر إلا بفهم الأنباط، الذين تتحدث عنهم الرواية الجديدة، حيث تكرر ذكرهم في المخطوطات التي ترجع للقرن الأول الهجري، وبمزيد من البحث تبيَّن أنه في القرن الخامس الميلادي قبل 200 سنة من الإسلام كان في مصر أماكن في الصعيد وسيناء الشرقية يسكنها العرب، مما يعني أن العرب سكنوا مصر قبل الفتح الإسلامي بثلاثة قرون على الأقل، وهم من فتحوا أمام المسلمين أبواب مصر، حيث كانوا يعملون بالتجارة.
وعرَّف زيدان الأنباط، أنهم جماعة عربية امتد سلطانها من العراق إلى أطراف مصر منذ قبل الميلاد، وشكلوا دولة قوية، كانت عاصمتها البتراء في الأردن، ومن أشهر آثارها "خزنة فرعون" قبل الإسلام بحوالي 550 سنة، وكانوا يتداولون الحكم بالوراثة، وأنشئوا نظامًا هندسيًّا دقيقًا لتخزين مياه السيول، لتنزل من أعالي الجبال إلى خزان تحت الأرض.
وأضاف زيدان، أن روايته تقف عند وصول عمرو بن العاص، الذي دخل مصر بنظام "تسليم الشقة بالمفتاح"، بحسب قوله، وتساءل: "وإلا كيف يدخل مصر التي تحميها حامية بيزنطية، مقدارها 100 ألف مقاتل بجيش مكون من 3500 شخص، ويأسر 3000 مقاتل بيزنطي، ويرسلهم مكبلين بالسلاسل إلى الخليفة عمر بن الخطاب في المدينة؟!".
وأكد زيدان، أن المصريين ساعدوا عمرو بن العاص، لضيقهم من تردي الأحوال؛ نتيجة لصراع الكنائس في مصر حينها، وحكم المقوقس الظالم الذي عاث في الأرض فسادًا، و"باع مصر تحت الترابيزة".
وقال زيدان: إن الأنباط واللخميين والقبائل العربية في مصر ساعدت عمرو بن العاص، بحثًا عن مصالحها، فتقوقع الروم الأرثوذكس في الإسكندرية الذين كانوا يحكمون مصر حين عمرو، فسارع الأرثوذكس بحمل ما استطاعوه ورحلوا، وهو ما أنتج عبارة "المركب اللي تودي"، وأضاف "كان النبي محمد يشتري من سوق الأنباط في المدينة، وكانوا يمثلون ما قد يعرف بـ(جواسيس المسلمين)".
وحول بطلة الرواية "ماريا"، قال زيدان: "عذبتني وأربكتني طبيعتها الأنثوية، لكن الإنسان واحد، والفصل على أساس الفسيولوجيا يتسبب لنا في كثير من الخسائر، والإنسان يولد متشابهًا سواء ولدًا أو بنتًا، ثم ينجذبان حين يفترقان، وفي سن الكبر يقتربان، في البدء والمنتهى المسافة قريبة، والافتراق في الوسط ينتج الاشتياق"، مضيفًا: "هذه هي الكتابة الـ12 لها، وقبل الطباعة بيوم غيرت فيها الكثير".
واعتبر زيدان، أن الكتابة الأنثوية فيها الحكمة، وأن أي صورة أخرى للأنثى تكون ذكورية مصطنعة، وأكد أن ماريا في النبطي هي الوجه الآخر للإنسان، الذي كان هيبا بطل "عزازيل" وجهه الأول، وبالتالي يكملان بعضهما.
وحول تسببه في صدمات متعددة للقارئ، في معتقداته الثابتة بعد كل رواية يصدرها، قال زيدان: "أصدم الناس لأني مصدوم مثلهم، (بس أنا واخد الحكاية بجد لأننا هزرنا كتير أوي)، ودون أن نعرف الماضي لن نرى المستقبل، لأن (أصل البلاوي الحواديت والحكاوي) التي تنتج وعيًا مزيفًا يفكك المجتمع، وما أنشغل به أهم ما يمكن أن يشغلنا، مضيفًا: "لا تشغلني ما قد ينتج عن رواياتي من معارك، نتيجة صدمة الناس من الحقائق، أنا أكتب فقط، والرواية لا تقل مصداقية عن التاريخ، فالجهل لا يمكن أن تأتي معه سعادة".
وحول أسلوبه في الكتابة التاريخية، الذي يختلف كثيرًا عن التاريخ الذي تعودنا على قراءته، قال زيدان: "هناك طريقتان للكتابة في التاريخ، وأنا أميل للنوع الذي يثير التفكير حول وجود الإنسان؛ لأن الجميع ينشغل بتاريخ الملوك والدول، وهو تاريخ رسمي يخلقه الملوك والرؤساء، ويتناسى الشعب تمامًا، ولذلك فإن سليم حسن في كاتبه مصر القديمة تحدث عن الإنسان، وأجاد في ذلك، وأدَّى خدمة بديعة لتاريخ مصر الحقيقي؛ لأن أي حاكم ليس هو مصر، وأي شيخ ليس الإسلام، وأي بابا ليس المسيحية؛ لأن الشخص ليس معادلا للديانة أو للبلد.
وحول تركيزه على الرواية والأدب، قال: "اللغة العربية تبهت وتضعف وتتراجع لصالح اللغات الأخرى، وحضارتنا قائمة على اللغة والقرآن، وضعف اللغة يؤدي للانجراف، والأدب يحاول تعميق جذور اللغة، لتظل براقة ودالة وقادرة على إحداث تواصل بين الناس، لا يسمح بظهور شعبان عبد الرحيم، ومن لف لفه".
وفجَّر يوسف زيدان مفاجأةً تاريخيةً، بإعلانه أن الملك رمسيس الثاني لم ينتصر في معركة قادش، وجنود مصر هم من أنقذوه في المعركة، وأخرجوه غير مهزوم أو منتصر، فعقد "كامب ديفيد زمان"، تزوج بعدها بنت عدوه، حيث أنقذه حينها طلاب المدرسة العسكرية بالصدفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات