الأقسام الرئيسية

الصين تسعى لتصنيع قطارات تقطع مسافة "بكين – لندن" في يومين!

. . ليست هناك تعليقات:
مشروع سكك حديدية عملاق مع الهند وأوروبا.. والهدف بلوغ سرعة الطائرات
أشرف أبو جلالة من القاهرة

GMT 12:30:00 2010 الأربعاء 20 أكتوبر


قد يعجز المسافرون المتذمرون من ساعات السفر الطويلة التي يقضونها للوصول إلى لندن قادمين من بكين، عن تصديق احتمال تقليص زمن تلك السفرة المرهقة إلى ساعتين فقط ! لا مستحيل مع التنين الصينيّ فخلال 10 سنوات ستكون سرعة القطارات مشابهة لسرعة طائرات اليوم.


بكين: سيكون سهلاً ذات يوم على الركاب أن يسافروا من محطة "كينغز كروس" في العاصمة البريطانية، لندن، إلى العاصمة الصينية، بكين، في غضون يومين فقط، عبر تلك القطارات الجديدة التي ستسير بسرعة الطائرات نفسها تقريبا،ً في إطار خطط طموحة جديدة من جانب التنين الصيني، على حسب ما أفادت تقارير صحافية.

وكشفت في هذا الشأن صحيفة التلغراف البريطانية عن أن الصين تجري مفاوضات الآن من أجل تطوير شبكة سكك حديدية عالية السرعة إلى الهند وأوروبا، عبر قطارات تتميز بالقدرة على السير بسرعة تزيد عن 200 ميل في الساعة، في غضون السنوات العشر المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أن الشبكة ستنقل الركاب في نهاية المطاف من لندن إلى بكين ومن ثم إلى سنغافورة.

كما ستكون هناك قطارات إلى الهند وباكستان، وفقاً لما ذكره وانغ مينغشو، العضو في الأكاديمية الصينية للهندسة والمستشار البارز في مشروع السكك الحديدية عالية السرعة الداخلية في الصين.

بينما سيشتمل مشروع ثانٍ على قطارات تسير نحو الشمال، منطلقةً عبر روسيا إلى ألمانيا، وإلى شبكة السكك الحديدية الأوروبية، كما سيمتد خط ثالث جنوباً، ليصل فيتنام، وتايلاند، وبورما، وماليزيا.

وسيتمكن الركاب من أن يستقلوا قطاراً في لندن على أن يصلوا إلى بكين في غضون يومين فقط.

وبإمكانهم كذلك أن يصلوا إلى سنغافورة، التي تقع على بُعد 6750 ميلا، في غضون ثلاثة أيام.

ومضت الصحيفة لتنقل عن وانغ، قوله :" نسعى إلى تسيير القطارات بسرعة الطائرات نفسها تقريباً. وأفضل سيناريو هو أن يتم الانتهاء من تطوير الشبكات الثلاثة في غضون 10 أعوام".

كما أشار وانغ مينغشو إلى أن الصين تجري الآن مفاوضات بالفعل مع 17 دولة بشأن خطوط السكك الحديدية الجديدة هذه، التي ستُقرِّب المسافات وتفتح الدول على بعضها البعض في وسط وشرق وجنوب شرق آسيا.

وقال وانغ أيضاً إن الشبكة ستسمح للصين بنقل شحنات المواد الخام القيمة بصورة أكثر كفاءة.

وأردف في السياق عينه بالقول:" لم تكن الصين التي ألحت بالفكرة من أجل البدء في تنفيذها، بل كانت الدول الأخرى هي التي أتت إلينا، وخصوصاً الهند. فليس بمقدور تلك الدول أن تنفذ عملية بناء شبكة سكك حديدية عالية السرعة بصورة كاملة، وقد أعربوا عن أملهم في الاستفادة من خبراتنا وما نتمتع به من تقدم على الصعيد التكنولوجي".

وتباشر الصين الآن مشروعاً داخلياً قيمته 480 مليار جنيه إسترليني للتوسع في بنيتها الخاصة بالسكك الحديدية، وهو المشروع الذي يهدف إلى بناء ما يقرب من 19 ألف ميل من السكك الحديدية الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، لتصل بذلك جميع مدنها الرئيسة بخطوط سكك حديدية عالية السرعة.

وأوضح وانغ أن المسار الذي ستتخذه الخطوط الثلاثة لم يُحدد بعد، لكن أعمال البناء الخاصة بخط جنوب شرق آسيا قد بدأت بالفعل في مقاطعة يوننان الجنوبية، لافتاً إلى أن بورما كانت على وشك البدء في بناء الفرع الخاص بها.

وقد عرضت الصين في هذا الجانب أن تقوم بتمويل الخط البورمي مقابل الحصول على جزء من احتياطات الليثيوم الوافرة في البلاد، وهو المعدن الذي يُستخدم على نطاق واسع في صناعة البطاريات.

وفي الوقت الذي وافق فيه مؤخراً البنك الآسيوي للتنمية على منح قرض ثانٍ قيمته 27 مليون جنيه إسترليني، كجزء من الجهود الساعية إلى الانتهاء من إعادة بناء شبكة سكك حديد كمبوديا بقيمة إجمالية قدرها 93 مليون إسترليني، بحلول عام 2013، قالت الصحيفة إن كلفة الخطوط من كمبوديا إلى سنغافورة، ومن فيتنام إلى الصين، قد تصل إلى ما يقرب من 400 مليون إسترليني.

ونقلت في هذا الشأن عن وانغ، قوله "وقد قمنا بالفعل كذلك بإجراء أعمال المسح والتنقيب الخاصة بالشبكة الأوروبية، وتنتظر بشغف بلدان وسط وشرق أوروبا أن نبدأ العمل من جانبنا".

وختم وانغ حديثه في هذا السياق بالقول "نعتقد أن العائق الأكبر بالنسبة لنا الآن هو المال. صحيح أننا سنستعين بالأموال الحكومية والقروض البنكية، لكن السكك الحديدية قد تُجمِّع أيضاً تمويلاً من القطاع الخاص، وكذلك من الدول التي ستستضيف الخطوط. ونحن نُفضِّل في واقع الأمر أن تقوم الدول الأخرى بالمساهمة في المشروع من خلال مواردها الطبيعية بدلاً من الاستثمار برؤوس أموالها الخاصة".

وتوقع وانغ كذلك أن يتم رفع الحظر المفروض على التأشيرات التي تُمنح للركاب المسافرين عبر القارة الآسيوية في غضون عشرة أعوام من الآن.

يشار إلى أنّ للصين تاريخا حافلا بتصنيع القطارات ذات السرعة العالية، ففي العام 2009، قطع قطاران صينيّان مسافة تربو عن ألف كيلومتر في ثلاث ساعات، بدلا من عشر ساعات ونصف الساعة كما جرت العادة.
وكانت أقصى سرعة بلغها القطار في قطع المسافة بين إقليمي ووهان في وسط الصين ومدينة غوانغجو ذات الأهمية التجارية الخاصة بجنوب الصين، 394.2 كيلومترا في الساعة.

وظلت قطارات ووهان-غوانغجو الأسرع والأطول مقارنة بالقطارات عالية السرعة في الصين، وتبلغ تكلفتها مائة مليار يوان (14.6 مليار دولار)، وقد استغرق مد الخط أربع سنوات حتى اكتماله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer