بقلم سليمان جودة ٢١/ ١٠/ ٢٠١٠ |
زمان.. كان على النيل فندق فخم اسمه الميريديان، وكان يمتلئ بالحركة والحيوية، وكان من معالم العاصمة، وكان موقعه فريداً، ولايزال.. فليس هناك فندق آخر ينافسه فى جمال الموقع، اللهم إلا شيراتون الجزيرة، ومع ذلك جاء مستثمر عربى اشتراه، ثم أغلقه بالضبة والمفتاح إلى الآن، وتحول الفندق، الذى كان تحفة، إلى خرابة تطل على النيل الخالد، ولا أحد يعرف إلى هذه اللحظة، لماذا أغلقه المستثمر العربى، ولا أحد أيضاً يعرف السر الذى دفع ذلك المستثمر إلى تحويل الفندق الشهير إلى ما يشبه «البيت الوقف».. ولكن ما نعرفه أن البلد فيه حكومة، أو هكذا نفترض، ولو كانت هذه الحكومة لديها ربع ما هو مفترض فيها من إحساس بالمسؤولية واليقظة، لكانت قد سألت ثم ساءلت المستثمر عن سبب غلق فندق مهم لسنوات طويلة هكذا، ولكانت الحكومة أيضاً قد أدركت أن المسألة إذا كانت «مش فارقة» مع المشترى إياه، فإنها يجب أن تكون «فارقة» مع حكومة البلد! ولو كان الموضوع يقتصر على هذا الفندق وحده، باعتباره حالة نادرة من حيث ما يتعرض له، لكنا قد قلنا إن هناك ظروفاً خاصة قضت بإغلاقه وبقائه على حاله، ولكن.. حين يتبين لنا أن هناك عمارة شاهقة بجوار السفارة البريطانية فى جاردن سيتى تحولت هى الأخرى منذ أعوام طويلة إلى ما يشبه حالة الميريديان، فإننا فى حالة كهذه يجب أن ننبه إلى أن الحكومة القائمة تعانى حالة من الغفلة، لا يجوز أن تستمر فيها، لأنها حالة تكاد تتجاوز الغفلة إلى الغيبوبة! لماذا؟!.. لأنه لا الفندق الشهير يقف وحيداً على حالته، ولا حتى العمارة الشاهقة القريبة منه تمثل حالة فريدة، وإنما هناك «خازوق» آخر فى شكل برج دائرى يكاد يلامس سماء الزمالك، وتكاد تسكنه العفاريت من طول بقائه فى حالة مماثلة لحالة الميريديان وعمارة جاردن سيتى! فإذا خرجنا من القاهرة اكتشفنا أن المساحة التى اشتراها الأمير الوليد فى توشكى، لا تختلف فى حالتها عن حالة هذه الأمثلة الثلاثة الصارخة فى العاصمة، دون أن يسأله أحد، لماذا اشترى، ثم لماذا ترك الأرض، فى أغلب مساحتها، أرضاً بوراً، وكأنه يخرج لسانه متراً لأى مسؤول يعنيه الأمر؟! وفى الإسكندرية، لايزال قصر القطن شاهداً على عجز حكومات متعاقبة، لا حكومة واحدة، ولايزال الجن يسكنه، لأن حكومتنا عاجزة تماماً عن حل مشكلته، وهى تفضل أن تتركه خرابة مرتفعة فى سماء الإسكندرية، على أن تحوله إلى مبنى طبيعى فيه حركة، وعمل، وناس! وفى الغردقة، حالة أخرى لمستثمر آخر، اشترى أرضاً، ثم راح ينافس الوليد، فى مدى قدرة كل واحد منهما على «تسقيع» الأراضى، والمبانى معاً، دون أدنى اعتبار للبلد، ولا للحكومة! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات