الأقسام الرئيسية

مبارك ١٩٨٧ «الترشح» خوفاً من «هياج الشعب وتخريب البلد»

. . ليست هناك تعليقات:
٣٠/ ١٠/ ٢٠١٠

فى ٥ أكتوبر ١٩٨٧، وقف مبارك فى «مجلس الشعب» مقتنعاً بضرورة تقديم اعتذاره عن عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، كما يروى لمجلة «السياسة» الكويتية: «لا أخفى عليك أننى كنت متردداً جداً فى هذا الموضوع، حتى كدت أصل إلى اقتناع قاطع بعدم التجديد ظل ذلك معى حتى آخر دقيقة، وعندما جاء وقت الكلمة لأعرض فيها الرأى والموقف النهائى، كنت قد أعددت كلمتين: الأولى أشكر فيها وأعتذر، غير أنى وبصراحة خشيت على مستقبل البلد، فقد يسبب اعتذارى هياجاً من جانب الشعب، وقد تتدخل فئة انتهازية وتندس فى وسط الجماهير لتعمل على تخريب البلد».

خشى مبارك أن يسبب اعتذاره عن عدم الترشح رئيساً للجمهورية «هياجاً من جانب الشعب» و«على مستقبل البلد»، الواقف – وقتها – فى مرمى نيران مدفعية سورية وليبية ثقيلة، ففى العام نفسه تعرض الرئيس مبارك لهجوم شديد ومطالبة بالمقاطعة الاقتصادية من «الأسد» فى مؤتمر القمة الإسلامى فى المغرب، وهو الهجوم الذى استمر لساعة وخمسين دقيقة، ورد عليه مبارك بكلمتى: «أرفض التعقيب»، هذا إلى جانب المناوشات المتبادلة مع ليبيا، والتى وصلت لاستضافة معارضين ليبيين فى مصر واحتجاز ليبيا مواطنين مصريين.

اقتصادياً كانت مصر تتهاوى تحت وطأة الديون الخارجية والتى قال عنها مبارك فى حوار لمجلة «المجلة» السعودية: «لاتزال الاتصالات الدولية قائمة ومستمرة من أجل حل مقبول من جانبنا لمشكلة الديون الخارجية» قبل أن يقول لـ«السياسة» الكويتية بعدها بشهور رداً على سؤال حول سداد دول خليجية لجزء من ديون مصر: «أرجو أن تعفينى من الحديث فيه، وبالذات فى هذا الوقت، إذا كان إخواننا فى هذه الدول يفكرون فى مساندة مصر فمصر هى بلدهم».

سياسياً تواصلت جهود مصر على طاولة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، وبعد أيام من الاستفتاء عليه، وجد مبارك نفسه أمام أزمة كبيرة بعد تحرش إيران بالكويت، مما دعاه لإصدار بيان شديد اللهجة يعد فيه بمساعدة الكويت بكل ما أوتى من قوة.

مبارك ٨٧، «الممسك بخيوط اللعبة» حسب تصريحه لـ«السياسة» الكويتية: «أنا المسؤول فى النهاية، وعلىّ أن أزن الأمور، فأنا الذى أمامى جميع خيوط اللعبة»، والذى يواجه الإرهاب فى الداخل، وحروباً كلامية من دول عربية فى الخارج، لم ينس التأكيد على استقلالية مصر فى خطابه قبل الاستفتاء بعام فى ذكرى وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، عندما قال: «فى عهد الزعيم الراحل أصبح القرار المصرى، هو قرار شعب مصر متحرراً من التبعية»، كما برز نهجه الواقعى فى تصريح لـ«السياسة» الكويتية قال فيه: «القوى العظمى لها مصالحها، وهذا ما يجب أن نعرفه بواقعية، نحن لسنا فى حجم القوى العظمى، وبالتالى ليس فى مقدورنا أن ندخل فى مفرمتها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer