هل يختم أوباما ولايته بإعلان مقتل البغدادي؟

تخمينات تذهب الى أن تصفية زعيم الدولة الاسلامية قد تكون قريبة وأن الاعلان عنها ربما يكون بنفس طريقة اعلان تصفية بن لادن.

ميدل ايست أونلاين

في انتظار التوقيت المناسب واشنطن - بعد خمس سنوات على قتل اسامة بن لادن في غارة اميركية، رأى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان الاحد انه سيكون لتصفية زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابوبكر البغدادي وقع كبير على التنظيم المتطرف. وقتل بن لادن ليل الاول الى الثاني من مايو/ايار 2011 على ايدي قوات خاصة اميركية شنت هجوما على منزل كان يختبئ فيه في أبوت اباد بباكستان. وكان برينان يجيب الاحد على اسئلة لقناة "ان بي سي" حول اليوم التاريخي في الاول من مايو/ايار عندما اعلن الرئيس باراك اوباما للعالم اجمع مقتل زعيم تنظيم القاعدة. واضاف "لقد قضينا على قسم كبير من تنظيم القاعدة. لم نقض عليه تماما بعد. الان علينا ان نواجه في السنوات المقبلة الظاهرة الجديدة لتنظيم الدولة الاسلامية". وسأل صحافي ان بي سي برينان الذي نادرا ما يدلي بتصريحات للإعلام الاميركي "هل اصبح زعيم تنظيم الدولة الاسلامية مهما بأهمية بن لادن؟". واجاب برينان "نعم هو مهم وسنقضي على تنظيم الدولة الاسلامية لا شك في ذلك. اذا قمنا بتصفية البغدادي اعتقد ان ذلك سينعكس سلبا على التنظيم". وحذر برينان من ان "تنظيم الدولة الاسلامية ليس منظمة كبرى بل ظاهرة. ليست موجودة فقط في سوريا والعراق بل ايضا في ليبيا والنيجر ودول اخرى" مشيرا الى خلايا وفروع للتنظيم الجهادي خارج معاقله في سوريا والعراق. ويشن تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة منذ 2014 غارات جوية على معاقل التنظيم في سوريا والعراق. ودفعت واشنطن بتعزيزات عسكرية للعراق لتدريب القوات العراقية ولمساعدتها على قتال الدولة الاسلامية التي تحتل أراض واسعة من البلاد وبدأت تحت وطأة ضربات جوية غربية وعمليات عراقية تفقد السيطرة على العديد من المناطق في مقدمتها الأنبار بينما تجري استعدادات على قدم وساق لإطلاق عملية تحرير الموصل وهي مهمة تبدو أعقد بكثير من معركة الرمادي. وكان أول ظهور للبغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي في يوليو/تموز 2014 بالجامع الكبير 'الحدباء' في مدينة الموصل العراقية. وترددت أنباء كثيرة عن اصابته اصابات خطيرة أو مقتله في غارات أميركية، لكن لا يوجد ما يؤكد صحة مقتله على الأقل. وتعتقد واشنطن أن تصفيته على غرار تصفيتها زعيم القاعدة اسامة بن لادن سيضعف تنظيم الدولة الاسلامية، لكن محللين اشاروا الى أن قتل البغدادي قد يكون مفيدا إلا أنه تصفيته لن تضعف تنظيمه. واشاروا في هذا السياق الى أن تصفية بن لادن حولت القاعدة الى قواعد ولم تضعفها وأن دور القاعدة تراجع فقط أمام بروز تنظيم اشدّ دموية هو الدولة الاسلامية. وتذهب بعض القراءات الى أن معظم مقاتلي الدولة الاسلامية جهاديون مرتزقة وأن قطع شريان تمويل التنظيم هو الأنسب لإضعافها. وتقول هذه القراءات إن تجفيف منابع تمويل التنظيم أمر مهم لتفكيكه لاعتبارات منها أنه يعتمد على ايرادات النفط المهرب والاثار وما ينهبه من المدن التي يسيطر عليها لدفع رواتب مقاتليه. إلا أن طرح عزم واشنطن تصفية البغدادي في هذا التوقيت وفي تصريح أهميته تكمن في اهمية مطلقه وهو مدير المخابرات المركزية، يعكس بالفعل أن الأمر ربما مسألة وقت وأن الادارة الأميركية في انتظار الوقت المناسب للإعلان عن مقتل زعيم الدولة الاسلامية على غرار اعلانها مقتل بن لادن قبل خمس سنوات. وتذهب بعض التخمينات الى أن الرئيس الاميركي قد يعلن ذلك بالفعل قبل مغادرته البيت الأبيض قريبا مع اقتراب نهاية ولايته.