الأقسام الرئيسية

حذّر حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية اليسارية من "خطر الحلف المقدس" بين حركة النهضة وحزب نداء تونس على البلاد

. . ليست هناك تعليقات:
اليسار التونسي يحذّر من خطر الحلف المقدس بين النهضة والنداء
 
حمة الهمامي يتهم الائتلاف اليميني الحاكم بأنه ينفذ توصيات تضبطها مؤسسات مالية إقليمية ودولية، وبأنه يفتقد لأية رؤية إصلاحية.
 
ميدل ايست أونلاين

تونس ـ من منور المليتي

أحزاب الحكم تركت جانبا المشاغل الحقيقية لتونس
حذّر حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية اليسارية من "خطر الحلف المقدس" بين حركة النهضة وحزب نداء تونس على البلاد، مشددا على أن الجبهة ستطرح على القوى الديمقراطية قريبا "مبادرة" تهدف إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تكون كفيلة بإنقاذ البلاد من أزمتها.
وقال الهمامي إن تونس في حاجة إلى "مبادرة" تهدف إلى "إنقاذها" من أزمتها الهيكلية التي تعصف بها منذ خمس سنوات اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا كما تهدف إلى "تصحيح المسار الثوري" باتجاه ترسيخ الديمقراطية.
وشدد الهمامي السبت في تصريح لوكالة تونس إفريقيا الأنباء على أن "التحالف الاستراتيجي" بين النهضة والنداء "هو خطر على تونس خاصة وأنه يسير نحو 'حلف مقدس' خطير فيه سعي إلى ضم قوى من المنظومة القديمة".
وترفض الجبهة الشعبية القوة الانتخابية الرابعة بالبرلمان والتي تضم 11 حزبا يساريا معارضا أي شكل من أشكال التقارب مع الإسلاميين وإشراكهم في الحكم، وهي تشدد على أن تونس في حاجة إلى "مصالحة حقيقة لا مصالحة مغشوشة" ما لم تقطع حركة النهضة أية علاقة لها بالدين واستثماره سياسيا.
وجاءت تصريحات الهمامي في وقت يقول فيه سياسيون إن خبراء من النهضة ومن النداء شرعوا في الإعداد لـ"مشروع عفو عام" في أعقاب اتفاق الرئيس الباجي قائدالسبسي وراشد الغنوشي على "إقرار مصالحة" و"طي صفحة العزل السياسي"، التي حرمت تونس من استفادتها من العشرات من الكفاءات.
وقال الهمامي إن الجبهة الشعبية "ترفع اليوم رهانا جديدا لإنقاذ البلاد يتمثل في الإسهام الناجع في الشأن العام من خلال بناء قوة سياسية ديمقراطية لها ثقلها السياسي، وتكون قادرة على تقديم بديلا برنامج يتفاعل مع مشاغل الشعب".
وتطالب الجبهة باستقالة الائتلاف الحاكم "في ظل تدني أدائه في تسيير مؤسسات الدولة وتوفير التنمية وتحسين مستوى المعيشة للفئات الهشة وتشغيل العاطلين عن العمل وإنعاش الاقتصاد والقضاء عل التنظيمات الجهادية".
ويذهب عدد من قيادات التيار اليساري إلى أبعد من ذلك إذ يشددون على أن "تحالف الحزبين اليمينين" عمقا الاستقطاب السياسي وأجج الاحتقان الاجتماعي وبات يهدد التجربة الديمقراطية الناشئة والمتعثرة.
وتبدو مواقف قيادات الجبهة الشعبية أكثر "شراسة" تجاه حركة النهضة، حيث يشدد كل من حمة الهمامي ومنجي الرحوي نائبها في البرلمان، على أن الإسلام السياسي لن يقود سوى إلى الإرهاب، وهما يحملان النهضة مسؤولية استفحال الظاهرة الجهادية التي كثيرا ما تسامحت مع السلفيين المتشددين خلال فترة حكمها.
وأعلن الهمامي أن الجبهة ستطرح "مبادرة سياسية" على "القوى الديمقراطية والتقدمية وعلى الشعب التونسي"، مضيفا أن المبادرة "ستحمل أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية وأخرى تتعلق بمقاومة الإرهاب والعنف وأبعادا ثقافية".
واعتبر أن "المبادرة تؤكد على أن الجبهة تقدم بدائل وأن من يتهمها بعدم تقديم الحلول والبدائل والبرامج الواضحة والناجعة في إدارة الدولة للشأن العام هم ممن لا برنامج لهم ولا مشروع" إصلاحي وطني كبير وحداثي.
واتهم الهمامي الائتلاف الحاكم بأنه ينفذ توصيات لا برامج، تضبطها المؤسسات المالية الإقليمية والدولية وبأنه "يفتقد لأية رؤية إصلاحية تشخص المشاغل الحقيقية للتونسيين وتقدم الحلول الناجعة والعاجلة".
وتلتقي انتقادات الزعيم اليساري مع انتقادات قوى سياسية ومدنية وخبراء إذ يرجعون تدني أداء الائتلاف الحاكم إلى غياب خارطة طريق نتيجة خلافات عميقة تشقه، أقر بوجودها رئيس الحكومة الحبيب الصيد نفسه في وقت سابق.
وخلال تعرضه للشأن السياسي، شدد الهمامي على أن هناك "تراجع خطير في عديد المجالات وخاصة في مجال الحريات"، ملاحظا أن الجبهة تسعى اليوم أكثر من ذي قبل إلى تشكيل تحالف أوسع ما يكون مع القوى الديمقراطية التي تتقاسم معها نفس المبادئ وتتفق معها على البرنامج.
وترى القوى اليسارية أن الانتخابات البلدية القادمة تعدّ "مسألة مصيرية بالنسبة للتجربة الديمقراطية"، لذلك رفعت من جهودها خلال هذه الفترة باتجاه الانفتاح على القوى الديمقراطية من "أجل بناء تكتل على أساس برنامج تنموي وسياسي يساهم في التموقع ضمن "مواقع قرار السلطة المحلية".
وتعتبر الجبهة العدو الشرس للإسلام السياسي أن السياسات التي ينتهجها الائتلاف الحاكم هي سياسات معادية للثورة ولمطالب التونسيين.
وتقول القوى اليسارية عامة إن تونس تشهد اليوم "تناقضا بين الشعب بكلّ قواه السياسية وطبقاته الاجتماعية وفئاته المناضلة من جهة، والفئات الاجتماعية المهيمنة سياسيا واقتصاديا وفي مقدمتها النهضة والنداء، من جهة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer