الأقسام الرئيسية

قال مستشار دونالد ترامب للشؤون الخارجية وليد فارس أن ترامب سيفاجئ العرب بخطاب تصالحي سيلقيه هذا الأسبوع

. . ليست هناك تعليقات:

وليد فارس مستشار ترامب لـ«الحياة»: لا مشروع أميركياً يدعو إلى تقسيم سورية

النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠١٦ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الأربعاء، ٢٧ أبريل/ نيسان ٢٠١٦ (٠٤:١٥ - بتوقيت غرينتش) واشنطن - جيهان الحسيني 
قال مستشار المرشح الجمهوري دونالد ترامب للشؤون الخارجية الأكاديمي وليد فارس لـ «الحياة» أن ترامب سيفاجئ العرب بخطاب تصالحي سيلقيه هذا الأسبوع يتناول فيه للمرة الأولى سياسته الخارجية. مضيفاً أنه سيؤكد شراكته وتعاونه مع حلفائه في العالم العربي «ضد جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية». وكشف فارس عن نية ترامب في حال فوزه بالرئاسة أن يشكل «ناتو عربياً» يضم مصر وتونس وليبيا ودول الخليج. وعلى صعيد الأزمة السورية، تحدث عن اتفاق روسي أميركي من أجل حل الأزمة السورية بقبول كافة الأطراف، متهماً إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها سمحت بظهور «داعش» ودعمت الجماعات الإسلامية المتشددة. وأوضح بأن ترامب لا يقبل بالاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران وأنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية فسيعيد التفاوض مع إيران. وفي ما يلي نص الحوار:
> بماذا سيستفيد المرشح الجمهوري دونالد ترامب ولماذا عيّنك مستشاراً له؟ هناك عرب كثيرون شاركوا في حملات رئاسية أميركية ولكنهم لم يحدثوا فارقاً، فهل ستكون مختلفاً؟
- ترامب طلب مني أن أكون مستشاره في الحملة الانتخابية وقبلت ذلك، فأنا مخضرم وأعرف هيكلية المؤسسات الأميركية منذ عشرين عاماً، وأعرف العلاقات الدولية والكونغرس في شكل جيد وأعرف الخارطة. وكنت أعطي المشورة لأعضاء الكونغرس حول موضوعين، الحريات في الشرق الأوسط وتصاعد الحركات التكفيرية والجهادية. وكذلك كنت أدرس في جامعة الدفاع الوطني والتي تتبع وزارة الدفاع «البنتاغون» وطلابها كانوا من كبار الضباط والمستشارين، ولقد عملت قبل ذلك مع المرشح الجمهوري السابق ميت رومني (2011-2012) وعندما ترشح وضع اسمي كأحد المستشارين للأمن القومي عن الشرق الأوسط، أي أنه لو فاز لكنت ضمن إدارته.
معظم المرشحين الجمهوريين دعوني للاستشارة وقابلتهم كلهم وآخر مرشح التقيت به هو دونالد ترامب وتعرفت إليه أواخر الخريف الماضي. أنا من الذين سيعملون وينصحون بدعم قوى الاعتدال سواء في الحكومة أو في المجتمع المدني (الفنانون والطلاب والشباب). عندما جلست مع السيد ترامب، تبين لي أن هناك شخصيتين، ترامب الذي ظهر على شاشات الإعلام (خلال الانتخابات الأولية) في شكل تلقائي وعفوي وترامب الآخر الاستراتيجي في خياراته، فهو رجل أعمال لديه إمبراطورية هائلة ومشاريع في العالم كله ولقد راقبته وشاهدت كيفية تعاطيه مع هذه المشاريع. ترامب «لديه القدره على معرفة الناس بحكم حجم أعماله وأيضاً له علاقات وثيقة مع شخصيات نافذة في كل مكان وعلى رأسها الشرق الأوسط ودول الخليج. فهو رجل أعمال ثري يملك البلايين غير مكبل بمصالح مثل معظم المرشحين الذين قد يخضعون لسطوة المال والمصالح، وللعلم هو لم يحصل على أي دعم مالي حتى الآن ولا يريد، لأنه يتجنب أن يقع تحت ضغوط مصالح القوى التي يمكن أن تموله، لذلك هو متحرر من أية ضغوط، ولقد عُرض عليه تمويل لحملته من شركات عملاقة لكنه رفض. لذلك إذا فاز ترامب، سيتمكن من تغيير كل هذه السياسات لأنه حر.
> ماذا عن الانتقادات التي وجهت إليه بأنه عنصري وإقصائي بل وفاشي لا يصلح لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة زعيمة العالم الحر؟
- إشكالية ترامب في خطاباته أنه غير خبير في العلوم السياسية، لكنه شعبوي وعلاقته مباشرة مع الجمهور، لكنه ليس عنصرياً وليس لديه على الصعيد الشخصي ما يدلل على ذلك، بل العكس صحيح، فشركاته فيها أعداد كبيرة من الموظفين من مختلف الأعراق ومن المسلمين، وكذلك للنساء مراكز مهمة في شركاته، وجزء مهم جداً من استثماراته في العالم العربي والإسلامي وله شركاء عرب ومسلمون.
الواقع أن ترامب ليس محامياً وغير مدرب سياسياً وهو بطبيعته عفوي ويقول ما يتبادر له دون أي تحفظ، لكن خصومه يستغلون أسلوبه هذا في مهاجمته للنيل منه وهو ليست لديه القدرة على الدفاع عن نفسه، خصوصاً أن الإعلام في شكل عام ضده لكنه سيعدل من طريقته وسيلتزم بقراءة نصوص مكتوبة في خطاباته المستقبلية.
> وماذا عن شعاره الذي أطلقه بمنع دخول المسلمين أميركا؟
- هذا أمر غير منطقي ولا يعكس سياسته أو توجهه ولا يمكن أن يكون شعاراً، ترامب لن يدخل في خصومة مع 57 دولة مسلمة تضم حوالى ثلث سكان العالم، ثم إن المواجهة مع التكفيريين ومكافحة الإرهاب تتطلبان التحالف مع الدول العربية والإسلامية وللعلم أن ترامب كان يخطط في كانون أول الماضي للقيام بجولة على دول عربية تشمل الأردن ومصر ودولاً خليجية ولو تم تعيينه كمرشح للحزب الجمهوري، فمن المتوقع أن يقوم بهذه الجولة. الأربعاء سيكون هناك تغيير نوعي في خطابه، إذ سيتناول فيه لأول مرة خطوط سياسته الخارجية والتي ستتبنى الاعتدال وستدعو إلى الاستقرار بالانحياز إلى المعتدلين في المنطقة. ومن ثم سيتوجه بخطاب توضيحي للعالم العربي والإسلامي. وسيفسر كيف أنه وبعد الهجوم الإرهابي في كاليفورنيا وكذلك في باريس جاء خطابه كرد فعل واستجابة لضغوط شعبية طالبته بوقف الهجرة ولأنه لا يثق في إدارة أوباما التي دعمت «الإخوان المسلمين» والجماعات التكفيرية والمجموعات الشيعية المتطرفة.
> كيف تقرأ الانتصار الذي حققه ترامب خلال زيارته لـ «إيباك»، في ضوء التراجع الكبير في الاهتمام بالقضية الفلسطينية في المنطقة؟
- إحدى بنات ترامب متزوجة بيهودي أميركي وترامب ذهب إلى «ايباك» مثله مثل كل مرشحي الرئاسة، لكن الأهم أنه قال: سأحاول الجلوس بين الإسرائيليين والفلسطينيين لنصل إلى اتفاق لحل الصراع العربي الإسرائيلي. هذا هو حلم ترامب وقد ذكر أنه موضوع صعب للغاية، لكنه سيكون وسيطاً نزيهاً.
ترامب علاقته جيدة بالجالية اليهودية ولديه رصيد مع الإسرائيليين، لذلك لن ينتقد من جانب الإسرائيليين فهو الوحيد القادر على صنع سلام متوازن يحقق مصالح الجانبين، أي مشروع الدولتين، وهو يدرك أن حل القضية الفلسطينية كفيل بتحقيق الاستقرار في المنطقة، لذلك لو فاز ترامب وحصل على دعم الأكثرية في الكونغرس سيكون لدينا أقوى رئيس أميركي على مدى ستة عقود قادر على أن يحقق إنجازاً على صعيد القضية الفلسطينية.
> هل ترى أن ترامب لديه حظوظ بالفوز، رغم أن نحو 25 في المئة من الجمهوريين يرفضون دعمه للوصول إلى سدة الرئاسة؟
- المؤسسة السياسية للحزب الجمهوري هي التي ستحسم الأمر في شهر تموز (يوليو) المقبل بالعدد المطلوب، لكني أتوقع أن يتم الالتفاف حوله من جانب قسم كبير من الجمهوريين خوفاً من الخصم الديموقراطي، خصوصاً أن المرشح الرئاسي المنافس له في الحزب الجمهوري تيد كروز ملتزم بفكر عقائدي محدود.
> ترامب قال أن دول الخليج يجب أن تدفع ثمن الحماية من جانب الولايات المتحدة، هل تعتقد أن هذه سياسة سليمة؟
- ترامب سيطلب من العرب ما سيطلبه من الأوروبيين. سيدعو إلى تحالف عربي أميركي لضمان أن لا يتم التخلي عن أي دولة حليفة، كما حدث مع إدارة أوباما مع كل من مصر والسعودية. ترامب سيقول في خطابه أنه سيكون داعماً للشركاء المعتدلين وللحكومات التي تمثل شعوبها في المنطقة في مواجهة إيران. أميركا ستحمي هذا التحالف بموقف عنوانه أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء على أميركا، لكن على الشركاء دفع جزء من الأكلاف.
> قانون حظر تمويل «حزب الله «دخل حيز التنفيذ والبعض يشبهه بالقرار 1559 (قبل 13 عاماً)، هل تعتقد أن هذا القرار في مصلحة لبنان أم أنه سيضره؟
- موقف حملة ترامب هو الاستمرار في تنفيذ القرار 1559 في لبنان. نريد أن يتم تجريد كل الميليشيات والقوى المسلحة غير الحكومية من سلاحها سواء كانت «حزب الله» أو المنظمات الفلسطينية. السلاح يجب أن يكون فقط مع الجيش اللبناني وقوى الأمن، ويجب أن تمتد سيطرة الجيش اللبناني على كافة الأراضي اللبنانية وأن يتم إبعاد لبنان عن كل الصراعات المحيطة به، هذا موقف حاسم لترامب وأعتقد لأي إدارة أميركية.
> لكن البعض يرى أن هناك وضعاً استثنائياً في لبنان وأن سلاح «حزب الله» هو سلاح المقاومة؟
- كل من الكتائب والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي كان طرفاً في المواجهة وكان يقول عن نفسه مقاومة، لكنهم سلموا أسلحتهم ما عدا «حزب الله» الذي يعتبر نفسه محتكر المقاومة، الآن دخل «حزب الله» الى سورية وأصبح يقاتل فيها وانتقل موضوع المقاومة إلى سورية وأدخلوا لبنان بأتون حرب إقليمية، لذلك يجب أن يتخلى عن سلاحه ويسلمه للجيش الذي هو وحده المنوط به الدفاع عن البلاد.
> هناك تفاهم بين واشنطن وموسكو على تسوية سياسية يصعب إقناع الحلفاء الإقليميين بها. لو فاز ترامب هل سيكون أكثر حزماً في الملف السوري وكيف؟
- سيكون هناك اتفاق روسي أميركي من أجل حل الأزمة السورية وعلى رأس أولوياتنا القضاء على إرهاب تنظيم «داعش»، هذا الأمر عامل مشترك بين كل الأطراف يجب إنهاء «داعش» بل واستئصاله وتجفيف منابع الإرهاب. للأسف إدارة الرئيس أوباما غير جادة في ذلك، والعكس صحيح، هي التي سمحت بظهور «داعش» بل وقوته ودعمت الجماعات الإسلامية المتشددة مثل «النصرة» وغيرها، لن يكون هناك تقسيم لحدود أي دولة في العالم ما لم يطالب بذلك شعبها. دائماً هناك نظرة مؤامراتية في العالم العربي وهذا غير صحيح. أميركا براغماتية وتقوم بردود أفعال، مثلاً ليس هناك مشروع أميركي يدعو إلى تقسيم سورية ولكن هناك قرار يدعو إلى التهدئة والاستقرار وأن تستمر كل قوة في موقعها وأن تضمن سلامتها، يجب طمأنة الجميع العلويين والأكراد والعرب السنة وكل القوى أنها ستشارك في المفاوضات دون إقصاء لأي طرف لأنهم هم أصحاب القرار في تقرير مصيرهم (ونحن سنساعد في المفاوضات). إذا نتج من التفاوض فيديرالية وإذا أثمرت المفاوضات عن الانفصال فليكن، لأننا لا يمكن أن نسير ضد إرادة الشعوب. الشرق الأوسط الذي نسعى له هو شرق أوسط مستقر وخال من الإرهاب.
> يرى البعض أن الأوضاع في مصر لم تستقر بعد وهناك انقسام في الشارع المصري، وأخطار تهدد النظام؟
- الحكومة المصرية اليوم قوية لا خوف عليها وتجاوزت مرحلة الخطر، لكن هناك تحديات اقتصادية وأزمات هائلة ستستمر في مجابهتها على رأسها الإرهاب في شمال سيناء وعلى الحدود مع ليبيا، لا خوف على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طالما الشعب يدعمه لكن يجب أن لا ننسى أن كل ما يحيط بمصر غير مستقر وهذا ينعكس سلباً على أوضاعها الداخلية.
> هل يمكن توسيع اتفاق كامب ديفيد ليضم دولاً عربية؟
- هناك نوايا متبادلة بين دول عربية وإسرائيل، لكنْ هناك حاجزان: الأول عدم حل القضية الفلسطينية والثاني الصراع العربي الإيراني وتفرعاته التي نراها الآن من حروب في سورية والعراق واليمن. ومن أبرز محاور هذه المجابهة شبكة العلاقات بين حركة «حماس» وإيران مما يعزز الانقسام ويعرقل جهود المصالحة ويعيق استرداد اللحمة الفلسطينية.
> إخلاء المنطقة من السلاح النووي مصلحة للجميع. لماذا يتم استثناء إسرائيل التي ما زالت تحتفظ بسلاحها النووي؟
- السياسة الأميركية هي ضد انتشار السلاح النووي ومن لا يملك السلاح النووي نشجعه على ذلك. لكن هناك دول خارج النادي ولكنها لا تعد خطراً على الأمن الدولي مثل إسرائيل والهند وباكستان وهناك دول وضعها في العلاقات الدولية غير مستقر وحيازتها له يمكن أن تشكل خطورة وتهديداً للمجتمع الدولي مثل إيران وكوريا الشمالية ولذلك نحن نعمل على كبح جماحها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer