الأقسام الرئيسية

زيارة الملك سلمان تختبر مصداقية تركيا قبل استيعابها بأي تحالف

. . ليست هناك تعليقات:
اردوغان مطالب أولا بأن يحسم موقف أنقرة من ثلاث قضايا رئيسية: العلاقة مع الإخوان ومع إيران، إضافة لمشاركة فاعلة في الحرب على الإرهاب.
ميدل ايست أونلاين

ريبة عربية قوية في الدور التركي الإقليمي
لندن ـ تقدم زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا فرصة كبيرة لهذا البلد لتحسين علاقاتها المرتبكة مع جوارها العربي على قاعدة ان تشارك بجدية في حماية أمنه والتراجع عن جميع سياساتها المثيرة للجدل نحوه، مثل دعم الإسلام السياسي ممثلا بجماعة الإخوان المسلمين والعلاقة مع إيران، ووقف جميع التسهيلات التي تقدمها انقرة للجماعات الإرهابية التي تعبر نحو عدد من الدول العربية لضرب استقرارها انطلاقا من الأراضي التركية.
وقال محللون إن حاجة المملكة العربية السعودية لبناء حلف عربي وإسلامي صلب لمواجهة المخاطر التي تحدق بالمنطقة وخاصة التهديدات الإيرانية، لن تكون حائلا دون أن يمارس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز نفوذه للضغط على الرئيس التركي وإقناعه بأن يغير أسلوبه في التعاطي مع قضايا المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بجعل بلاده ملاذ آمن أمام الجماعات التي تخطط لإرباك مصر ونظامها، وتشويه صورتها وضرب اقتصادها، "من خلال زعزعة الاستقرار وتهديد حركة السياحة والاستثمارات فيها بنشر الإشاعات".
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن جوزيف كيتشيشيان الباحث في مركز الملك فهد للأبحاث والدراسات الإسلامية في الرياض قوله إن بين مصر والسعودية محورا قويا للغاية ظل متماسكا طوال 80 عاما، وإن الرياض لم تغير موقفها من اعتبار الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وتدرك أيضا أن السبب الحقيقي للخلافات المصرية مع تركيا هو الصراع مع الإخوان.
وينتظر أن تبين الزيارة ما إذا كان أردوغان سيقبل باندماج بلاده في الحلف السعودي المنشود أم لا؟ وهل سيستجيب قبل ذلك لوساطة الملك سلمان وجهوده في تصفية الخواطر بينه (اردوغان) وبين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن تفضي مثل هذه المصالحة إلى وقف الحملات الإعلامية بين البلدين بما يسرع على نحو مطلوب بقوة من السعودية، توسيع التحالف الإسلامي الذي دعت إليه الرياض.
وتنقل "العرب" اللندنية في تقرير لها عن زيارة الملك سلمان إلى تركيا عن مصدر خليجي لم تسمه قوله إن الرياض لديها قناعة بـ"أن أخطر التحديات التي تواجه المنطقة هي إيران، وبناء على ذلك وضعت جملة من الإجراءات لتقوية العلاقات الثنائية مع عدة دول لم تكن سابقا مرغوبا بها مثل تركيا من جهة، ومن جهة أخرى إقامة تحالفات عربية ـ عربية انطلاقا من الخليج ومصر وصولا إلى تحالفات مع دول إسلامية".
ويقول مراقبون إن التحركات السعودية من ذلك زيارة الملك سلمان إلى مصر ثم تركيا، إضافة إلى جولة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بين القاهرة وعمان وأبوظبي تعكس رغبة جدية من الرياض لتثبيت أركان التحالف العربي ثم التحالف الإسلامي في مواجهة تمدد إيران والدولة الإسلامية في المنطقة.
ويضيف المحللون أن التحالف مع انقرة يحتاج إلى "حسم موضوع مصداقية تركيا ودورها في الحرب ضد الإرهاب، وهو أمر لا شك أن زيارة الملك سلمان إلى أنقرة ستحسمه".
وأشاروا في هذا السياق إلى أن أنقرة مطالبة بحسم موقفها والإجابة عن ثلاث أسئلة أساسية بشكل يقطع نهائيا كل امكانية للشك، وهي هل ستستمر في تشجيع حركات إسلامية معارضة تحت مظلة الإخوان المسلمين، وهل أنها مستعدة لإعادة النظر في علاقاتها الموسعة مع إيران بما يخدم عزل طهران إقليميا وتضييق الخناق على مشاريعها في عدد من الدول العربية؟ وهل ستراقب حدودها جيدا وبما ينهي دورها كمنطقة عبور رئيسية للجماعات الإرهابية على دول الجوار؟
وقال المصدر الخليجي إن المرحلة المقبلة ستشهد محاولة لضم تركيا بشكل فاعل إلى التحالفات العربية الإسلامية، محذرا من انفتاح كبير بلا ضمانات لأنه يحمل محاذير كثيرة لدى عدة دول عربية.
وطالب المصدر تركيا بالكف "عن العبث في العالم العربي من خلال حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان، وأن أي تقارب معها يتطلب ضمانات حقيقية لكبح هذا العبث، ليس بالكلام فقط بل بالفعل".
وألمح إلى أن حالة واسعة من انعدام الثقة عربيا في الدور التركي "إذ لم يقدم الأتراك أي بوادر حسن نية للتقارب مع الدول العربية بل كانت القيادة التركية عامل عدم استقرار واستفزاز. ولا يمكن أن تدخل تركيا إلى التحالف الإسلامي طالما لم تراجع موقفها بشكل جدي من مصر، خاصة أن الرياض تعتبر القاهرة أحد الأعمدة الأساسية في أي تحالف إقليمي".
واستبعد المصدر الخليجي أن تغير أنقرة من سلوكها، ومن ثمة فإن احتمال أن تكون عنصرا فعالا في التحالف العربي ضد النفوذ الإيراني سيكون أمرا ضعيفا إلى درجة لا تدعو إلى التفاؤل.
وأضاف "إذا كانت أنقرة جادة في الانضمام إلى تحالف سني، فإن هذا يتطلب أن تقوم بدورها في ردع النفوذ الإيراني وفي أقل تقدير تضييق الخناق على طهران من الضفة التركية، وليس إطلاق تصريحات داعمة لموقفها من ملفات العراق واليمن".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer