الأقسام الرئيسية

جهود الرئيس التونسي لاحتواء غضب حزب افاق الذي يشعر على ما يبدو بالتهميش داخل الائتلاف الحكومي

. . ليست هناك تعليقات:
السبسي يحاول احتواء 'تمرد' في الائتلاف الحاكم لمنع انهياره
 
الرئيس التونسي يستقبل وفد حزب افاق تونس في أوج خلافات مع النهضة الاسلامية في مسعى لرأب الصدع قبل تفكك رباعي الحكم.
 
ميدل ايست أونلاين

تونس - من منور المليتي

في سباق ضد الساعة
استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الاثنين بقصر قرطاج وفدا عن حزب 'آفاق تونس' الشريك في الائتلاف الحاكم في خطوة تأتي بعد الاجتماع الأخير لتنسيقية الاحزاب الحاكمة والذي انعقد في ظل خلافات عاصفة.
ويعتقد أن استقبال السبسي لوفد آفاق برئاسة ياسين ابراهيم وزير التعاون الدولي في حكومة الحبيب الصيد يأتي لاحتواء التوترات والخلافات بين 'افاق' وحركة النهضة الاسلامية.
وكانت تنسيقية الأحزاب الحاكمة قد أعلنت في اجتماعها الأخير أنه تم تجاوز الخلافات لكن محللين قالوا إن الأمر يتعلق بتأجيل الانقسامات وأن النية كانت تتجه ربما لإقصاء افاق تونس والاتحاد الوطني الحر الشريكان في الائتلاف الحكومي.
وفيما ذهب البعض الى القول بأن لقاء السبسي بياسين ابراهيم كان رسالة للنهضة القوة البرلمانية الأولى حاليا والشريك الاساسي الى جانب نداء تونس في قيادة الائتلاف، رأى آخرون أن اللقاء أمر عادي يأتي ضمن لقاءات الرئيس التونسي بمختلف المكونات الحزبية والسياسية في البلاد.
وفي المقابل تقول الرئاسة التونسية ان اللقاء تناول الوضع العام في البلاد ومقترحات افاق تونس المتعلقة بمقتضيات المرحلة الحالية لإيجاد الحلول المناسبة الكفيلة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
لكن سياسيين أكدوا أن اللقاء يأتي ضمن جهود الرئيس التونسي لاحتواء غضب حزب افاق الذي يشعر على ما يبدو بالتهميش داخل الائتلاف الحكومي في ما يتصل برؤيته تجاه ادارة الشأن العام.
واعتبروا أن اللقاء ربما يكون ايضا رسالة للنهضة مفادها أنه لا يسمح بتهميش شريك في الائتلاف الحاكم، إلا أن آخرين استبعدوا ذلك لاعتبارات منها أن المشهد الراهن محكوم بالتحالفات وبحسابات سياسية وان النهضة نداء تونس الذي اضعفه التقارب مع الحركة الاسلامية وأدخله في أزمة داخلية انتهت بانشقاقات، لا يمكن أن يتراجع في هذه الفترة عن تحالفه مع الاسلاميين.
واثار 'التمرد' الذي قاده افاق تونس بقيادته مبادرة جمع بين خصوم شريكها الحكومي حركة النهضة، جدلا واسعا الى حد اتهام النداء والنهضة لأفاق بالخيانة وعودة راشد الغنوشي (زعيم الحركة الاسلامية) الى الحديث عن قاطرة تقودها حركته وحزب نداء تونس.
وكان الباجي قائد السبسي قد اجتمع على اثر مبادرة افاق تونس برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي واين عام نداء تونس حافظ السبسي.
واثارت ردود فعل الحزبين الحليفين (النداء والنهضة) تكهنات بإمكانية العمل على استبعاد الشريك الثالث في الحكومة أي افاق تونس، لكن تسارعت وتيرة التحركات لاحقا نحو احتواء هذه الخلافات التي كادت تفكك الائتلاف الحاكم.
ومع ذلك تكشف هذه التطورات تصدع الائتلاف الحاكم بالفعل وسط تذمر من حزب افاق والاتحاد الوطني الحر باستحواذ النداء والنهضة على سلطة القرار.
ويبدو كما يذهب إلى ذلك محللون سياسيون، أن الحزبين الكبيرين يسعيان إلى توحيد رؤيتهما لكيفية بتسيير مؤسسات الدولة والتعاطي مع الشأن العام وايضا مواجه التمرد داخل الائتلاف.
وكان ياسين ابراهيم قد عبر عن تذمره من استضعاف حزبه من قبل الحزبين الكبيرين اللذين يستحوذان على الأغلبية البرلمانية أي النداء والنهضة.
وخلال الأيام الماضية تصاعد التوتر بين النهضة وآفاق تونس على خلفية تصويت نواب الحركة بالبرلمان على القانون الأساسي للبنك المركزي والذي عارضته كتلة افاق وكادت تعطل تمريره ورأت فيه استهدافا لاستقلالية البنك.
وبحث ياسين إبراهيم مع محسن مرزوق مؤسس حزب مشروع تونس والقيادي المنشق عن النداء بسبب تقارب نداء تونس مع النهضة، إمكانية الاندماج في حزب واحد الأمر الذي اعتبرته النهضة والنداء خيانة وطعنة في الظهر.
ويرى خصوم النهضة أنها باتت تقود الائتلاف الحاكم بعد أن فقد النداء الأغلبية البرلمانية بسبب الانشقاقات رغم انها شريكة في الائتلاف بحقيبتين وزاريتين.
وأقر راشد الغنوشي في أكثر من مرة بأن ثقل النهضة في الحكم يتجاوز الحقيبتين الوزاريتين في رسالة إلى خصومه بأن الحركة تعد فاعلا قويا في رسم وإدارة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وتتهم قوى سياسية ومدنية علمانية الحكومة بـ"خضوعها لإملاءات النهضة" وبأن قراراتها "تخضع لتزكية الحركة قبل اتخاذها" لافتته إلى أن الحاكمين الفعليين في تونس هما الغنوشي والسبسي.
ويتعرض الرئيس التونسي لانتقادات لاذعة بشأن تدخله في الشؤون الحزبية غير أنه يرد على تلك الانتقادات بأنه رئيس كل التونسيين ومن حقه أن يتدخل من أجل تهدئة التوتر السياسي قبل أن يتحول الى أزمة سياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer