آخر تحديث : 06/04/2016
توجه وفد قضائي مصري الأربعاء إلى روما لتقديم آخر المستجدات بشأن التحقيق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. ورفضت إيطاليا الرواية التي قدمتها مصر حول هذه الجريمة. وأكد رئيس الحكومة ماتيو رينزي على أن بلاده لن تقبل رواية "مفبركة" ولا أن "تهان كرامتها".
أعلنت القاهرة الثلاثاء أن وفدا قضائيا وأمنيا سيسافر إلى روما الأربعاء لعرض آخر مستجدات التحقيق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي عذب حتى الموت، في زيارة وصفتها الحكومة الإيطالية بـ"الحاسمة" مهددة بـ"إجراءات فورية ومتناسبة" ضد مصر.
وفي 25 آذار/مارس، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها
تمكنت من تصفية أربعة أشخاص كونوا "تشكيلا عصابيا تخصص في اختطاف الأجانب
وسرقتهم بالإكراه"، وأن ريجيني كان من ضحاياهم. لكن السلطات الإيطالية
وعائلة الطالب رفضت هذه الفرضية.
إيطاليا ترفض الرواية المصرية
وبعد أن كان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي حذر من
أن بلاده "لن ترضى بقصة مواتية" للسلطات المصرية، شدد بعد ظهر الثلاثاء في
حوار عبر الفيديو مع رواد إنترنت على موقع فيس بوك "لن نقبل إلا بالحقيقة.
نقطة على السطر. الحقيقة الحقة. نحن ندين بهذا الأمر لجوليو ولأصدقائه
ولوالدته ولوالده ولشقيقته الصغيرة ونحن ندين به أيضا لنا أجمعين".
وأتى تصريح رينزي بعد أن كان وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني حذر أمام مجلس الشيوخ من أن روما لن تقبل بغير الحقيقة.
وقال الوزير الإيطالي "نحن عشية اجتماعات هامة يمكن أن
تكون حاسمة لمسار التحقيق"، منددا مجددا بالرواية المصرية التي اعتبرها
"محاولة لإضفاء الصدقية على حقيقة تناسب" السلطات المصرية.
وأكد جنتيلوني أن حكومته لا تزال تنتظر الحصول على
بيانات الاتصالات الهاتفية التي أجراها الطالب من هاتفه وعلى أشرطة كاميرات
المراقبة في الحي الذي خطف منه، مطالبا القاهرة بإيضاحات حول "احتمال أن
يكون جوليو ريجيني وضع تحت المراقبة قبل اختفائه".
وحذر الوزير من أنه في حال لم تحصل حكومته على مرادها،
فإنه "مستعدة للرد باعتماد إجراءات فورية ومتناسبة"، مشددا على "أننا لن
نقبل حقيقة مفبركة (...) ولن نسمح بأن تهان كرامة بلدنا".
وفي القاهرة قالت الخارجية المصرية إنها لن تعلق على تصريحات الوزير الإيطالي، لأن "هذه التصريحات تزيد من تعقيد الموقف".
وكانت النيابة المصرية أمرت بالحبس الاحتياطي أربعة
أيام لأربعة من أقارب أحد أفراد عصابة إجرامية قضت عليها السلطات، واتهمتها
بالضلوع في قتل وتعذيب ريجيني.
وقالت السلطات المصرية إنها عثرت على متعلقات ريجيني في منزل شقيقة رئيس العصابة المزعومة.
إلا أن المدعي العام في روما جوزيبي بينياتوني أعلن في
بيان أن "العناصر التي حصلنا عليها حتى الآن غير مرضية لإلقاء الضوء على
مقتل جوليو ريجيني، بالتالي من الضروري مواصلة التحقيقات".
والأسبوع الماضي، أعلن وزير الداخلية الإيطالي
أنجيلينو الفانو أن المحققين المصريين "راجعوا موقفهم" نتيجة إصرار إيطاليا
بعد رفض روما سيناريو مقتله بيد عصابة إجرامية.
الصحف الإيطالية توجه إصبع الاتهام لأجهزة الأمن المصرية
وتشتبه الصحف الإيطالية والأوساط الدبلوماسية الغربية
في مصر بأن يكون عناصر في أجهزة الأمن قد خطفوا الطالب وعذبوه حتى الموت،
الأمر الذي تنفيه الحكومة المصرية بقوة.
وأظهر تشريح جثة ريجيني آثار حروق وكسور وتعرضه للضرب
المتكرر وللصعق الكهربائي في أعضائه التناسلية، وكانت جثته مشوهة جدا لدرجة
أن والدته وجدت صعوبة في التعرف عليه.
وأعلنت والدة الطالب الإيطالي أنها لم تتعرف إلا على
"رأس أنف" ابنها عندما عاينته في المشرحة مهددة بنشر صورة لجثمانه في حال
لم تقدم مصر نتيجة التحقيق للشرطة الإيطالية.
وأدى مقتل الطالب إلى توتير العلاقات بين روما
والقاهرة، وقد حذرت إيطاليا مصر مرارا من أن هذه القضية من شأنها التأثير
على الصداقة بين البلدين.
وطالب البرلمان الاوروبي في العاشر من اذار/مارس
الفائت مصر بكشف "الحقيقة" حول مقتل ريجيني، وأدان في قرار الاختفاء القسري
والأحكام الجماعية بالإعدام في مصر.
فرانس24/ أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات