الأنبار - عثمان الشلش
حذّر مجلس محافظة الأنبار من صراعات سياسية وعشائرية بدأت تلوح في الأفق، بعد شهرين على تحرير المدينة من تنظيم «داعش»، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف بالتعاون مع المتطرفين. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، لـ «الحياة» أمس، إن «موجة اتهامات ازدادت أخيراً، بين أعضاء في مجلس الأنبار ورئيس ديوان الوقف السنّي، عبداللطيف هميم، فضلاً عن نزاعات بين العشائر تتبادل التهم بالتعاون مع التنظيم المتطرف».
وأضاف أن «الخلاف بين أعضاء في مجلس المحافظة ورئيس ديوان الوقف السنّي غير مقبول، ويجب إنهاؤه في هذا الظرف الصعب الذي تعاني منه المدينة». وأشار إلى أن «مجلس المحافظة يعمل على احتواء أزمة العشائر، ونجح حتى الآن في ذلك من خلال المبادرات الاجتماعية ومحاولة إفهام الجميع ضرورة اللجوء إلى القضاء وليس إلى الثأر».
وأشار عضو مجلس المحافظة، عذال الفهداوي، لـ «الحياة»، الى أن «الصراعات السياسية بدأت بعد تحرير المدينة من داعش قبل شهرين، إذ تصاعدت الاتهامات بين أعضاء في المجلس ورئاسة الوقف السنّي، وهو مؤشر خطير، وبالتأكيد هو صراع لمكاسب سياسية». وكان أعضاء في مجلس الأنبار اتهموا أول من أمس، رئيس ديوان الوقف السني عبداللطيف الهميم، بتحمّل مسؤولية مقتل مدنيين في انفجار منازل مفخخة في الرمادي، لسعيه إلى إعادة النازحين قبل تأمين المدينة من المكامن».
وردّ الهميم على تلك الاتهامات، قائلاً في بيان أمس، أنه «لم تحصل أي خروقات أمنية وضحايا مدنيين باستثناء حادث واحد قُتل خلاله ثلاثة من أعضاء فرق تفكيك العبوات، في حادث مدبر قامت به جهات طالما حاولت عرقلة عودة النازحين، وتسعى الى الحصول على أموال مشاريع إعادة النازحين». وأضاف أنه «سيتم كشف حقيقة بعض المسؤولين من أصحاب القرار في الأنبار، ممن التحقوا بركب الإرهابيين، عبر تفخيخ منازل تم تطهيرها من الفرقة الهندسية، وهناك ما يثبت تورّط هؤلاء المسؤولين في تلك الجرائم المروعة، بالوثائق والصور والتسجيلات، والتحقيقات التي قامت بها لجنة من الحكومتين الاتحادية والمحلية في الأنبار».
وعلى خلفية تصريحات الهميم، أعلن محافظ الأنبار، صهيب الراوي، تشكّل لجنة تحقيق «لجمع أدلة وبراهين على الهميم بوجود جهات تقوم بتفخيخ المنازل في الرمادي بعد تحريرها لمنع عودة السكان إليها». ونجحت القوات العراقية في تحرير الرمادي نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد معركة استغرقت أسابيع، لكن التنظيم ترك المدينة مفخّخة قبل انسحابه إلى الأحياء الشرقية منها، حيث ما زال يسيطر على بلدات البو بالي والبو عبيد وجزيرة الخالدية.
وتشير التقارير إلى أن حجم الدمار في المدينة وصل إلى 80 في المئة، وسط مناشدات أطلقها المسؤولون المحليون للحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي، للمساهمة في إعادة إعمار المدينة، خصوصاً بناها التحتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات