الأقسام الرئيسية

صور صادمة لبوتفليقة تثير جدلا حول وضعه الصحي

. . ليست هناك تعليقات:
المعارضة ترى أن لقطات نشرها الاعلام الفرنسي للرئيس الجزائري دليل على عجزه، والموالاة تشكك وتعتبرها متلاعب بها.
ميدل ايست أونلاين

سجالات حول قدرة الرئيس على ادارة شؤون الدولة
الجزائر – عاد الجدل مجددا بين أحزاب المعارضة وأحزاب الموالاة في الجزائر بسبب صور للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لدى استقباله مؤخرا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس والوفد المرافق له.
ولا يظهر الرئيس الجزائري علنا منذ عودته من فرنسا بعد رحلة علاج أبعدته عن الجزائر لأشهر ما دفع المعارضة الى الدعوة الى تفعيل المادة 88 من الدستور الجزائري والتي تنص على شغور منصب الرئيس لعجزه صحيا عن اداء مهامه.
وقد تشكلت مجموعة من شخصيات معارضة ومستقلة تحت مسمى مجموعة الـ19 وتكافح منذ 2015 لمقابلة بوتفليقة وتتهم الدائرة المقربة منه بمصادرة أختام رئاسة الجمهورية وأن الرئيس ربما يكون مغيبا اصلا عن القرارات التي يتم اتخاذها بسبب وضعه الصحي.
والدائرة المقربة من بوتفليقة يقودها شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يقال انه يحرص على ابقاء وضع الرئيس طي الكتمان.
وأحيا ظهور بوتفليقة مع ضيفوه الفرنسيين الحديث بقوة عن وضعه الصحي وعن شغور منصب رئاسة الجمهورية ومدى قدرته على اتخاذ القرارات، بعد سنتين من إعادة انتخابه على رأس البلاد لعهدة رابعة، بحسب تقرير نشرته الاربعاء صحيفة الخبر المحلية.
وقالت الصحيفة إن أحزاب الموالاة والمعارضة انقسمت كعادتهما في تقييم الموقف، فالأولى تعتبر أن الصور مفبركة بقصد الإساءة لشخص الرئيس، بينما ترى الثانية أن حالة شغور الرئاسة صارت أكثر ثبوتا اليوم.
وتابعت أن صور بوتفليقة الثابتة والمتحركة خلال لقائه مانويل فالس والتي نشرها الاعلام الفرنسي اثارت الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي في تفاعل يعكس حالة القلق لدى الجزائريين على وضع رئيسهم الصحي.
وعززت تلك الصور ما سبق وأن طرحته المعارضة التي شككت في قدرة بوتفليقة على ادارة البلاد واتهمت محيطه باستغلال ضعفه للحكم باسمه بينما هو مغيب عما يتخذ من قرارات.
ونقلت 'الخبر' عن جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد قوله إن "الحقيقة لا تحتاج اليوم إلى دليل، فما كنا نقوله بالأمس صار ملموسا اليوم ويردده كل الجزائريين. يكفي فقط أن تنظروا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتتأكدوا أن الشعب مدرك تمام الإدراك أن الرئيس ليس هو من يحكم".
وتابع "شغور السلطة تحول إلى مطلب شعبي ومعظم الجزائريين يطالبون اليوم بتخليصهم من هذا الكابوس المسمى العهدة الرابعة".
وحمل جلالي سفيان المحيطين بالرئيس المسؤولية "لأنهم هم من يحكمون باسم الرئيس وسيحاسبهم التاريخ على ما يفعلون".
وأضاف جلالي وهو عضو تنسيقية الانتقال الديمقراطي (ائتلاف لأحزاب المعارضة) أن "تطبيق المادة 88 من الدستور التي تنص على إثبات المانع الصحي للرئيس صار واجبا اليوم حتى يرتاح الرئيس ويريح شعبه ويتركه يختار مصيره بانتخابات نزيهة وشفافة يختار من خلالها المؤسسات والأشخاص الذين يحكمونه".
وكانت تنسيقية الانتقال الديمقراطي قد شككت مرارا في شرعية الولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة وطالبت باستقالته وتعزز هذا المطلب مع تفاقم وضعه الصحي ومع حالة الغموض الذي أحيط به وعدم ظهوره لمدة طويلة.
وكانت مجموعة الـ19 وهي ايضا من ضمن الحراك السياسي المطالب بظهور الرئيس قد دعته إلى أن يخاطب شعبه علانية ان كان قادرا بالفعل على ذلك ليفند ما يتردد من أنباء عن عجزه.
لكن لا مطلب المعارضة ولا مطلب مجموعة الـ19 لاقى تجاوبا من قبل السلطة التي تتهم هؤلاء بمحاولة ارباك استقرار البلاد.
وبحسب الصحيفة المحلية انتقدت جبهة التحرير الحزب الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال ما تقوله المعارضة.
ونقلت الصحيفة عن حسين خلدون الناطق الرسمي باسم الجبهة قوله إن"ما تقوله المعارضة لا يليق أخلاقيا وحتى سياسيا، لأن مصدره الإعلام الفرنسي المشبوه".
واعتبر أن نية رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس كانت "خبيثة" حين نشر صور لقائه بالرئيس بوتفليقة على تويتر لأنها "مسيئة للرئيس بوتفليقة وتهدف للضغط على الجزائر من أجل مراجعة مواقفها".
وذهب المتحدث باسم جبهة التحرير الوطني الى حدّ التشكيك اصلا في أن تكون تلك الصور صحيحة وقال انه "تم التلاعب بها".
وأوضح أنه من غير المعقول أن تسمح مؤسسة الرئاسة الجزائرية الجهة الوحيدة المخولة بإخراج الصور بمثل تلك المشاهد المسيئة للرئيس نفسه.
وكذّب صحة ما يتردد عن تدهور وضع بوتفليقة الصحي وقال إن صحته جيّدة والدليل استقباله للضيوف الأجانب.
وخلص الى القول بأن هناك حربا اعلامية فرنسية على الجزائر، ينبغي أن يتصدى لها الإعلام الجزائري، وفق ما نقلت عنه 'الخبر'.
لكن مراقبين رأوا أن ما جادل به المتحدث باسم الحزب الحاكم مردود عليه، حيث أن الصور الأخيرة لم تكن الأولى التي تثير جدلا في الجزائر، فالصور التي نشرها الجهاز الرسمي في أوقات سابقة كانت قد أعادت الحديث عن وضع الرئيس الصحي ومدى قدرته على تسيير الدولة ثم إن غيابه عن الظهور الرسمي في المناسبات الكبيرة التي اعتاد حضورها كان حجة المعارضة وحتى عامة الناس للتساؤل عن من يحكم الجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer