لم يخلف الهجوم على حقل خريشبة النفطي جنوب الجزائر منذ أسابيع خسائر بشرية أو مادية، لكن يبدو أن وقعه على البلاد كان أكبر من ألا تأخذه الحكومة على محمل الجد.
من جهتها، كشفت صحف جزائرية أن الجيش بدأ عملية عسكرية كبيرة ضد جماعات التهريب والتنظيمات الإرهابية في ثلاث ولايات جنوب البلاد، هي ورقلة وتمنراست وبشار، بمشاركة 15 ألف عسكري، مدعومين بطائرات مروحية وطائرات استطلاع.
وذلك بعدما كانت قيادة الجيش قد قررت أيضاً نقل 20 ألف عسكري إضافي من قواعد في الشمال إلى الجنوب، ووضع المئات من نقاط المراقبة الجديدة في الحدود وفي ممرات صحراوية تستغل للتهريب.
ولم تكن الجزائر يوماً بعيدة عن يد التنظيمات الإرهابية، فعلى طول حدودها الجنوبية مع مالي والنيجر وليبيا صحراء وعرة تتمركز فيها جماعات تنشط في كل نشاط غير قانوني من الإرهاب إلى التهريب أو الاثنين معاً.
أما في الشمال، فعناصر تنظيم القاعدة وجماعات أخرى، ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تتمركز في جبال جيجل وتيزي وزو وعين الدفلى والبليدة، بينما خلاياها السرية تنتشر داخل مدن أكثر.
وكانت صحف قد ذكرت أن الجزائر نجحت في إحباط هجوم إرهابي كبير كان يهدف إلى تنفيذ تفجيرات متزامنة في ثلاث مدن كبرى، في 19 من مارس الماضي، هي وهران وقسنطينة والعاصمة الجزائرية.