الأقسام الرئيسية

خامنئي يخوِّن الإصلاحيين لإيمانهم بالتفاوض وليس بالصواريخ

. . ليست هناك تعليقات:
مرشد إيران يسعى لمحاصرة تيار في السلطة، يسعى لتحسين العلاقات مع الغرب والقطع مع سياسة عدائية لم تؤد إلا للعزل وتدمير الاقتصاد.
ميدل ايست أونلاين

امتحان صعب للعلاقات مع القوى العظمى
دبي ـ قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء إن الصواريخ مهمة لمستقبل الجمهورية الإسلامية، وذلك في دعم للحرس الثوري الذي اختبر إطلاق صواريخ باليستية مما أثار انتقادات الغرب.
ونقل الموقع الالكتروني لخامنئي عنه قوله "من يقولون إن المستقبل هو المفاوضات وليس الصواريخ إما جهلاء أو خونة.. إذا سعت الجمهورية الإسلامية للمفاوضات دون أن تملك قوة دفاعية فإنها ستضطر للرضوخ أمام تهديدات أي دولة ضعيفة".
وتصف قوى النفوذ والتشدد بالجهلاء والخونة عادة لعدد من الإصلاحيين الذين يؤمنون بأن تحسين العلاقات مع الغرب أهم من الاستمرار باستعدائه وبالتالي استمرار الحصار الذي دمر على مدى عقود الاقتصاد الإيراني.
وقال مراقبون إن تصريحات خامنئي قد تكون موجهة للرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الزعيم الفعلي لتحالف سياسي يوصف بانه أكثر اعتدالا.
وكان رفسنجاني كتب تغريدة على موقع تويتر الأسبوع الماضي، قال فيها "المستقبل في الحوار وليس الصواريخ".
واختبر الحرس الثوري إطلاق صواريخ باليستية هذا الشهر وقال إن الخطوة استعراض لقوة الردع غير النووية التي تمتلكها إيران.
وعمليا يمكن أن يفهم هذا الوصف بأنه موجه للرئيس الإصلاحي حسن روحاني وفريقه الذي قادا مفاوضات تاريخية وناجحة الى حد الآن مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين اثمرت التزاما ايرانيا واضحا بألا يتحول البرنامج النووي لطهران الى برنامج للتسلح العسكري.
وأيد خامنئي الاتفاق النووي الذي أبرم العام 2015 مع القوى العالمية، لكنه دعا إيران منذ ذلك الوقت إلى تجنب أي تقارب أكبر مع الولايات المتحدة وحلفائها والحفاظ على قوتها الاقتصادية والعسكرية.
ويقول مراقبون إن خطاب خامنئي يأتي للحد من طموحات الأغلبية من الإيرانيين الذين يرغبون بان تواصل بلادهم سياسة الانفتاح على الغرب بعد توقيع اتفاق نووي تاريخي، ومواصلة التنازل إن لزم الأمر لإزالة جميع نقاط التوتر القائمة مع دوله، مثل ملف الصواريخ الباليستية التي تثير مخاوف اقليمية ودولية.
ويرى أصحاب هذا الموقف أن ما يمكن ان تجنيه بلادهم من مثل هذا الانفتاح السياسي أفضل بأضعاف المرات من استمرار التغني بشعارات لم يعد لها ما يبررها على ارض الواقع، ولأن الترسانة العسكرية الإيرانية مهما تزودت بالصواريخ فلن تكون قادرة على ضمان حماية أبدية لإيران مثلما اثبتته التجارب.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا الثلاثاء مجلس الامن الدولي الى التحرك ازاء التجارب الصاروخية الايرانية الاخيرة، مؤكدة في رسالة مشتركة ان هذه التجارب البالستية تنتهك قراره المتعلق بالاتفاق النووي التاريخي مع طهران.
وقالت الدول الغربية الأربع في رسالتها المؤرخة بتاريخ الاثنين والموجهة الى سفير اسبانيا رومان اويارزون مارشيزي المسؤول في المجلس عن هذا الملف ان التجارب الصاروخية الايرانية "شكلت استفزازا وعاملا مزعزعا للاستقرار".
واضافت الدول الغربية العظمى التي ابرمت بنفسها في تموز/يوليو 2015 اتفاقا تاريخيا مع طهران حول ملفها النووي، ان ايران اجرت هذه التجارب "في ازدراء للقرار الدولي الرقم 2231 الصادر في 2015" والذي اعتمد فيه المجلس نفس بنود الاتفاق حول الملف النووي الايراني.
وكان مجلس الامن ضمن القرار 2231 كل بنود الاتفاق حول النووي الايراني ورفع عن طهران غالبية العقوبات الدولية المفروضة عليها ولكنه بالمقابل ابقى الحظر المفروض على اطلاقها اية صواريخ بالستية يمكن تحميلها رؤوسا نووية.
واكدت الدول الاربع في رسالتها ان الصواريخ التي اطلقتها ايران في آذار/مارس وهي من طرازي شهاب-3 وقيام-1 "هي بطبيعتها قادرة على نقل اسلحة نووية".
ولكن طهران تؤكد ان هذه الصواريخ ليست مصممة لنقل رؤوس نووية وبالتالي هي غير معنية بالقرار الدولي.
ودعت الدول الاربع مجلس الامن الى الاجتماع "في صيغة 2231" اي وفقا للآلية التي اعتمدها المجلس في قراره السابق الذكر والتي ترمي لمراقبة الانشطة العسكرية الايرانية بعدما حلت لجنة العقوبات التي كانت تتولى هذه المهمة.
وبحسب دبلوماسيين فان هذا الاجتماع سيعقد الجمعة.
وكانت روسيا عارضت في مجلس الامن في منتصف آذار/مارس فرض عقوبات على ايران بسبب تجاربها الصاروخية، الامر الذي لا يتوقع ان يتغير هذه المرة ايضا.
وقال دبلوماسي ان الغاية من الدعوة الى هذا الاجتماع رغم الموقف الروسي المعروف سلفا هو "ارسال رسالة الى الايرانيين مفادها اننا يقظون".
وتعتمد طهران على العلاقة مع موسكو في ردّ الضغوطات الغربية عليها وخاصة لدعم موقفها في ملف الصواريخ الباليستية، حيث يحتج البلدان بان البرنامج الصاروخي لا يدخل ضمن أية آلية من آليات المجتمع الدولي لمراقبة البرنامج النووي الإيراني المتفق عليها بين طهران والقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية في صيف 2015.
واكدت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو لا ترى جدوى في طرح مسألة إطلاق إيران للصواريخ البالستية في مجلس الأمن الدولي لأنه لا توجد مبررات لذلك، وذلك في معرض ردها على دعوات اميركا ودول غربية لمجلس الأمن للتحرك بعد التجارب الاخيرة التي اجرتها ايران الاسلامية على صواريخ بالستية بعيدة المدى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer