الأقسام الرئيسية

المعارضة في اختبار نوايا لا تمانع محادثات مباشرة مع دمشق

. . ليست هناك تعليقات:
القرار الروسي بالانسحاب من سوريا يرفع معنويات فصائل مقاتلة ترى فيه اقرارا بالهزيمة ونكسة لنظام الأسد.
ميدل ايست أونلاين

دي ميستورا يفضل لقاءات تمهيدية
جنيف - قال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في محادثات جنيف الثلاثاء إن المعارضة "ليست ضد" المحادثات المباشرة مع الحكومة السورية.
وتحدث المسلط قبل فترة وجيزة من اجتماع مفاوضي الهيئة مع ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة للمرة الأولى فيما يتوقع أن تكون جولة محادثات غير مباشرة مدتها عشرة أيام بين الطرفين.
وقال المسلط إن الهيئة ليست ضد المحادثات المباشرة لكن دي ميستورا هو من قرر البدء بمحادثات غير مباشرة.
وتوقع أن يتحول دي ميستورا إلى أسلوب المحادثات المباشرة في مرحلة لاحقة لكنه قال إن الأمر يرجع إلى مبعوث الأمم المتحدة.
وقال دي ميستورا إنه يخطط لإجراء ثلاث جولات من المحادثات تتوج بخارطة طريق واضحة بشأن الخطوات القادمة.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إجراء المحادثات بشكل غير مباشر كان قرار دي ميستورا.
وأضاف "سيكون سعيدا بترتيب محادثات مباشرة عندما يرى أن الوقت مناسب لها."
وقال دي ميستورا إن أسلوب المحادثات غير المباشرة يمنحه قدرا كبيرا من المرونة للتنقل بين الطرفين المتحاربين والتشاور مع آخرين على الهامش لكنه لم يقل إن كان أي من الحكومة أو الهيئة العليا للمفاوضات قد رفض المحادثات المباشرة.
وقال المسلط إن المعارضة ليس لديها مانع بشأن شكل المفاوضات ما دامت ستسفر عن حل.
والتقى دي ميستورا مع جماعة نسائية سورية الأحد ومع وفد الحكومة الاثنين ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الثلاثاء.
ومن المقرر أن يجتمع الأربعاء مع مجموعة من حوالي ثمانية نشطاء سوريين آخرين بينهم قدري جميل ممثل الجبهة الشعبية السورية وهي جماعة معارضة.
لكن جميل قال إن ممثلين للأكراد السوريين الذين تعتبرهم تركيا جزءا من فصيل إرهابي، لا يزالون ممنوعين من المشاركة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة برغم أنهم سيشاركون في مرحلة لاحقة.
معنويات مرتفعة
أعطى قرار موسكو بسحب الجزء الأكبر من قواتها الجوية من سوريا على ما يبدو دفعة قوية لمحادثات السلام، لكنه ايضا رفع من معنويات الناشطين والفصائل المقاتلة الذين يعتبرون قرار موسكو بمثابة "نكسة" لقوات النظام رغم شكوكهم في دوافع حليفة دمشق.
ويقول القائد المحلي في فصيل "جيش التحرير" في محافظة حماة (وسط) رائد العلوي ان "المعنويات مرتفعة الى اعلى حد، والنظام لن يتمكن من الصمود وحده".
واضاف "هذا انتصار للشعب السوري وروسيا لم تهزم ولكنها لم تتمكن من تحقيق اهدافها".
وبدأت روسيا الثلاثاء سحب قواتها من سوريا، اثر اعلانها قرارها بسحب الجزء الاكبر منها بعدما قالت انها انجزت مهمتها خلال الاشهر الماضية.
وكانت قوات النظام قد منيت بخسائر كبيرة قبل بدء التدخل الروسي الذي اعاد زمام المبادرة اليها لتحقق تقدما ملحوظا في محافظات عدة.
وفي محافظة حلب التي شهدت في فبراير/شباط الاختراق الاكثر اهمية لقوات النظام في هذه المحافظة منذ 2012، يعبر مضر نجار القيادي المحلي في فصيل "الجبهة الشامية" عن سعادته بالانسحاب الروسي.
وقال ان "هزيمة الروس معنوية وتظهر انهم لم يتمكنوا من القضاء على الثورة. ان ما حصل هو انتكاسة للنظام".
وتابع "اذا صحّ القرار فإن التاريخ سيسجل في صفحاته الدور الروسي المخزي لمشاركته في القتال الى جانب بشار الاسد".
ومنذ بدء التدخل الروسي في 30 سبتمبر/ايلول، "قتل مدنيون ودمرت مستشفيات ومدارس فضلا عن البنية التحتية".
وفي بداية مارس/اذار وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 1733 مدنيا جراء الغارات الروسية.
ويؤكد نجار ان "الثورة مستمرة حتى اسقاط النظام".
وطوال فترة تدخلها، قصفت الطائرات الحربية الروسية مدنا خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة واسلامية غير جهادية. ويشكك ناشطون يعيشون في تلك المناطق في القرار الروسي.
ويقول ابوانس الناشط في مدينة داريا الواقعة تحت حصار قوات النظام في جنوب دمشق، "بالطبع نشعر بالسرور نوعا ما، الا ان الشعب لا يثق بالروس".
واضاف "روسيا هي عدو من اعداء الشعب السوري ودائما ليس هناك ثقة بالعدو".
وتعد روسيا من ابرز حلفاء النظام السوري وقدمت منذ بدء النزاع الذي دخل عامه السادس دعما دبلوماسيا واقتصاديا قبل ان تبدأ حملتها الجوية.
وتقول موسكو انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و"مجموعات ارهابية" اخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات "المعتدلة" اكثر من تركيزها على الجهاديين.
ومنذ 27 فبراير/شباط تشهد سوريا اتفاق هدنة يستثني تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة. وقد يسعى الجهاديون الى "امتحان" الانسحاب الروسي، بحسب الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبرة توماس بييريه.
وهذا ما اكده قيادي في جبهة النصرة عبر اعلانه ان الجبهة ستشن هجوما "خلال 48 ساعة" في سوريا.
اما الفصائل المقاتلة، وفقا بييريه "فستضغط الدول الغربية التي تدعمها لعدم استغلال الوضع، على الاقل طوال فترة المفاوضات" بين الحكومة والمعارضة التي بدأت في جنيف الاثنين.
ويرى ابوابراهيم القيادي في فصيل اللواء العاشر المتواجد في ريف اللاذقية الشمالي (غرب) ان "قرار الانسحاب الروسي كان مفاجئا ولم نر تبعاته على الارض حتى الآن"، مضيفا "لا يجب ان نكون عاطفيين، وانا لا اراها هزيمة" للروس.
ويعتقد ابوابراهيم ان الاعلان الروسي مرتبط اساسا بالمفاوضات في جنيف. وقال "انا في حيرة من امري ولدي شكوكي فهناك امر ما سيحصل".
وتابع "روسيا لا تتصرف بطريقة عشوائية، هناك امر ما تحت الطاولة ولا يمكن ان ينسحبوا من دون مقابل".
واما من جهة النظام، فيقر ضابط في الجيش السوري طالبا عدم الكشف عن اسمه بأنه لا احد يعلم على وجهة الدقة لماذا قررت روسيا الانسحاب قائلا "لا نعرف ماذا حدث".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer