الأقسام الرئيسية

أوروبا تكبح الهجرة من بحر ايجه فتأتيها أضعافا من سواحل ليبيا

. . ليست هناك تعليقات:
 
الاتحاد الأوروبي يخشى جبهة جديدة في مواجهة أزمة المهاجرين مع سيطرة الدولة الاسلامية على منافذ بحرية ليبية.
 
ميدل ايست أونلاين

تحسن الأحوال الجوية ينذر بموجات تدفق أكبر للاجئين
باريس - أثار انقاذ الاف المهاجرين الاثنين المتسللين عبر السواحل الليبية خلال ثلاثة ايام في البحر المتوسط المخاوف من شبح فتح جبهة جديدة في مواجهة ازمة المهاجرين في أوروبا مع اقتراب تحسن الاحوال الجوية والتي يتوقع أن يرتفع معها نسق الهجرة السرية بحرا.
وتأتي محاولات التسلل الاخيرة الى أوروبا انطلاقا من السواحل الليبية فيما يسعى الاتحاد الأوروبي الى كبح موجة تدفق من البوابة التركية وقد توصل أخيرة الى اتفاق مع أنقرة يقضي بإعادة كل من يصل من اللاجئين إلى اوروبا الى تركيا في عملية تبدو معقدة اضطر معها الاتحاد لتقديم تنازلات للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.
ووصل المهاجرين الى جنوب اوروبا، قبل قليل من التوصل الى الاتفاق الأخير بين بروكسل وأنقرة لإغلاق طريق الهجرة عبر بحر ايجه واليونان.
ونبه الاميرال آلان كولديفي مدير مجلة "الدفاع الوطني" الى ان "من الواضح ان الربيع سيحمل عددا كبيرا من المهاجرين على المجيء من ليبيا".
وفي اعقاب اسابيع من الهدوء النسبي في جنوب البحر المتوسط، والذي لم تتخلله عمليا اي عملية هجرة من السواحل الليبية، انقذت سفينة حربية المانية والبحرية الايطالية 951 مهاجرا الثلاثاء.
وفي اليوم التالي أُنقذ حوالى 1500 شخص منهم عشرات الاطفال تكدسوا على متن اثنتي عشرة سفينة قديمة. وقد ناهز عددهم الخميس 700 بينما تم انتشال ثلاث جثث.
ومن الصعب في هذه المرحلة معرفة ما اذا كان هذا الوضع يعني بوادر عملية وصول كثيفة، او واحدة من هذه الموجات المألوفة للمهاجرين على متن زوارق مطاطية على رغم الاعمال الوحشية وجشع المهربين وتحسن الاحوال الجوية.
وشكل تحسن الاحوال الجوية في جنوب اوروبا هذا الاسبوع وظروف البحر فرصة ملائمة نسبيا للهجرة.
وقد تم انقاذ اكثر من 2500 مهاجر في اواخر يناير/كانون الثاني خلال اربعة ايام. ثم لم يحصل شيء تقريبا بعد ذلك.
وذكرت مفوضية الامم المتحدة للاجئين ان حوالى 12 الف شخص وصلوا بحرا الى ايطاليا منذ بداية السنة.
ويتحدر معظم الوافدين سرا من افريقيا، وهذا ما يحمل على الاعتقاد بأن موجات الهجرة هذه لا علاقة لها حتى الان بغلق طريق البلقان التي يسلكها القسم الاكبر من السوريين او رعايا البلدان المجاورة.
وفي الفترة نفسها في اواخر مارس/اذار 2015، تمكن نحو عشرة الاف مهاجر من العبور من ليبيا.
لذلك سجل عدد المهاجرين ارتفاعا، لكنه ما زال غير ذي شأن. وعلى سبيل المقارنة، اجتاز اكثر من 143 الف شخص بحر ايجه بين تركيا واليونان في الاشهر الثلاثة الاخيرة.
ولا يقل شبح حصول هجرة جماعية من ليبيا واقعية. ومن شأنه ان يشكل كابوسا جديدا للمسؤولين الاوروبيين الذين ما زالوا يواجهون أزمة اللاجئين السوريين.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد حذر الخميس من "خطر موجة من اللاجئين تفوق مرتين او ثلاث اعدادهم في الوقت الحالي".
وفي مطلع الأسبوع اشار وزير الدفاع الفرنسي جان- ايف لو دريان الى "الخطر الكبير" لأن يعمد تنظيم الدولة الاسلامية الى تنظيم وصول مهاجرين الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية من المناطق التي يسيطر عليها على الساحل الليبي.
واعتبر مركز مكافحة الارهاب للدراسات الخميس ايضا انه فيما اثبتت اعتداءات باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 قدرة التنظيم المتطرف على ادخال ناشطيه بطريقة سرية الى اوروبا من سوريا والعراق، "ثمة احتمال كبير جدا لأن تستخدم الدولة الاسلامية ليبيا منصة نحو اوروبا" من خلال دس بعض من مقاتليها بين المهاجرين.
وقال الاميرال كولديفي "نشهد ابتداء من الربيع محاولات للعبور تفوق محاولات الشتاء"، مضيفا "فيما نقوم بعقد اتفاق مع تركيا ويشهد طريق الهجرة عبر اليونان صعوبات على الارجح، ستكون الطريق الطبيعية والعادية للمهاجرين هي المرور عبر ليبيا".
واضاف ان "جنوب البحر المتوسط سيشهد تدفقا مهما للمهاجرين، وسيستفيد تنظيم الدولة الاسلامية من هذا الوضع بالتأكيد".
وقد انتقد تنظيم الدولة الاسلامية بعنف في السابق الذين يحاولون مغادرة ارض الاسلام للاستقرار في "بلاد الكافرين"، لكن تهريب المهاجرين الى اوروبا يشكل في آن مصدرا كبيرا للعائدات وسلاحا لتقويض الاستقرار في اوروبا.
من جهة اخرى لا يقتصر الاتجار بالبشر على تنظيم الدولة الاسلامية، لكنه يجري من قسم كبير من الساحل الليبي الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة.
وتقول اجهزة البحرية الاوروبية ان قسما كاملا من الاقتصاد الليبي تحول نحو تهريب المهاجرين، وان 50 بالمئة من العائدات في بعض المناطق الساحلية يتأتى من عمليات الهجرة السرية.
وتدفع الدول الاوروبية بشدة نحو انجاح العملية السياسية في ليبيا من خلال حكومة وحدة وفاق وطني تدعمها الأمم المتحدة على أمل تشكيل سلطة تنهي النزاع بين الحكومتين المتنافستين في طرابلس وطبرق وتوحيد جهودهما من أجل التصدي لتمدد تنظيم الدولة الاسلامية.
لكن رفض الحكومة الموازية في طرابلس غير المعترف بها دوليا وحكومة طبرق المؤقتة المعترف بها دوليا الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، بددت تلك الامال.
وتحشد دول غربية على راسها فرنسا والولايات المتحدة لتدخل عسكري ضد الدولة الاسلامية في ليبيا، لكن ايطاليا تحذر في المقابل من أن ذلك سيدفع كتائب ليبية مقاتلة للتحالف مع التنظيم الارهابي حيث يعتبر الليبيون أي تدخل أجنبي غزوا يتوجب مقاومته حتى ان كان يستهدف التنظيمات المتطرفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer