تل أبيب حذرت من أنها سترد على أى عملية للجهاديين.. والحكومة تكثف إتصالاتها لمنع دخول الجماعات الجهادية على خط العمليات
آخر تحديث : السبت 17 نوفمبر 2012 - 9:45 ص
كتب ــ دينا عزت وحاتم الجهمى:
علمت «الشروق» أن أجهزة الدفاع الجوى رفعت حالة التأهب القصوى
على الحدود أثناء تحليق طائرات إسرائيلية لمنع اختراقها المجال الجوى
المصرى، بعد أن تلقت معلومات باحتمال استهداف إسرائيل مواقع للجهاديين فى
سيناء، إذا انطلقت منها عمليات عبر الحدود تضامنا مع غزة.
وقالت مصادر غربية إن إسرائيل أبلغت مصر «استعدادها للرد على أى استهداف
لمصالحها أيا كان مصدره أثناء عدوانها على غزة»، فى تحذير مبطن من أنشطة
الجماعات الجهادية المسلحة فى سيناء ضد إسرائيل، وأشارت المصادر إلى أن
الرسالة الإسرائيلية للقاهرة وصلت عبر قنوات ثنائية وفاعليات دولية خلال
الأيام القليلة الماضية.
وبحسب مصدر مصرى متابع للتنسيق المصرى الإسرائيلى، فإن إسرائيل قالت
لمصر «نأمل أن تتمكنوا من السيطرة جيدا على جبل الحلال حتى لا نضطر إلى
التعامل بصورة مباشرة مع أى تهديدات تنطلق من هناك».
المصدر ذاته أضاف أن القاهرة أكدت لتل أبيب سيطرتها التامة على سيناء،
وأن أى تهديدات يمكن أن تستشعرها إسرائيل، يجب أن يتم التعامل معها من خلال
قنوات التنسيق الأمنى المصرية الإسرائيلية الفاعلة الآن.
وقال مصدر سيادى إن قوات الدفاع الجوى على أهبة الاستعداد تحسبا لأى
اختراق للأجواء المصرية بحجة ضرب البؤر الاجرامية فى شمال سيناء، مشيرا إلى
أنه تم اختبار أجهزة الدفاع الجوى لرصد أى نوع من الطائرات فى حالة
اختراقها لحاجز الصوت، نافيا حدوث أى عملية اختراق لطائرات إسرائيلية لحدود
مصر.
فى الوقت نفسه أكدت مصادر أمنية وأخرى سياسية أن الرئيس محمد مرسى يتابع
تحركات الوضع على الأرض فى سيناء بصورة متوالية، فى ظل خشية القاهرة من
تنفيذ أية عمليات ضد إسرائيل انطلاقا من الحدود المصرية، وبحسب المصادر
ذاتها فإن المهمة الأمنية التى ينفذها الجيش والشرطة فى سيناء تحولت الآن
وبصورة مؤقتة من عملية مداهمة وتمشيط لعملية مراقبة وضبط للأوضاع لتفادى
وقوع أية احتكاكات بين الوحدات العسكرية والمجموعات الجهادية المسلحة.
وعلمت «الشروق» أن هناك تكثيفا للاتصالات بين السلطات المصرية والجماعات
الجهادية فى سيناء، بهدف ضمان عدم دخول هذه الجماعات على خط العمليات
الدائرة فى غزة الآن.
إبعاد سيناء عن تفاعلات العدوان الإسرائيلى على غزة هى أولوية لمصر،
بحسب مصادر القاهرة السياسية التى قالت إن الرئيس مرسى أكد هذا الأمر
لنظيره الأمريكى باراك أوباما خلال محادثة تليفونية جرت بينهما بعد ساعات
من بدء العدوان الإسرائيلى.
من ناحية أخرى لامت مصادر من السلطة الفلسطينية على القاهرة ما وصفته
بكارثة غزة، وقال أحد معاونى الرئيس الفلسطينى محمود عباس لـ«الشروق» من
رام الله إن القيادة المصرية تبعث رسائل مزدوجة لقيادات حماس فى غزة، فهى
من ناحية توحى لهم بأنها مساندة لهم تحت أى ظرف، ومن ناحية أخرى تتجاوب مع
مطالب الولايات المتحدة بتكثيف التعاون الأمنى مع إسرائيل وعدم الخوض فى
ملف المصالحة الفلسطينية ــ الفلسطينية. «واليوم فإن مصر تسعى بكل ما أوتيت
من جهد لإيقاف العدوان الإسرائيلى ولا أحد يمكن أن يتنبأ بتجاوب إسرائيل
مع ذلك فى ظل دعم أمريكى وغربى صريح له». وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن
إدارة أوباما حملت القاهرة مسئولية ما يحدث فى غزة جزئيا من خلال تضارب
الرسائل التى تصل من القاهرة إلى حكومة حماس فى غزة.وعلمت «الشروق» أن
حديثا تم بين مدير المخابرات المصرية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة
حماس، أكد خلاله ضرورة التوصل إلى تهدئة خلال فترة من 3 إلى 4 أيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات