الأقسام الرئيسية

التقرير الطبى يختصر حالة الضحايا بكلمة واحدة: «أشلاء»

. . ليست هناك تعليقات:


مفتش الصحة فى منفلوط: الأطفال وصلوا المستشفى عبارة عن «قطع لحم مختلطة» داخل ملاءة بيضاء غطاها الدم.. ومنذ 5 سنوات القطار نفسه صدم أتوبيساً على المزلقان يستقله 8 نواب
كتب : أحمد الليثى تصوير : عمرو حطب السبت 17-11-2012 23:52

هكذا كان حال الأتوبيس تحت عجلات القطار هكذا كان حال الأتوبيس تحت عجلات القطار
قطع لحم مختلطة ملفوفة بملاءة بيضاء، يتساقط بعضها بفعل ركض حامليها، 3 كيلو كاملة قطعها «أولاد الحلال» فى المسافة بين مزلقان «الفاجعة» بقرية المندرة، وأول مستشفى فى طريقهم، وسط صراخ وعويل وعيون ذاهلة وأنفاس تلهث وأرجل تسابق ظلها، وصلوا لمستشفى «منفلوط» المركزى، الساعة لم تزل السابعة، وقطع اللحم تتابع المجىء، لذا لم تستطع يد د.صبرى غانم مفتش الصحة أن تصف الحال فى تقرير الوفاة الخاص بالتلاميذ سوى بكلمة واحدة «أشلاء»، هنا لم يمكن التعرف على الأطفال من خلال بسمة الوجه المميزة أو الشعر المنسدل أو حتى من خلال النوع «ذكر أم أنثى» فالجميع تلاحموا فى «أشلاء»، الأهالى وصلوا فى تمام السابعة والنصف، الصراخ يصم الآذان والأطباء لم يدرسوا تلك المأساة داخل مشارح كلية الطب، «عمرى ما شفت المنظر ده فى حياتى» يعلق بها الدكتور «صبرى» بصوت محشرج تقاطعه أنّات الأمهات، المسئول عن مديرية الصحة بالمكان منذ 7 سنوات مرت عليه حادثة وحيدة لأتوبيس صدمه القطار ذاته وعلى المزلقان نفسه قبل 5 سنوات، يومها كانت القاطرة تقل 8 من أعضاء المجلس النيابى بالمدينة، يومها قال «صبرى» لأولاده «استحالة ده يتكرر تانى» غير أن الواقع أكثر بؤساً من أمنيات الطبيب الخمسينى.
هنا يتم التعرف من خلال وشم دقته أم لصغيرها فى المولد أو بقايا قميص حاكته يد أم لابنتها على عجل وهى تعطيها «ساندوتشات» المدرسة، يجلس أب يهذى عن آخر حديث جمعه بفلذة كبده الذى صار «مجهولاً» وفق تقارير المستشفى بعدما وصلت أعداد «الطيور» إلى 50 مذبوحاً، تم التعرف على 48 منهم.
الدكتور إيهاب عبدالحكم مدير المستشفى يشرف على دخول «قطع اللحم» حتى آخر «قطعة» وصلت فى تمام الثامنة والنصف، بعض الأهالى يئس من المشهد المروع، فكان الجرى صوب المزلقان هو سبيله لـ«فش غله»، أكثر حادث عايشه الدكتور إيهاب هو انقلاب أتوبيس أسفر عن 9 قتلى و26 مصاباً، كان ذلك قبل 20 عاماً، لا يزال مدير المكان يحاول ألا تظل حالة الذهول متلبسة إياه «عمرى ما تخيلت إنى أشوف اليوم ده»، يختم بها وسط هيستيريا من أصوات الأهالى وذوى الأطفال المستمرين فى تقبيل قطع اللحم أو «الأشلاء» -حسب التقرير- آخر رائحة من أحبائهم الصاعدين إلى السماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer