أحتفظ بفيلم "ذهب مع الريح" على حاسبي الشخصي.. وأعجبت بالنسخة القديمة من فيلم "كوكب القرود"
كتب : عمرو عز الدين
الخميس 29-11-2012 03:43
نشرت مجلة التايم الأمريكية، اليوم، نص الحوار المطول مع الرئيس
محمد مرسي، تكلم فيه عن الأوضاع العالمية والشأن المصري في الأزمة
الدستورية الراهنة وكذلك تعرض في حديثه لجماعة الإخوان المسلمين، التي
وصفها بالجماعة الديمقراطية.
وإلى نص الحوار:
** الآن أنت في بؤرة الساحة العالمية...
* الساحة العالمية مليئة بالمصاعب، العالم الآن أصعب مما كان عليه
أثناء ثورتكم. العالم معقد وصعب ومتشابك، أشبه في تعقيده بالإسباجتي،
والأمور مختلطة، لذلك نحن في حاجة لأن نأخذ الأمور ببساطة وأن نعمل معًا،
لأن العالم كله يأمل في السلام، كل أنواع السلام. وأعتقد أنكم تعرفون أن
الناس عامة يحبون أن نعمل على حفظ كل معاني السلام. وأنا لا أتكلم عن
السلام بمعناه الدارج، ولكن أتكلم عن سلام العقل وراحة البال والقلب، سلام
التعايش، السلام الاجتماعي والثقافي، ليس فقط السلام العسكري.
** شكرًا على الاهتمام بالحوار الذي يعد جسرًا جيدًا بين الولايات المتحدة ومصر".
حينما أتكلم عن الولايات المتحدة فأنا أعني المواطنين الأمريكيين،
أكثر ما أعني السلطة، والسياسيين. الأمريكيون كما أعرفهم هم شخصيات ودودة
ومتحضرون، لقد كافحوا ومنحوا الكثير لبلادهم والعالم. المناخ يختلف هنا لكن
وسائل الإعلام قربت المسافات جدًا وجعلت العالم مكانًا صغيرًا، وأصبح
الناس يعيشون في قرية صغيرة معًا.
الناس مشغولون بحياتهم، ولكن أعتقد أنهم يتطلعون إلى وضع أفضل في
العالم خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس أوباما. أريد أن أستفيد أنا
أيضا من ذلك، بأن أحظى بجسر قوي بيننا، بين الشرق الأوسط والناس في الشرق
الأوسط من ناحية، وبين الغرب من ناحية أخرى، وأن يكون هناك توازن، حتى يمكن
للناس أن يشعروا بأنهم يعيشون في سلام، وأنهم متساوون ومستقرون في بلادهم،
وذلك حتى يمكن للناس أن يبذلوا أحسن ما عندهم للحصول على ما يتوقعونه،
ويشعروا بالديمقراطية والحرية.
الناس هنا لم يشعروا بذلك خلال أكثر من ثلاثين عامًا، بل أكثر من
ذلك كثيرًا. عاشوا لعقود تحت نظام قمعي ديكتاتوري جدًا. شعر المصريون أنهم
ليسوا جزء في المعادلة السياسية، وأنا شخصيًا كنت أعاني.
لقد رأيت الغرب والشرق هنا وهناك، ودرست التاريخ ورأيت ما يجري، إلى
جانب الهندسة طبعًا، وتعلمت كثيرًا من وجودي هنا وهناك، خاصة في الولايات
المتحدة، تعلمت من الحياة مع المواطنين في الولايات وفي الجامعة وفي
الصناعة والأسواق والمتاجر. طبعًا لم يكن الإعلام قويًا مثل الآن، ولكنني
كنت أستيقظ كل يوم على برنامج "صباح الخير يا أمريكا"، وشاهدت باربرا
والترز وبرامجها العظيمة، ووالتر كرونكايت طبعًا، ولم أنس مطلقًا الأسرى في
إيران في فترة رئاسة كارتر، واليوم الذي غادر فيه مكتبه حين أفرجوا عن
الرهائن، الذين احتجزوا لمدة أكثر من عام، كان هذا كفاحًا كبيرًا".
أؤمن بالمواطنة.. والحقوق المتساوية للرجال والنساء والمسيحيين والمسلمين
الأمور كانت تجري بطريقة محددة بين الشرق والغرب، وكذلك الجنوب.
المواطنون في الجنوب عانوا كثيرًا بسبب إخراجهم من المعادلة العالمية. الآن
نحن نود أن ندخل هؤلاء الناس في القضايا العالمية، وعندها سوف يشعرون أنهم
يعيشون في بلدانهم أحرارًا، يتكلمون ويتحركون وينتجون ويعملون ويكسبون
ويفقدون، أيًا كان. هذه مرحلة جديدة ليس فقط لمصر، أو لمن صنعوا الربيع
العربي، لكن للعالم كله، لكي ينتبهوا لأخطاء الماضي، وبشكل ما فإننا نتحرك
في كل الاتجاهات، نحاول أن نقول للناس حول العالم، ونقنع الحكومات والقادة
أننا يجب أن نعيش في سلام".
الصراعات والنزاعات لن تقود الاستقرار للعالم. ولكن التعاون هو من
يؤدي إليها. هذا هو مايجب أن نكافح من أجله، وهو كفاح صعب جدًا... كفاح من
أجل أن يكون لدينا ثقافة جديدة، ثقافة عالمية، نحترم كل بلد على حدة
وثقافات الشعوب، ثقافاتهم المحلية، ثقافة التعاون ووقف الحروب، ووقف إراقة
الدماء. ثقافة المعاني الحقيقية للسلام، وأن التحركات العسكرية للدفاع وليس
الهجوم، وأن نستخدم الطاقة في التطبيقات المدنية أكثر من التطبيقات
العسكرية. كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ أعتقد أننا نستطيع. هذا حدث مبكرًا
بالفعل، ربما منذ قرنين أو ثلاثة قرون ماضية، لكن الأمور اختلفت، ونتج عنها
حربان عالميتان وأكثر من 50 مليون قتيلا.
أنا لا أحب أن يقول أهل بلدي أن الولايات المتحدة ضدنا، لأنني أعرف
المواطنين الأمريكيين وأعرف أنهم مختلفون عن الوضع السياسي المتعارف عليه
منذ فترة طويلة، المعايير المزدوجة وما إلى ذلك مما يجري في العالم. ولكن
الآن أعتقد أنني أبدأ عهدًا جديدًا، مبني على التوازن والعلاقات النفعية
المشتركة التي يجب أن تحترم من كل الأطراف. أفريقيا العالم العربي
والإسلامي والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. هناك منافسات مختلفة قوية جدًا
جدًا.
"لهذا قلت أنها ليست سهلة كما كانت. لا زلت أتذكر مقولة شائعة في
الولايات المتحدة، حين وصف الأمريكان أنفسهم "نحن أمة الأمم" وهو تعبير قوي
ومعبر جدًا. إنه يقول شيء في جملة قصيرة جدًا ومركزة، المقولة تفيد أننا
نستطيع أن نعيش معًا. وأعتقد أن الولايات نجحت في ذلك على مدى عظيم. ولكن
على المستوى الدولي، فالتقييم يقول شيئا آخر مختلف.
السؤال الآن هو، كيف إذن يمكننا أن نحقق ذلك؟ الاقتصاد الآن غير
متوازن في العالم. المواد الخام في جهة، والتكنولوجيا والمنتجات والتطبيقات
العلمية المتقدمة جدًا في جهة أخرى. تصنيع المواد الخام وبيعها مرة أخرى
يجعل هناك اختلافًا كبيرًا في سعرها، ويبقى الفقراء أكثر فقرًا، والأغنياء
أكثر ثراءً. نحن نريد أن نخلق توازنا في الاقتصاد، ليس فقط في السياسة،
وهما مرتبطان بالطبع. وكذلك فأنا أفكر بشكل اجتماعي، فنحن لا يمكن أن نكون
متطابقين ثقافيًا أبدًا. يمكننا أن نتعاون ونندمج بقدر المستطاع، وكيف يمكن
أن نفعل ذلك؟ أعتقد القادة حول العالم لديهم مسؤولية ضخمة في هذا. الجنس
البشري يمكنه أن يتعايش معًا.
أتذكر فيلمًا شاهدته، كوكب القرود، النسخة القديمة وليس الجديدة،
فهناك نسخة جديدة مختلفة، وليست جيدة للغاية، لم تكن تعبر عن الواقع مثل
النسخة الأولى، ولكن في النهاية لا زلت أتذكر. عندما كان القرد الكبير،
الذي كان رئيس المحكمة العليا في الفيلم، كان أحد العلماء البشر يخدمه،
ويقومان بتنظيف الأشياء وكان مقيدًا هناك، وكان هناك كوكب القرود بعد
التأثير المدمر للحرب الكبيرة، وتأثير القنابل النووية وما إلى ذلك في
الفيلم، وكان العالِم البشري يطالبه أن يفعل شيئًا، كان هذا بعد ثلاثين
عامًا، قال له: "لا تنس أنك قرد، لا تسألني عن هذا العمل القذر" فماذا قال
القرد الكبير؟ قال: "أنت بشري، أنت من قعلت ذلك في نفسك" وهذا هو
الاستنتاج، هل يمكننا أن نفعل شيئًا أفضل لأنفسنا؟.
لقد شاهدته قبل ثلاثين عامًا، وهذا هو دور الفن الهام جدًا. أيضًا
فيلم ذهب مع الريح كان يعالج مشاكل اجتماعية. الاسم العربي له كان "خمسة في
الجحيم"، وهذا كان عنوانًا عربيًا عن خمسة أمريكيين يعملون خلف الخطوط
الألمانية وكانوا يستخدمون أجهزة عسكرية بدائية. أعتقد أنه كان تشارلز
برونسون، وما زال عندي بعض منهم على حاسبي الشخصي.
** كيف كان التواصل مع الرئيس أوباما خلال أزمة غزة؟
* الرئيس أوباما كان متعاونًا جدًا ويمكن أن أقول أن أفعاله توافقت
مع نواياه. تكلمنا كثيرًا عن التهدئة والهدنة، وهو أمر هام جدًا، ولم يكن
هذا سهلا بل في غاية الصعوبة، كلا الجانبين كانا يتكلمان عن الاختلافات بين
الفلسطينيين والإسرائيليين، ونحن كنا نريد الأطراف أن تتحدث عن التشابهات،
وقد عملنا على هذا الأمر بقدر استطاعتنا.
إذا استطعنا النجاح بنسبة 60-70% فأنا أعتبر ذلك نجاحًا كبيرًا، ولو
مضينا قدمًا، فإن هذه المنطقة من العالم سوف تكون أفضل. الاستقرار في هذه
المنطقة، مصر وما حولها، مهم جدًا، ولهذا فإننا لدينا تحدٍ كبير في مصر.
لدينا قوى تريد أن تجرنا للخلف بلا شك، ويمكن أن تروا ذلك في تونس وليبيا
وبشكل كبير في سوريا. وهدفهم أن يجرونا للخلف للوضع القديم، ونحن نقاتل ضد
هدفهم ولا نقاتل الناس. هذه المنطقة من العالم يجب أن تنال فرصتها لتتقدم،
وثمن التقدم كبيرًا، ولكنه أرخص من الحروب كثيرًا. الناس يتطلعون بقوة إلى
وضع أفضل، وحياة أفضل لأطفالهم وأحفادهم وللمنطقة بأسرها".
"هذا يأخذ وقتًا، وهذه عنق زجاجة، وعنق الزجاجة تأخذ أعوامًا. في
الولايات المتحدة أخذت أعوامًا من الدماء لفترة ليست بالقصيرة، وإبراهام
لينكلون الذي يعد علامة بارزة وفارقة، أخبر الناس كيف يكونوا معًا بعد
الحرب، كيف يمكن أن نرى بلدنا في وضع أفضل. أعطيت له الفرصة وأعتقد أنه نجح
في ذلك بشكل عظيم. ولقد خلقت المعاناة بعد الاستقرار، أو الإصرار على
الاستقرار عندما أصبحت المعاناة أكبر بعد الميلاد. والناس سوف يدركون أنهم
يجب أن يتمسكوا بما حققوه.
عندما ينظر العالم لنفسه ليرى ما يحدث، أعتقد أنهم الآن يدركون،
والناس حول العالم يدركون أن الحرية أفضل من الديكتاتورية. الديمقراطية
أفضل لكل العالم. وإذا كانت هناك بقعة ديكتاتورية، ستجد أن الناس ليسوا
أحرارًا، غير راضيين ليس لديهم الغذاء ولا المأوى، تحت خط الفقر، وهي بقعة
خطيرة جدًا على العالم أجمع، لأن هؤلاء الناس سوف يتحركون إلى أماكن
مختلفة، سوف يحملون مشاعر سيئة تجاه بعضهم البعض، يسلكون سلوكًا غير حميد
وقد يسلكون مسلكًا خاطئًا. إذن كيف نوفر التقدم لأفريقيا والشرق الأوسط
والبلدان في تلك المنطقة؟ المصريون جاهزون. نحن لدينا موارد، ولدينا قدرة
على التحمل، لدينا نوع فريد ومميز من المواطنين، ونحن على الطريق.
أرى أبعد ما يرى المعارضون.. و90% من المصريين يؤيديون الإعلان الدستوري
لقد وضعت سفينتنا على الرمال وليس الماء، لذا علينا أن ندفعها للأمام
وليس للخلف إلى المياه الواضحة، وهذا ليس سهلا، لنحتفظ بعلاقات جيدة مع
العالم، ونساعد في التنمية، ونعمل على الدمج ما بين التنمية والقضايا
الدولية والاستثمار والاقتصاد، لننشر النوايا والأفعال الحسنة، ولنحصل على
علاقات متوازنة ومشتركة مع الآخرين. ولكي نمسح الحقد والكراهية من القلوب.
الناس دائمًا ما ترى الدماء المراقة في فلسطين وأماكن مختلفة. العراق
وأفغانستان والآن اليمن وليبيا، ويشعرون بالسوء. المحاكمات التي تعمل على
التقسيم شمالا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، ودارفور وغيرها. إضافة أيضا إلى عدم
الاستقرار في الخليج، وتهديد إيران ودورها في السياسة الدولية والعالم..
الصراع حول آبار وحقول النفط. هذه كلها أمور اختلطت معًا وتحتاج لقيادات
قوية مع رؤية واضحة.
المبادئ متفق عليها حيث لا يمكن لأحد النقاش حول المبادئ، الكل
يتحدث عن السلام والتنمية والاستقلال. الأمم المتحدة أنشات في 1947. وقبلها
كانت عصبة الأمم، ولكن على الأرض كان تأثيرها ضعيفًا. نحن أكثر من 190
دولة على ما أعتقد، والآن فلسطين تريد أن تجد لها موقعًا على الأرض، ونحن
نساعدهم، وهذا لا يعني أنها ستكون قادرة على الهجوم على غيرهم، لا أظن أن
لديهم القدرة على ذلك، لكن أقصى ما يستطيعونه هو المقاومة، وأن يقولوا
"ماذا لدينا كي نخسره"؟
** هل الإخوان المسلمين تنظيم ديمقراطي؟
* وفقًا لتعريف الديمقراطية أقول نعم، نعم كبيرة بالتأكيد، وهذا
ينبع من الإيمان، الإيمان بتعريفه الإسلامي، الذي يشمل الحرية لجميع الناس،
وحرية الاعتقاد، وحرية التعبير عن الرأي، والمساواة والاستقرار وحقوق
الإنسان. هذه معتقدات، وهذا يأتي من إيماننا بالديمقراطية والفرص
المتكافئة. لكن أيضًا ذلك بالمسؤولية والقانون والدستور.
الرئيس اتهم النظام السابق في التخطيط للعنف والفوضى
مصر دولة كبيرة وقديمة، وأول دستور لها كان في 1923، وتحركنا بعدها لوضع
أكثر استقرارًا، ولن نستقر إلا إذا كانت لدينا حرية وديمقراطية وحقوق
مكفولة للجميع، حقوق متساوية للرجال والنساء، والمسلمين والمسيحيين وأي
إنسان يحمل أي رأي. الشيء المشترك والخط الأساسي الذي يجمعنا هو الجنسية
والمواطنة.. أن تكون مصريا، وهذا يكفي. والقانون فوق الجميع.
كان لدينا انتهاكات كثيرة، لذلك فإن كل ما كانت تحاول الجماعة أن
تفعله هو إرساء قواعد دولة دستور والمؤسسات. لذلك إن كانت لدينا الفرصة،
فإن هذا سوف يصب في مصلحة المصريين، كل فرد في مصر، مسلمين ومسيحيين.
ومصلحة الإخوان المسلمين وغيرهم هي دولة دستورية ودولة مؤسسات.
"نا حريص جدًا على وجود حرية تعبير حقيقية. حرية حقيقية للاعتقاد
وحرية ممارسة العقائد الدينية. أنا حريص وسأظل حريصًا على تغير وتداول
السلطة. أنا رئيس منتخب ومسئوليتي الرئيسية هي قيادة سفينة الوطن خلال تلك
الفترة الانتقالية، وهذا ليس سهلا. المصريون يتحركون إلى الأمام في طريق
الحرية والديمقراطية وهذا ما أراه، العدالة والعدالة الاجتماعية، والتنمية
في معناها الشامل، تنمية بشرية وصناعية الإنتاجية والبحث العلمي والتنمية
السياسية، وروابط دولية متوازنة مع كل الأطراف المختلفة غربًا وشرقًا. نحن
حريصون في مصر، وأنا حريص بشكل شخصي، على الحفاظ على الحرية والديمقراطية
والعدالة والعدالة الاجتماعية. والإخوان المسلمون لا يقولون شيئًا غير هذا.
** الإعلان الدستوري الصادر الأسبوع الماضي أثار الكثير من الجدل، إذا كان عليك أن تقوم به من جديد هل سيكون مختلفًا؟ هل كنت ستنقحه؟
* لا. أنا لا أرى الوضع بهذه الطريقة. ما أراه الآن أن المصريين
أحرار. تعلو أصواتهم عندما يعارضون الرئيس، وعندما يعارضون ماذا يحدث؟ هذا
هو المهم. هذا هو حقهم في التعبير وأن يرفعوا أصواتهم ويعبروا عن مشاعرهم.
ولكن هذه مسؤوليتي. إنني أرى أكثر مما يروا هم. أعتقد أنك رأيت أكثر
استطلاعات الرأي الحالية، أرى أن هناك من 80 إلى 90% من الناس في مصر،
وفقًا لاستطلاعات الرأي، يوافقون مع ما فعلت. هذا ليس ضد الناس، وهناك
اختلاف كبير بين ما يحدث الآن وبين ما حدث في يناير 2011. والآن يوجد بعض
العنف الذي لم يكن موجودًا من قبل.
هذه مسؤوليتي وبصفة عامة فإن التعبير ليس سيئًا، رغم أن هناك بعض
العنف، كما أن هناك علاقة مشتركة بين أعمال العنف وبعض رموز النظام السابق،
وأعتقد أنك وأنا، رغم أني أعرف معلومات أكثر، نشعر بشيء مثل هذا في هذا
الموضوع".
علينا جميعا الالتزام باستخدام القوة العسكرية في الدفاع فقط وليس الهجوم والاعتداء
"لست قلقًا. وأثق أن المصريين سوف يمرون من هذا. ونحن نتعلم كيف نكون
أحرارًا، ولم نر أيا من هذا من قبل. نحن نتعلم كيف نناقش ونختلف، كيف نكون
أغلبية وأقلية، والوضع هنا ليس بين أقلية وأغبية، بل بين أغلبية ومعارضة.
نحن ليس لدينا برلمان الآن وهذا شيء سيء جدًا، كما أنه ليس لدينا دستور،
وهذا الموقف يحثنا ويدفع الناس للانتهاء من هذا، ولكن في مناخ مستقر ووضع
يسمح للناس بالذهاب إلى التصويت على لدستور. نحن نريد أن ننهي تلك العملية.
أنا رئيس كل المصريين، علي أن أرعى الحدود وأرى ما يحدث في الصعيد
وسيناء والتحرير وأماكن مختلفة. وهذه مسؤولية وتحد كبيرين، يجب أن أرى كيف
سأمر من عنق الزجاجة، وهو عنق زجاجة طويل ظل لمدة عامين أو اكثر، وقد يأخذ
وقتًا أطول. لكنني متأكد أننا نمضي قدمًا من أجل الدستور، فإذا أصبح لدينا
دستور فإن كل ما قلته الأسبوع الماضي سوف ينتهي، وسوف يكون لدينا دستور
يمثل كل المصريين، وبما أنه ليس لدينا برلمان فإنني المسؤول عن التشريع وهو
ما يعد مسؤولية كبيرة وجادة، كما لا أريد استخدام حق التشريع إلا حين تكون
هناك حاجة لذلك.
نحن نتحرك ببطء مع بعض الصعوبات ولكن أيضًا بنجاح، وعندما نرى الناس
يعبرون عن أنفسهم بأعداد كبيرة يجب أن نرى مؤشرًا إيجابيًا، لكن العنف ليس
إيجابيًا بالطبع، وعندما يكون هناك بعض الناس يحاولون أن يهددوا سلامة
سفينة الوطن، فإنها مسؤولية الرئيس والحكومة لنرى ما يمكن عمله.
نحن نعمل على حماية الناس ونسمح لهم بالتحرك فهم أحرار، لكن
مسؤوليتنا هي حمايتهم والحفاظ على أمنهم لنمنحهم الفرصة للتتعبير بدون
العنف على حدود ميدان التحرير، الذي بدأ حتى من قبل أن أصدر الإعلان
الدستوري.
هناك شيء ما من سوء الفهم لدى قلة، لكنه سوف يمر وسوف يسجل كنقطة
مضيئة في تاريخنا، خاصة خلال العامين الأخيرين، وقد شاهدنا خلال الانتخابات
الرئاسية صراعًا كبيرًا، ليس تقليديا أو معتادا بين قوى النظام السابق
وقوى الثورة، وهي تجربة جديدة علينا جميعًا في تاريخنا كله، فلا نتوقع أن
يمر بسهولة على الإطلاق.
** عام 2012 كان عامًا كبيرًا، أمورًا كثيرة جرت، ونعتك الكثيرون برجل دولة بينما وصفك الآخرون بالفرعون الجديد. ما تعليقك؟
*الفرعون الجديد؟ هل يمكن أن أكون كذلك؟ لقد عانيت كثيرًا منذ بدأت
العمل السياسي في 1986 وترشحت للانتخابات البرلمانية في 1995 التي كانت
مزورة، ثم ترشحت مرة أخرى في 2000 وأصبحت عضوًا بالبرلمان لدورة 2000-2005،
وكنت مسؤولا عن العمل السياسي بجماعة الإخوان المسلمين لمدة 10 سنوات. لقد
جئت من قلب المجتمع المصري وأعرفه جيدًا من الداخل وأعرف ما يعاني منه
الناس. جئت من محافظة الشرقية وتخرجت من جامعة القاهرة ونلت الدكتوراة من
أمريكا وذهبت إلى السجن بسبب دفاعي عن القضاء وقضاة مصر، وأعرف جيدًا معنى
الفصل بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهو المفهوم الرئيسي
لدولة المؤسسات، كما أن الشعب هو مصدر السلطات.
الرئيس قال أن 90% من المصريين يوافقون على الإعلان الدستوري
الرئيس يمثل السلطة التنفيذية، والرئيس منتخب من الشعب، وأنا حريص على
أن يحصل الناس على حريتهم الكاملة بالانتخاب وحريص كذلك على تداول السلطة
من خلال انتخابات حرة.
لقد ذهبت إلى أماكن كثيرة في العالم وأعرف كيف تجري الأمور، كما
أعرف الكثير عن التكنولوجيا والأبحاث والتطبيقات العلمية والثقافة والحضارة
والاختلاف بين الأمم في العالم وطبيعة التاريخ، وكذلك أنا باحث إسلامي،
لست عالمًا ولكنني أتحدث عن الإسلام، وأعرف، حقيقة، ما هو الإسلام.
بالإضافة إلى أنني مارست حياتي وفقًا للإسلام، كذلك في المجتمع
والبرلمان والآن في الرئاسة التي قضيت بها فقط خمسة شهور وليست ثلاثين
عامًا مثل مبارك.
فقط خمسة شهور، بعد ثلاثين عامًا من التدمير والفساد وتهميش الشعب،
وكنت جزءً من الثورة وجزءً من الإخوان المسلمين، وكنت مسؤولا عن بعض
الأعمال في ميدان التحرير التي مثلت جماعة الإخوان المسلمين أثناء الثورة،
فأرجو أن تكون الأمور واضحة.
عندما يكون لدينا دستور فإن كل ما قررته سوف يتوقف على الفور، وسوف يكون لدينا برلمان وانتخابات وما إلى ذلك.
** هل هناك تقبل من المجتمع ككل للدستور؟
* الناس سوف تصوت على الدستور. الآن هم يتناقشون ويتبادلون الآراء
داخل الجمعية التأسيسية المنتخبة بصورة شرعية. وعندما ينتهون سوف أطرح
الدستور للنقاش المجتمعي لنحو أسبوعين، وبعدها يقوم الشعب بالتصويت، حيث
تكون مسؤوليتهم التامة.
** وماذا عن الأجواء السياسية التي تمر بها البلاد؟ ألا تشير أحداث
الأسبوع الماضي إلى وجود تفكك في المجتمع بدلا من أن يلتفوا معًا حوله؟
* لا أبدًا. هذا ليس تفككًا. لكن هناك الأغلبية وهناك والمعارضة.
المعارضة ليست كما كانت من قبل، فالآن لديهم الحق في التعبير وأن يقولوا ما
يحبون. لو لدينا نسبة 25% او 30% من المعارضين في المجتمع، فهذا ليس رقما
كبيرا، خاصة في شعب تعداده 90 مليون نسمة.
لذلك فإن التعبير السلمي غير العنيف من المعارضة هو أمر صحي جدًا
وهام للغاية، والعنف مرتبط بالنظام القديم كما أوضحت سلفًا، حيث يريدون
بطريقة أو بأخرى سحبنا إلى الخلف.
هذا العام 2012 هو أفضل عام مر في تاريخ المصريين، حيث حظينا بأول
انتخابات رئاسية حقيقية في تاريخنا كله، ولم يكن هذا سهلا، حيث عانينا
كثيرًا، لكن دائمًا الميلاد الجديد لا يكون سهلا، خاصة إذا كان مولد دولة
وأمة كبيرة وعتيقة وقوية ولها جذور عميقة في التاريخ مثل مصر. نحن عندنا
العلماء والسياسيون والمعارضة والفلاحين والباحثين والأطفال، تنوع لا حصر
له من الصعب قيادته ولكن نحن قادرون على ذلك إن شاء الله. وسوف نفعل ذلك
بنجاح وسلام من أجلنا ومن أجل المنطقة والعالم أجمع. نحن أتينا في مهمة
سلام ولسنا ضد أي أفراد أو بلدان أو دول، ولكننا نريد أن نعيش في سلام
حقيقي وشامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات