نائب برلمانى سابق: مرسى طالب بإقالة الحكومة بعد حادثة قطار الصعيد.. ما أشبه الليلة بالبارحة
كتب : أحمد الشمسى
الأحد 18-11-2012 00:02
على تلك القضبان الحديدية يسير، بداخله يحوى بشراً، يتشاركون
والجماد فى أنينهم الذى يعلو ثم يخفت فى صمت، وعلى الجانب الآخر الطريق
الأسفلتى القاسى، تسير عليه المركبات دون توقف وبسرعة مفتوحة، ناضح بدماء
ضحايا الحوادث وأشلائهم، وما على الطريقين إلا الحوادث المميتة، التى تُخلف
ضحايا، الذنب لا يُلقى على عاتقهم، فالخطأ يتحمله المسئولون تارة، وموظفون
مهملون تارة أخرى، وبين الاثنين سلم موسيقى للتصريحات يبدأ ببرقيات
التعزية من وإلى رئاسة الجمهورية، ثم تكليفها للحكومة ولجنة تقصى حقائق
بمتابعة الحوادث الدموية، ثم غضب الأمهات الثكالى والأشقاء، ودموع غزيرة
تسيل من عينى رجل كانت أمنيته الوحيدة فى طفله «يشوفه وهوه بيكبر»، لتستجيب
الحكومة أو وزارة النقل التى لا تحتفظ بوزيرها بسبب تكرار المآسى والآلام،
وترد الحكومة نيابة عنها: «تقرر صرف تعويض لكل أسرة»، ليتشح أهالى الضحايا
بـ «السواد» كاتمين فى أفئدتهم نار الفراق، بينما ينظر إلى الكارثة
المسئولون وكأنها «أزمة وعدت».
من احتراق قطار الصعيد، إلى حادثة العياط، ثم الفيوم وأخيراً حادث
قطار منفلوط الذى نتج عنه مصرع أكثر من 50 طفلاً فى عمر الزهور، تصعد
التصريحات تدريجياً ومعها تتعامل الدولة مع الأزمة من «تعزية.. تكليف..
تعويض»، هذا ما يؤكده علاء عبدالمنعم -النائب البرلمانى السابق- ويُضيف:
«مفيش حاجة اتغيرت بخصوص أسلوب تعامل الدولة مع الأزمات، مفيش فرق بين نظام
مرسى ونظام مبارك.. لما حصلت حادثة العبارة، الدولة تقاعست عن إنقاذ
ركابها، وفى حادثة أسيوط المحافظ بيؤكد إن عامل المزلقان مكنش موجود، أما
الحكومة فبتقول إن المزلقان كان مقفول.. كتلة من التصريحات المتضاربة
والمتناقضة لتبرئة هيئة السكة الحديد من الحادث». الدولة تُصر دائماً على
تبرير الخطأ والكارثة.. ويُذكر «عبدالمنعم» الرئيس مرسى باستجوابه الشهير
عندما كان عضواً فى برلمان 2005 حول حادثة قطار الصعيد عندما طالب بإقالة
الحكومة، ويقول «عبدالمنعم»: «إيه الاختلاف اللى حصل من زمان ودلوقتى.. ولا
عشان هوه الريس مينفعش يقيل الحكومة اللى شكلها على إيديه».. لكن النائب
البرلمانى السابق يرى أن المشكلة ليست فى الحوادث بقدر ما هى تكمن فى
الضحايا الذين لا ذنب لهم فى أى شىء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات