الأقسام الرئيسية

عمرو صلاح يكتب: ما الفارق إذن بين زمن مبارك وزمن مرسى؟

. . ليست هناك تعليقات:

  October 14th, 2012 10:12 am


مرسي ومبارك
مرسي ومبارك
ما الفارق بين ما قاله منصور عيسوى بأن الداخلية ليس بها قناصة وما قاله محمود غزلان عن أن الإخوان لم يكونوا موجودين فى التحرير؟
ما الفارق بين أن تغزو ميدان التحرير مدججا بالسلاح فوق ظهور الخيول والجمال وأن تغزوه مدججا بالطوب والحجارة والزجاجات والعصى، وفى كلتا الحالتين تجرح وتصيب وتفقأ العيون وتُسيل الدم؟
ما الفارق بين أن تقمع تظاهره سلمية جريمتها أنها تعارضك، باستخدام جنود الأمن المركزى فى ثيابهم العسكرية كما كان يفعل مبارك، وأن تقمعها بموالين ومنتمين إلى حزبك وفصيلك السياسى فى ثياب مدنية كما كان يفعل على عبد الله صالح فى اليمن قبل سقوط نظامه ومثلما فعل مرسى أمس؟
ما الفارق بين أن يجلس فتحى سرور وإبراهيم كامل وزملاؤهما ممن حرّضوا ودفعوا وجهزوا لموقعة الجمل مرتاحى العقل والبال فى بيوتهم هانئين، يفكرون ربما فى العودة إلى ممارسة العمل العامّ بعد قرارات الإفراج، وأن يجلس مسؤولو المنيرة والشرقية بجماعة الإخوان المسلمين وهم الذين حرَّضوا ودفعوا بالشباب من الإخوان وجهزوهم لغزو ميدان التحرير بالأمس يتمتعون براحة البال نفسها، ينتظرون الأجر والثواب من الله والترقى والمكافأة من قادتهم داخل جماعتهم؟
ما الفارق بين ما قاله وزير الداخلية الأسبق منصور عيسوى عن أن وزارة الداخلية ليس بها قناصة فى الوقت الذى كنا نرصد فيه بميدان التحرير فى أيام الثورة الثمانية عشرة أناسا تتفجر الدماء من صدورهم ورؤوسهم فجأة دون مصدر إطلاق نار قريب، وما قاله محمود غزلان المسؤول الإعلامى بجماعة الإخوان المسلمين بالأمس عن أن الإخوان لم يكونوا فى ميدان التحرير فى الوقت الذى كنا نشاهدهم فيه بأم أعيُننا على جميع القنوات وفى قلب الميدان يضربون ويروعون ويطاردون المتظاهرين المكسوة وجوههم بالدماء؟
ما الفارق بين أن تخرج مهرولا من بيتك أيام الـ18 يوما تريد قتل وسحق المتظاهرين بميدان التحرير وأنت تردد عبارات تخوينهم ووصفهم بالعمالة وتَقاضى الأموال مقابل العمل ضد الوطن، ومن ثَم فالوطنية والحماسة الجاهلة تملؤك والقتل هو فعل وطنى لديك لا يثنيك عنه سوى الخيانة، وبين أن تخرج من بيتك بالأمس مهرولا إلى الميدان مرددا عبارات دفاعك عن الدين وتقف فى مواجهة مصرى مثلك تتطلع إلى قتله أو إصابته داعيا الله أن يثبتك؟!
ما الفارق بين خطابات صفوت الشريف فى عهد مبارك المتغطرسة المتعالية الواصفة لنشطاء «كفاية» والحركات الاحتجاجية والأحزاب بأن خروجها للاحتجاج واعتراضها مصدره الفشل السياسى وعددم قدرتها على خوض الانتخابات، وخطاب عصام العريان بالأمس على «الجزيرة مباشر» الواصف للمتظاهرين بأنهم أصحاب نزعات انتقامية «لينينة ستالينية» يعرفون أن مصيرهم فى الانتخابات الديمقراطية هو الفشل وهو ما يدفعهم إلى التظاهر فى ميدان التحرير وتهديد استقرار الوطن؟!
ما الفارق بين رجال القانون والسياسة والأدب النابهين والبارعين فى مجالاتهم والذين استخدمهم نظام مبارك لتجميل وجهه القبيح، وتطريز جاكتته فتلوثوا وتواطؤوا حتى بصَمْتهم العاجز قليل الحيلة وتنظيرهم الممل القاتل الفاقد للمنطق، وأناس يحظون بالاحترام أمثال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح والمستشار محمود مكى من أعضاء الفريق الرئاسى الذين شاهدوا حماقة وقمع وعنف نظام مرسى ولا يزالون فى أماكنهم ضمن الفريق الرئاسى ينظّرون ويبررون، بينما يقربهم ببقائهم فى مواقعهم من مصير من سبقهم ولا يفصلهم عنه سوى خطوتين أو ثلاثة؟
ما الفارق بين تغطية الإعلام الحكومى والرسمى من قنوات وصحف فى عهد مبارك -يرأسها منتمون إلى نظامه- للتظاهرات المناوئة والمعارضة له، وتغطية التليفزيون المصرى والصحف القومية -التى صار المسؤولون عنها من أتباع مرسى- للتظاهرات والاحتجاجات والاعتداءات التى جرت بحق منظميها بالأمس فى ميدان التحرير؟
ما الفارق بين أحمدى نجاد الذى لا يكف منافقوه وخدمه عن التقاط الصور له وهو يصلى وينام فى المساجد ويلوح للجماهير عادة من فوق سقف سيارته المكشوفة، ولا يتوقف عن الحنجورية واللغو الفارغ الخالى من المضمون فى المؤتمرات الدولية واللقاءات الجماهيرية الشعبية، بينما يقمع ويسحل المتظاهرين المعارضين له من ناحية، وبين الرئيس مرسى الذى لا يفوّت صلاة إلا أحصاها فى وسائل الإعلام، ويعانى من هوس الزعامة والحنجورية الفارغة، بينما فى أول تظاهرة معارضة له كان رجاله ينتزعون من المصريين الحق الذى أتى بمرسى إلى سُدّة الحكم؟
ما الفارق بين من فوق أكتافهم سيوف وفى عقولهم غرور وغطرسة نظامية ينظرون إلى خصومهم على أنهم يستحقون السحق، ويبررون جرائمهم ويعلقونها على شماعة الطرف الثالث، ومن فى وجوههم لِحًى وفى عقولهم احتكار للإسلام ويفعلون الشىء نفسه فى التعامل مع خصومهم السياسيين، بل ولا يبالون حتى بوصاية الرسول فى التعامل مع الأعداء فى حالة الحرب، إن افترضنا أن كراهيتهم لمعارضيهم ترقى إلى درجة رؤيتهم كأعداء حرب؟!
قليل من التأمل يقودك إلى إجابة واحدة: «لا فارق».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer