الأقسام الرئيسية

عودة السيد اللواء سيد

. . ليست هناك تعليقات:

  October 5th, 2012 9:37 am


السيد اللواء سيد شفيق مدير مباحث العاصمة.. خير، ماذا بسيادته؟! أبدًا، لا تقلق واطمئن خالص وتماما، فالموضوع خير أكيد ووفير إن شاء الله، كل ما فى الأمر أن الرجل اللواء المباحث الهمام هذا عاد بالسلامة وأعلن فى حديث صحفى نشرته «المصرى اليوم» يوم الثلاثاء الماضى عن كشف علمى مدهش وعبقرى اكتشفه معاليه، بينما هو يعمل فى معمله الأمنى بالليل والدنيا ضلمة، ومن فرط كرم اللواء فقد أهدى اكتشافه إلى جمهور القراء مجانًا، لكنه امتنع عن ذكر تفاصيله وأدلته المعملية الإمبيريقية (يعنى التجريبية)، لأسباب أكاديمية غالبًا (هناك أكاديمية للشرطة فى حى العباسية، كما يوجد فى الحى نفسه مستشفى للأمراض العقلية)، وربما لرغبة سيادته فى توفير المزيد من دواعى الإثارة والتشويق.
فأما الفتح العلمى الأمنى الذى فتح به المولى تعالى، على اللواء سيد بالذات من دون سائر خلق الله المباحث فهو اكتشاف جنابه «الطرف الثالث» المعروف اختصارًا باسم «اللهو الخفى»، إذ قال سيادته للزميلين اللذين حاوراه: «إن «البعض حاول استغلال أحداث السفارة الأمريكية (بعد حكاية الفيلم المسىء) للهجوم على الداخلية، لكن التعامل الأمنى وضبط النفس أفشل هذه المحاولة، والتحقيقات أظهرت وجود محرّضين من أصحاب الفكر الشيوعى أمدوا المتهمين بأموال للتعدى على رجال الشرطة وتدمير سياراتهم، وتم ضبط بعضهم وجارٍ التحرى عن آخرين (مشاهير) ممن ترددت أسماؤهم فى وقائع سابقة، ونستطيع أن نقول عن هؤلاء المحرضين إنهم الطرف الثالث.. لن أذكر أسماء الآن، لأن القضية ما زالت رهن التحقيق، خصوصًا أن الأسماء التى أدلى بها المتهمون أحادية أو أسماء شهرة غير معروفة للإعلام…»!!
ثم أضاف سيادة شفيق سيد اللواء موضحًا أكثر: «تبين من التحقيقات أن المتهمين حصلوا على مبالغ تتراوح بين 50 و100 جنيه ووجبات (طعام) لكل منهم من منتمين إلى الفكر الشيوعى يسعون لاستغلال وجود البلطجية فى استمرار غياب الأمن فى الميدان».. أى وعهد الله، هذا الكلام قاله سيادته نصًا!!
عزيزى القارئ، قلبى يحدثنى أنك الآن تكاد تفطس من الضحك، وأظنك تدّعى عدم فهم أى حاجة خالص ألبتة من تلك الجمل والكلمات التى قد تبدو لحضرتك منتقاة بعناية من قاموس اللغة السنسكريتية (لغة هندية قديمة) لكن يؤسفنى إبلاغك بخطئك واستهتارك وجهلك بلغة العلوم والفنون المباحثية العتيقة التى ليس ذنب اللواء سيد شفيق أنك نسيتها، بعدما توهمت حضرتك أنها ماتت ودفنت إلى الأبد بعد الثورة وخلع المخلوع أفندى وولده.
والحق أن العبد لله كاتب هذه السطور، أدرك وفهم من كلام السيد لواء مباحث العاصمة أشياء ومعانى وحاجات كثيرة وجميلة جدًا قوى خالص، منها على سبيل المثال لا الحصر، الآتى:
أولا: أن «البعض الذى حاول استغلال أحداث السفارة الأمريكية» ليس له علاقة شريفة بـ«البعض» الآخر المنتمى إلى الست «الجماعة» الحاكمة التى دعت علنًا ورسميًّا وحرضت جهارا نهارا على هذه الأحداث.
ثانيا: تجارب سيادة اللواء المعملية والبحوث التى أجراها على عينات من المحرضين أثبتت لجنابه أن هؤلاء ينتمون إلى الفكر «الشيوعى» وليس «الإخوانى» ولا «السلفى»، حتى وإن بدا واضحا لكل أعمى فى عين أهله أن الصور المسجلة والأدلة المادية الثابتة تشى وتقطع بعكس ذلك تماما.
ثالثا: ومع أن السيد اللواء سيد وصف المحرضين أولئك بأنهم «مشاهير» إلا أن سيادته لاحظ أنهم أيضا وكذلك، مجاهيل ونكرات، وأسماؤهم «غير معروفة للإعلام».. كيف ولماذا؟ لأن الحرب خدعة!!
رابعا: أن المتهمين «حصلوا على مبالغ تتراوح بين 50 و100 جنيه ووجبات لكل منهم من منتمين إلى الفكر الشيوعى يسعون (بتوع الفكر) لاستغلال وجود البلطجية فى استمرار غياب الأمن فى الميدان».. إذن، مين الحمار فينا؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer