الأقسام الرئيسية

أبواب الجنة

. . ليست هناك تعليقات:

  September 28th, 2012 9:07 am


المدهش فعلا أن كثيرًا من الوُعَّاظ الغِلاظ والدُّعاة الغُلاة ينزلون على مسامع الناس بأحكام قواطع عن الجنة ومن يدخلها كأنهم والعياذ بالله يملكون مفاتيحها!
بل يحددون من يدخلها ومن يُحرَم من نعيمها وهم جالسون مضطجعين على مقاعدهم أو شلتات مساجدهم كأنهم ينازعون الله سيادته ورحمته فى الإنعام على أى من خلقه بدخول الجنة.
وعندما نقول أيا من خلقه فنحن نعنى غير المسلمين كذلك، فهى جنة ربنا وهو حر فيها، تنزَّه اسمه، يبدو أن لدى أصحاب كل دين غراما فى نفى أى احتمال لدخول أصحاب الدين الآخر الجنة وأن الجنة عند المسيحيين هى للمسيحيين، وعند اليهود هى لليهود فقط، وعند المسلمين هى لهم وحدهم.
لن أدخل فى علم مقارنة الأديان هنا، وسأكتفى بالتجول معكم فى رحاب دينى، فى الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ فكبرنا، ثم قال: أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ فكبرنا، ثم قال: إنى لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، وسأخبركم عن ذلك.. ما المسلمون فى الكفار إلا كشعرة بيضاء فى ثور أسود أو كشعرة سوداء فى ثور أبيض» فى لفظ مسلم.
وعند البخارى: «وكشعرة سوداء فى ثور أبيض».
وعن بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة عشرون ومئة صف، هذه الأمة منها ثمانون صفا» رواه الإمام أحمد والترمذى وإسناده على شرط الصحيح، ورواه الطبرانى فى معجمه، وقد تكلم فيه ورواه أيضًا من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: كيف أنتم وثلثها؟ قالوا: ذاك أكثر، قال: كيف والشطر لكم؟ قالوا: ذاك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومئة صف لكم منها ثمانون صفا».
وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا موسى بن غيلان بن هاشم بن مخلد، حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن أبى عمرو عن أبى هريرة قال: لما نزلت (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم ربع أهل الجنة، وأنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة»، قال الطبرانى: تفرد برفعه ابن المبارك عن الثورى.
ماذا نفهم من هذه الأحاديث النبوية الشريفة؟ نفهم أن القرآن الكريم لم يقطع بأن الجنة للمسلمين فقط، حتى إن الآية الكريمة التى تخبرنا بأن «الدين عند الله الإسلام» تتحدث عن الآخرة لا الدنيا، بمعنى أن الدين فى الدنيا ليس الإسلام فقط، ولو أراد الله أن يكون العالم كله مسلما لفعل، لكن إرادته أن لا يحدث هذا بحكمة.. ثم إن الله -لا الإنسان- هو من يقبل دين المرء أو يرفضه ولا دخل لنا نحن العباد والعبيد بهذا، والعودة للأحاديث النبوية عن أهل الجنة تجزم بأن الجنة ليست حكرًا على المسلمين، بل نحن طبقًا لروايات متعددة من حديث واحد بين ربع إلى ثلثى أهل الجنة.. طيب ماذا عن بقية سكان الجنة والمنعمين بها؟! الإجابة فى منتهى الوضوح وبمنتهى المنطق أنهم غير مسلمين.. مَن هُم بقى؟ الله أعلم.. مسيحيون، يهود.. من تشمله رحمة ربى، فالمرء لا يدخل الجنة بعمله ولكن برحمة من الله، وقد يضيِّق البعض باب الجنة على الجميع فيقول إن المقصود بأهل الجنة من غير المسلمين الأقوام التى لم تلحق بالبعثة النبوية وقبل ظهور الإسلام.. والحقيقة أن هذا كلام لا دليل عليه على الإطلاق، بل هو تدخُّل فى مشيئة وقدرة ورحمة الله تعالى، فلا علم لنا بمن يدخل من ملل غير الإسلام.. ثم تعالوا هنا، إذا كان المسلم نفسه ليس ضامنا جنة لكونه مسلما.. عشان كده فليهتم المسلمون بأنفسهم ويحاولوا التُّقى والعفاف والعمل والعلم والعدل حتى يدخلوا الجنة، ولا يشغلوا بالهم بمنع غيرهم من دخولها.. خلينا ف نفسنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer