September 26th, 2012 9:33 am
إسرائيل عامل مشترك فى كل الكوارث والنكبات التى تضرب بلادنا، فهى
«اللهو الخفى» الذى يوجه إلينا الضربات المتتالية دون أن نراه أو نلمحه،
ودون أن تكون لدينا القدرة على تقديم الدليل، مثلها فى ذلك مثل الطرف
الثالث الذى ارتكب جرائم بحق المصريين فى حوادث «مسرح البالون، العباسية،
ماسبيرو، محمد محمود، مجلس الوزراء وفى استاد بورسعيد أيضا». فما من جريمة
تقع على أرض مصر إلا وهناك من يبادر صارخا «إسرائيل، إسرائيل، الموساد
والصهيونية». طبعا القضية لا تخلو من اعتماد على قدر من الحقائق، باعتبار
أن إسرائيل شنت علينا حروبا عديدة، ومسؤولة عن أرواح نحو مئة ألف من خيرة
شباب مصر، وتدمير مدن القناة، وقتل أطفال (بحر البقر) وعمال مصانع وتصفية
علماء، لكن اتهام إسرائيل بأنها وراء كل مصيبة على أرض مصر وفى الفضاء
الإقليمى يعتمد بشكل أساسى على الصورة النمطية لإسرائيل باعتبارها دولة
عنصرية عدوانية، دولة احتلال تقليدى فى زمن لم يعد يشهد مثيلا لهذا النوع
من الاحتلال، كما أنها دولة احتلال استيطانى إحلالى، لكن القضية لا تبنى
على عوامل موضوعية بقدر ما تستند إلى صورة إسرائيل لدى الرأى العام
المصرى، وهى صورة نمطية سلبية أحيانا تتجاوز الصهيونية لتطول الديانة
اليهودية. هناك من بادر باتهام الموساد الإسرائيلى بالضلوع فى تفجيرات شرم
الشيخ والعريش قبل سنوات، وهناك من عاد ليكرر الاتهام فى الجريمة الغادرة
التى راح ضحيتها سبعة عشر جنديا وضابطا مصريا فى هجوم غادر فى أثناء
تناولهم وجبة الإفطار فى أحد أيام رمضان. وفى جميع الحالات لم تكن إسرائيل
وراء أى من هذه الجرائم، فاللأسف الشديد الجريمة النكراء الأخيرة ارتكبتها
مجموعة جهادية تسللت إلينا من قطاع غزة، وكشفت التحقيقات المصرية عن
شخصية القتلة، وهم خمسة من الفلسطينيين الموجودين فى قطاع غزة حتى اليوم،
وتعرف حركة حماس أسماءهم ولم تبادر بتسليمهم لنا لينالوا الجزاء العادل،
لقاء ما اقترفوا فى حق أبناء مصر.
آخر مستجدات الأحداث فى مسلسل «إسرائيل، إسرائيل» هو وقوف الدولة العبرية وراء النزاع ما بين جامعة النيل وجامعة زويل، وقد وردت فى هذه القضية روايتان متناقضتان، الأولى أن إسرائيل تعمل على تدمير مشروع الدكتور زويل الذى سينهض بالعلم فى بلادنا، ومن ثم فهى تقف وراء رفض تسليم مبانى جامعة النيل لمؤسسة الدكتور زويل، لأنها لا تريد لمصر دخول عصر العلم الحديث على يد الدكتور زويل. فى المقابل استخدم خصوم الدكتور زويل إسرائيل باعتبارها هى التى تقف وراء محاولاته الرامية إلى تصفية جامعة النيل، ودخل اثنان من الإعلاميين المصريين فى سجال حول وراء من تقف إسرائيل؟ منهما من قال إن إسرائيل تقف ضد مشروع الدكتور زويل وتريد تصفيته وإجباره على مغادرة البلاد حتى لا تدخل مصر على يديه عصر العلم الحديث، والآخر قال إن إسرائيل تقف وراء زويل، لأنه شخص «أمريكانى» يعمل مستشارا لأوباما، وسبق له أن زار إسرائيل وحصل على جائزة منها، وبما أنه قبل جائزة إسرائيلية فهو خائن للوطن، ولا يمكن ائتمانه على مؤسسة كبرى كتلك التى خصصت الأرض والتبرعات لها. والحقيقة أن استمرار الحديث عن إسرائيل على هذا النوع والقول بأنها «اللهو الخفى» الذى يقف وراء كل مصيبة وكارثة، بل كل نزاع وخلافات بيروقراطية أو حتى طموحات إنسانية، بات أمرا هينا لنا ولمصر، فنحن لسنا على هذا القدر من الهوان، بحيث تتلاعب إسرائيل بنا وتتدخل فى أدق قضايانا، والحقيقة الثانية أن إسرائيل تستفيد أكبر استفادة ممكنة من طريقة تفكيرنا هذه، ومن استمرار السجال والمهاترة على هذا النحو، فالقضية الخاصة بمؤسسة زويل والنزاع مع جامعة النيل، هى قضية مصرية خالصة، تختلف حولها أطراف مصرية، كلٌّ له رأيه وحجته، كما أن اعتبارات المصلحة والطموحات والمصالح الإنسانية تحتل ركنا مهما من هذا النزاع.
برجاء.. احترموا عقول المصريين وتعاملوا مع الأسباب الحقيقية للمشكلات والخلافات حتى يمكن حلها والسير قُدُما إلى الأمام.
آخر مستجدات الأحداث فى مسلسل «إسرائيل، إسرائيل» هو وقوف الدولة العبرية وراء النزاع ما بين جامعة النيل وجامعة زويل، وقد وردت فى هذه القضية روايتان متناقضتان، الأولى أن إسرائيل تعمل على تدمير مشروع الدكتور زويل الذى سينهض بالعلم فى بلادنا، ومن ثم فهى تقف وراء رفض تسليم مبانى جامعة النيل لمؤسسة الدكتور زويل، لأنها لا تريد لمصر دخول عصر العلم الحديث على يد الدكتور زويل. فى المقابل استخدم خصوم الدكتور زويل إسرائيل باعتبارها هى التى تقف وراء محاولاته الرامية إلى تصفية جامعة النيل، ودخل اثنان من الإعلاميين المصريين فى سجال حول وراء من تقف إسرائيل؟ منهما من قال إن إسرائيل تقف ضد مشروع الدكتور زويل وتريد تصفيته وإجباره على مغادرة البلاد حتى لا تدخل مصر على يديه عصر العلم الحديث، والآخر قال إن إسرائيل تقف وراء زويل، لأنه شخص «أمريكانى» يعمل مستشارا لأوباما، وسبق له أن زار إسرائيل وحصل على جائزة منها، وبما أنه قبل جائزة إسرائيلية فهو خائن للوطن، ولا يمكن ائتمانه على مؤسسة كبرى كتلك التى خصصت الأرض والتبرعات لها. والحقيقة أن استمرار الحديث عن إسرائيل على هذا النوع والقول بأنها «اللهو الخفى» الذى يقف وراء كل مصيبة وكارثة، بل كل نزاع وخلافات بيروقراطية أو حتى طموحات إنسانية، بات أمرا هينا لنا ولمصر، فنحن لسنا على هذا القدر من الهوان، بحيث تتلاعب إسرائيل بنا وتتدخل فى أدق قضايانا، والحقيقة الثانية أن إسرائيل تستفيد أكبر استفادة ممكنة من طريقة تفكيرنا هذه، ومن استمرار السجال والمهاترة على هذا النحو، فالقضية الخاصة بمؤسسة زويل والنزاع مع جامعة النيل، هى قضية مصرية خالصة، تختلف حولها أطراف مصرية، كلٌّ له رأيه وحجته، كما أن اعتبارات المصلحة والطموحات والمصالح الإنسانية تحتل ركنا مهما من هذا النزاع.
برجاء.. احترموا عقول المصريين وتعاملوا مع الأسباب الحقيقية للمشكلات والخلافات حتى يمكن حلها والسير قُدُما إلى الأمام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات