Sat, 11/08/2012 - 00:02
قالت مصادر إسرائيلية، الجمعة، إن «هناك أدلة على أن منطقة شمال سيناء في مصر لا تتحول فحسب إلى نقطة تجمع للمسلحين الجهاديين، ولكن أيضًا إلى ميدان رماية لصُناع الصواريخ في غزة، الذين لا يكلون ويسعون لزيادة دقة ومدى أسلحتهم التي أغلبها محلية الصنع».
وأضاف مسؤول إسرائيلي لوكالة «رويترز»، طلب عدم ذكر اسمه، «لديهم متعاون من البدو في سيناء يعثر على الحفرة ويحددها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي»، في إشارة إلى طريقة ذات تكنولوجيا منخفضة لكنها فعالة لتتبع اختبارات إطلاق الصواريخ من غزة.
ونقلت الوكالة عن شيخ في قرية بسيناء على بعد نحو 60 كيلومترا من غزة قوله «سمعت في يونيو عدة انفجارات وذهبت للتحقق مما حدث فوجدت بقايا صاروخ وقد أحدث حفرة في الأرض بحجم كرة السلة، لكن الأجزاء المتبقية لم يكن عليها أي كتابات يمكن أن توضح من أين جاء الصاروخ»، فيما تنفي حكومة حماس في غزة والفصائل الإسلامية الأصغر منها القيام بأي عمليات عسكرية في سيناء.
وأشار البريجادير جنرال الإسرائيلي المتقاعد، تسفيكا فوجيل، إلى أنه «غالبًا ما يتم إرسال الصواريخ إلى مناطق في الجنوب على مناطق مفتوحة من إسرائيل في خط يزيد طوله على 40 كيلومترًا، ويمكنهم بسهولة رؤية موقع سقوط الصواريخ من خلال تمركز شخص ما في مكان مرتفع في بيت حانون»، في إشارة إلى البلدة الواقعة في قطاع غزة على الحدود الإسرائيلية.
وأكدت مصادر فلسطينية أن «مطلقي الصواريخ يراقبون وسائل الإعلام الإسرائيلية وقنوات الشرطة بعد الإطلاق ويستخدمون نظام (جوجل إيرث) لإعداد الخرائط على شبكة الإنترنت لتحديد المدى والدقة».
وأضاف ضابط بالجيش الإسرائيلي، أن «هناك من ينظرون إلى عمليات الإطلاق التجريبية هذه باعتبارها فرصة لدراسة ما يخطط له العدو ويعده لنا، ولذلك عندما يطلق الفلسطينيون صاروخًا في تجربة يمكن للإسرائيليين دراسة مساره وفحص الحطام، لكن عندما يسقط الحطام في سيناء لا يكون في متناول أيديهم».
وقتلت الصواريخ وقذائف المورتر 21 شخصًا في جنوب إسرائيل على مدار العقد الماضي، وعندما يتم إطلاقها في دفعات تتوقف الحياة بالنسبة لحوالي مليون إسرائيلي يعيشون في مناطق تقع في مدى هذه الصواريخ، حيث يهرعون إلى الملاجئ، في انتظار وقوع الانفجار وصدور إشارة زوال الخطر.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية أن «ترسانة غزة تضم حاليًّا ما يصل إلى 10 آلاف صاروخ ويصل مدى أقواها إلى 70 كيلومترًا بما يكفي لضرب تل أبيب، وتتم مراقبتها عن كثب، وفي غمار الحرب يمكن أن يكون الاختبار خطيرًا بالنسبة للفلسطينيين بدرجة خطورة الحرب نفسها».
وأشار أحد مطلقي تلك الصواريخ من حركة فلسطينية في القطاع إلى أن «مثل تلك المخاطر جزء من الصراع الطويل مع إسرائيل والذي يتطلب إما القتال أو الاستعداد للقتال، وكل خروج بصواريخ هو مغامرة حياة أو موت، وهذا شيء نحبه، إذا كتبت لنا الحياة فسنعود لنطلق أكثر، وإذا متنا فسنكون شهداء».
يذكر أن هجومًا وقع، مساء الأحد الماضي، على كمين قرية «الحرية» بالقرب من معبر كرم أبو سالم، أسفر عن مقتل 16 جنديًّا وضابطًا وإصابة 7 من القوات المسلحة، وقتلت القوات الإسرائيلية بعد ذلك سبعة متشددين بعد أن اقتحموا الحدود الإسرائيلية، وفي أعقاب الهجمات قالت حماس إنها بدأت في اعتقال سلفيين أصوليين وهم من بين عدة جماعات تحاول إطلاق صواريخ على إسرائيل، في تحدٍّ للهدنات القائمة مع الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات