الأقسام الرئيسية

فى نعى آثار سوريا

. . ليست هناك تعليقات:




آخر تحديث : الإثنين 6 أغسطس 2012 - 8:00 ص
تاريخ سوريا يتعرض لخطر، فالقلاع الصليبية والمساجد الأثرية والكنائس الرومانية تتعرض يوميا للخراب والدمار على أيدى القوات الحكومية وقوات الجيش السورى الحر. فقلعة كرك، التى وصفها «لورانس العرب» بأنها أجمل قلعة فى العالم، والتى فشل صلاح الدين فى اقتحامها، تعرضت لدمار لا يمكن إصلاحه.

فما حدث بالعراق على يد الغزو الأنجلو سكسونى عام 2003 سيتكرر فى سوريا.. العراق فقد متحفه الوطنى، وأحرقت الكتب الاثرية فى المكتبات. ويفيد أثريون سوريون بأن المدن الرومانية الأثرية، التى تعود للعصر البرونزى، تم تدميرها.

إن الآثار السورية، التى لا تقدر بثمن، أصبحت ضحية للسرقة والتدمير من قبل مسلحى المعارضة والقوات الحكومية، بل إنى أكاد أرى سيناريو تدمير التراث العراقى فى أعقاب الغزو الأنجلو أمريكى الفوضوى يتكرر فى سوريا.

وكثيرا ما اتخذ سعى مسلحو «الجيش السورى الحر» ملاذا خلف الجدران السميكة للقلاع، ولم يتردد الجيش السورى عن تفجير هذه القلاع التاريخية لتدمير أعدائه. وقد نشبت معارك ضارية بين المتمردين والقوات السورية فى مئات من المواقع الأثرية المهجورة فى ريف حلب.

واحتلت القوات السورية قلعة ابن معن، وأوقفت الدبابات والعربات المدرعة فى وادى القبور إلى الغرب من المدينة القديمة، وحفرت خندقا دفاعيا عميقا داخل أحد مواقع الآثار الرومانية. لقد قالت لى الأثرىة اللبنانية، جوان فرشاخ، إن «التراث السورى فى خطر».

ويرجع هذا إلى أن النظام السورى بنى متاحف مفتوحة للآثار منذ عشر سنوات فى جميع أنحاء سوريا لتشجيع السياحة، وهذه المتاحف المفتوحة كانت لإظهار مدى قدرة النظام على إحلال الأمن. وقد نهبت القوات الحكومية و«الجيش السورى الحر» متحف حمص. وأضافت فرشاخ أن تجارة الآثار انتعشت فى الأردن وتركيا بسبب كثرة الآثار المهربة من سوريا.

وهناك سؤال بديهى الآن يدور فى الأذهان حول اهتمامنا بالكنوز التاريخية فى ظل أعمال العنف والقتل. معروف أن مقتل طفل أهم من أعمال النهب ومحو آثار حضارة تعود لثلاثة آلاف عام، لكن محو وسرقة المدن التاريخية يحرم الأجيال المقبلة من هذا التراث.

ومنذ شهور أعلنت السلطات السورية عن سرقة تمثال ذهبى يرجع للعصر الآرامى (القرن الثامن الميلادى) وتم ابلاغ الانتربول (الشرطة الدولية)، كما اعترفت السلطات بسرقات من متاحف دير الزور ومعرة النعمان، وهو ما نفته مديرة إدارة المتاحف السورية، هبة شاكيل، مشددة على أن الآثار لم تسرق، وإنها محفوظة فى خزائن بالبنك المركزى بدمشق لحمايتها.

وقد أرسل النظام السورى رسالة غريبة إلى أثريين سوريين أعلن فيها عن «جماعات مسلحة تسرق الآثار»، وهو ما ارتابوا فيه، واعتبروه مقدمة لنهب الآثار من المتاحف وبيعها مثلما كان يحدث أيام (الرئيس الأب الراحل) حافظ الأسد.

إن الدمار والتخريب منتشر فى كل مكان بسوريا.. اللصوص استغلوا الفراغ الأمنى وسرقوا الآثار، حتى يبدو أنها تبخرت. وفى الواقع فإن سوريا لطالما عانت من سرقة الآثار، ودئما كان النظام يتسامح؛ فى سرقة الآثار، وكانت محدودة، أنعشت الاقتصاد فى المناطق الشمالية الفقيرة، لكن ما يحدث الآن يبدو مرعبا، فالكنائس القديمة والبيوت والشوارع الأثرية اختفت فى حمص، واللصوص يحفرون حفرات واسعة فى الأماكن الأثرية للتنقيب عن آثار جديدة. إن الحرب هى الحرب، فقد شاهدت اللصوص المأجورين فى العراق عام 2003 وهم ينهبون المتحف الوطنى، كما رأيت عددا لا حصر له من المواقع الأثرية المدمرة خلال الحرب الأهلية اللبنانية ما بين عامى 1975و1990.



نقلا عن صحيفة «إندبندانت» البريطانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer